متابعات

التطوع في الحج .. روح سعودية بامتياز

جدة – وليد الفهمي

التطوع ينبئ عن إنسان إيجابي فاعل تجاه دوره الإنساني والمجتمعي وأكثر وعياً والتزاماً بثقافة العطاء تجاه مجتمعه ووطنه ، وما أجمل أن ترتبط روح التطوع بخدمة ضيوف الرحمن ضمن السياق العام للمسؤولية الرائدة التي تتشرف بها المملكة وتبذلها على مدار الساعة ، ومن هنا ينهل المجتمع من هذا الشرف العظيم روح التفاني والتطوع بمبادرات ايجابية منظمة ورائعة.

حول ذلك التقت (البلاد) عددا من المتطوعين لرصد تجاربهم ولماذا اختاروا التطوع في الحج .

البداية مع المهندس عثمان محمد بن هاشم رئيس مؤسسة وقف شباب خير أمة التطوعية، الذي قال إن التطوع في الحج عمل نوعي وفريد بالرغم من كل الجهود التي تبذل للتطوع في الحج لكنه مازال يحتاج إلى مزيد من تكاتف الجهود بين الجهات المعنية بخدمة الحجاج والتنسيق فيما بينهم وذلك بإيجاد قاعدة أو منصة مشتركة فيما بينهم لتنسيق العمل التطوعي في الحج ، موضحا أنه في السنوات الماضية ظهر الكثير من الجهود التطوعية في الحج وكانت تظهر للإعلام بشكل واضح وجلي

مبيناً ان عوائد التطوع على الوطن من الناحية الاقتصادية كبيرة جداً فعمل المتطوعين يوفر الكثير من الأموال على الدولة ويساهم في رفع اقتصادها ومن الناحية الاجتماعية يساهم التطوع بشكل كبير في تحسين الصورة الذهنية عن المملكة خصوصا أن الحج يعتبر محفلا دوليا يجتمع فيه الحجاج من كافة أنحاء العالم وتقديم الخدمات التطوعية لهم شيء عظيم ويرفع من قيمة السعودية أمام الحجيج والعالم ، أما بالنسبة لفوائده للفرد فهو يساهم في صقل المهارات وتكوين العلاقات والخبرات للمتطوعين ويساهم في استغلالهم المفيد لوقت فراغهم فضلا عن عظيم الأجر الذي يتنج عن خدمة ضيوف الرحمن .

مشروع حضاري:
وأشار “بن هاشم ” إلى أن مؤسسة وقف شباب خير أمة للعمل التطوعي لديها مشروع تطوعي سنوي في يوم عرفة وهو عبارة عن مشروع لضيافة الحجاج تقدم لهم فيه الماء والعصير البارد والوجبات الجافة ، لافتا إلى أنها السنة الخامسة على التوالي التي تنفذ فيها هذا المشروع الذي حاز على العديد من الجوائز التطوعية من ناحية فكرة تنفيذه وإشراف المتطوعين عليه حيث يتم تنسيق المشروع وتنفيذه من قبل شباب متطوعين سعوديين هدفهم اكرام الحاج بطريقه تليق بضيف الرحمن وبعيدا عن الفوضى والعشوائية ويحرص متطوعونا على خدمة الحجاج بطريقة حضارية حيث يتم تقديم الوجبات والماء باليد مع ابتسامة تصحبها كلمات طيبة بقبول حج الحجاج وهدفنا من هذا المشروع أن ننقل للعالم اجمع أن شباب هذا البلد هم شباب مجدون ومخلصون في عملهم ويفخرون بخدمة ضيوف الرحمن بطريقة احترافية حضارية.

وأشار إلى أن ابزر معوقات التطوع في الحج هي من جهتين الأولى تتمثل في الجهات الطالبة للتطوع فهناك تقصير في النشر والإعلان عن الرغبة في استقطاب المتطوعين في الحج وكذلك هناك مشكلة عدم وجود منصة موحدة للتطوع في الحج يستطيع الجميع التسجيل فيها والمشكلة الثانية هي من ناحية المتطوعين فالكثير ينقصه ثقافة التطوع خصوصا أن موسم الحج مصاحب لإجازة العيد فالكثير يفضل قضاء الإجازة بصحبة الأهل أو السفر ولا يجد وقتا للتطوع .

كما اشارت سمية شعراوي المؤسس لحساب رابطة المتطوعين والتي استحدثت حساباً في مواقع التواصل الاجتماعي توتير والذي اطلق منذ قرابة الـ ٤ اشهر بهدف مساعدة الشباب في اكتشاف مواهبهم ومهاراتهم وتسخيرها للعمل التطوعي،أشارت إلى أن الصفحة كانت بمثابة مكان موحد للتعاون مع الأفراد المتطوعين ونشر المواهب الفردية التطوعية المختلفة ونشر الاحتياجات والفرص التطوعية للفرق والجهات المختلفة الخيرية والتطوعية .

واكدت شعراوي أن التطوع عالم جميل وأسلوب من أساليب تغيير النفس البشرية للأفضل وفيه خير كثير ويحمل معاني جميلة لروح كل شخص يمارس التطوع ولو لمرة ، مستدركة إلى أن التطوع بالمملكة متواجد بكل بيت وبكل شارع وحي وموجود بكل شخص سواء كان كبيرا ام صغيرا وهو شيء واضح وملموس من قبل الجميع .. لكن ينقصه وجود جهة رسمية تنظم عمله ومجهوداته أو حتى جهة موحدة تظهره بشكل رسمي .

الفتيات أكثر:
وأضافت “شعراوي” : ابرز الايجابيات للتطوع هي تنمية ثقة الافراد بنفسهم و اكتشاف مهاراتهم ومواهبهم المختلفة و الإحساس وتحمل المسؤولية بالغير و اكتساب الخبرات بالتعامل مع شرائح المجتمع المختلفة والتطوع يجعل الشخص سليم الفكر والجسد ومن المجتمع اكثر رقياً وتقدماً موكدة أن الفتيات اكثر حباً من الشباب للتطوع.

من جانب آخر قال رائد عشيرة جوالة لجنة التنمية الاجتماعية بحي البديعة عبدالله بن أحمد الغامدي و راكان طلال اللحياني وهما متطوعان حالياً بالمشاعر المقدسة ان اختيارهم للتطوع في الحج من أسمى الأعمال التطوعية أكثرها شرفاً أن نبذل كل ما لدينا في خدمة ضيوف الرحمن الذين جاءوا من شتى بقاع العالم لأداء مناسك الحج، ونحن ننظر بأن هذا العمل التطوعي واجب علينا ومنهج تسير عليه مملكتنا الغالية منذ تأسيسها ،

كما أوضح راكان طلال اللحياني أن اختياره للتطوع في الحج لأسباب كثيرة منها أولاً لخدمة ضيوف بيت الله الحرام واكتساب الأجر وتقديم الخدمات الإسعافية للحجاج و تقديم المساعدة التطوعية بمجال التخصص الصحي و أخيراً حبه للتطوع .

خدمة الحجاج:
وفي ختام اللقاء أكد المتطوعون ان للتطوع بشكل عام متعة وقيمة لا يشعر بها إلا من جربها، فيها إرضاء للرب لقول الله تعالى ( ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم ) وفيها أيضاً إرضاء للذات فالمتطوع يشعر بالراحة و الرضا بنفسه عن فعل الخير، الاحساس بمشاعر الآخرين ومساعدتهم وإدخال السرور على نفوسهم ونحن كمواطنين وكأبناء لهذا البلد الحرام دائماً سبّاقون للتطوع في خدمة ضيوف الرحمن سواءً في موسم الحج أو رمضان وغيرها من الأعمال التطوعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *