الدمام-حمود الزهراني ..
تحاول الفنانة التشكيلية فاطمة النمر في معرضها \"كيان\" التعايش مع المجتمع العربي بشكل عام وهي محاولة الى اضافة صفه اخرى للانسان في جميع تجلياته وخاصة الحب والسلام اللذان دائما مايكونا حاضرين في اعمالها ، وتأتي هذه التجليات لتمرير ماتحمله الفنانه في دواخلها من مشاعر واحاسيس فكانت هذه التجربة مابين الرمزية والتجريدية ومن خلال استخدماماتها للطبيعة من ألوان ترابية واحجار ومعادن وذهب وورق، جاءت هذه التجربة في المعرض الشخصي الذ ي استضافته \"قاعة أكوستك\" والتي أضافت الجو الجمالي والفني مع اعمال، والذي اشتمل على قرابة الـ 40 عملا فنيا، ويستمر اسبوعين.
النمر التي شاركت بالعديد من الانشطه، على مستوى المملكة منها مشاركة في معرض الفن المعاصر وحصلت على الجائزة الأولى، ومعرض الشباب التابع لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية وحصلت على جائزة اقتناء ، والعديد من المشاركات معرض السفير، معرض سايتك العربي، ومشاركة خارجية هذا العام في معرض لوحة وقصيد بدعوة من رابطة الفنون التشكيلية بالأردن، وبينالي الخرافي بالكويت، بالاضافة الى المشاركة في طهران بور مع مجموعه من كبار الفنانين من جميع إنحاء العالموغيرها.
تقول النمر أن الجوائز تعتبر حافز معنوي التقدم الى المزيد من نجاحات وهي أيضا اعلام مهم للفنان ولكن ليست الجائزه من تحدد قيمة الفنان وتواجده على الساحه الفنيه بل الفنان نفسه يثبت وجوده بفنه واطروحاته، جاعل منه فنان وانسان ناجح بحياته سواء على الصعيد المهني او الفني.
داعية النمر زملاءها الفنانين والفنانين بكل ثقة أن الساحة مفتوحة أمامكم مهما تواجد امامكم من عقبات، بل العكس تماما فرص الشباب قد تكون أقوى خاصة بأنهم جيل هذا العصر فالكل جيل زمانه والذي يكونوا هم فيه أكثر قدرة على المعايشة والتعبير . فكل التقنيات والأدوات متوفره لديهم فباستطاعتهم التعبير بعده أشكال وطرق، فالفن الأن لا يقتصر على اللوحة بل اصبح كينونة متكاملة يعتمد على الفكرة والخامة والشكل والكثير من الأدوات هي الأقرب لعالمهم الحالي.
يقول الدكتور في علم الجمال الدكتور العراقي فاخر محمد: في أعمال الفنانة فاطمة النمر ثمة رغبة جامحة للتخلص من الشكل الواقعي سواء كان جسداً ام تكوين مكاني وكأنها حاول اشراك اشكالها وتكويناتها في شعرية التجريد المفتوح على تأويلات مطلقة , فالفنانة تعيش زمناً يشتبك فيه كل شيء الى درجة ضاعت فيه الروح الانسانية وسط دوامة المكننة والأرقام مما دفع بالفنانة الى الأحتماء بالروح الداخلية من خلال حرية تتعايش معها بصمت مع خاماتها وادواتها واساليب تفاعلها مع السطح التصويري فتارة تضع أشكالها وسط فضاء غامق يتجانس فيه الجسد الأزرق مع الرمادي أو الأسود وتارة تترك حرية يدها وفرشاتها تعبث بغموض بمسطح اللوحة تاركة خطوطها وعلامتها وسيولة اللون تتحدث عن نفسها , فهي مغرمة بالكثافات والتضاريس لأنها توحي أكثر مما تصف وهذا ديدن الفن والجمال فقيمته تكمن في السر الذي يدفعنا الى التأويل ومعايشة الخيال , فالواقع والحقائق الحسية لاتمنحنا المتعة والسعادة قدر متعة الخيال والرؤية محققة
قول الفلاسفة ( في حقيقة الحلم أصدق من حقيقة الواقع ) وهذا بلاشك يتطلب شجاعة ومغامرة مع النفس والحياة والفن . في رسوم فاطمة ثمة تصالح تام مع طاقته الروحية وعاطفتها وهذا مارأيته في صراع أشكالها وألوانها وحفريات مساحاتها الكثيفة على الكانفاس ,الأزرق نقيض الأسود ولكن في لوحاتها ثمة تعايش في رمزية هذه الألوان لاأدري لماذا تذكرني أعمالها بأشعار محمود درويش فكلاهما محاولة للخلاص من المحدد الى اللامحدد ومن المتناهي الى اللامتناهي وصولاً الى المطلق الروحي الذي تنشده الفنانة .