جدة – بخيت طالع وابراهيم المدني وغفران ابراهيم
ما زالت قضية التسول تراوح مكانها.. واقتصرت معالجتها على مطاردة مرتكبيها في فترات متباعدة، ثم لا يلبث اولئك ان يعودوا الى اماكنهم، وكلما كان الاعتقاد انه تم القضاء على الظاهرة نجد انفسنا نعود للمربع الاول من جديد.
(البلاد) تعرض هذه القضية للنقاش مع عدد من المواطنين والمسؤولين الذين أبدوا انزعاجهم من الظاهرة ومخاوفهم من ان تكون الاموال القادمة من التسول ذراعاً للارهاب، مؤكدين ان الكثير من المسؤولين هم اقرب ما يكونون للصوص.
ويقول المواطن احمد الغامدي.. قرأنا في الصحف انه في عام 2014 ان سيدة سعودية ضريرة توفيت وعمرها 100 عام ولا تملك عائلة ولكنها جمعت ملايين من الريالات ومجوهرات وعقارات من مهنة التسول في الشوارع طبقاً لما نشرته سعودي جازيت في حينها، وأوصت عند موتها بتوزيع ثروتها على الفقراء وبعد حضور الأمن اتضح انها تملك اربع عمارات.
مثل هذا الخبر يوضح ان التسول صار مهنة ليس الآن ولكن منذ زمن وهناك الكثير من السيدات والرجال اصبحن يمتهن هذه المهنة التي صارت تدر عليهم الآلاف بل الملايين، الامر الذي يجعل موضوع التسول يحتاج الى بحث متأن من الجهات المختصة بشكل اعمق واكثر من كونه مجرد مطاردة لمتسول في هذا الشارع ثم لا يلبث التسول ان يظهر في شارع آخر بعد ايام او يعود لنفس المكان.
وقال ان هناك مخاطر اخرى للتسول فثمة لا يستبعد ان يكون المال المتحصل من التسول يشكل ذراعاً من اذرعة دعم الارهاب في الداخل والخارج وهنا اذا صحت هذه الفرضية وهي ليست مستبعدة، يكون عندئذ التسول قد صار خطراً اجتماعياً وامنياً، بل وتحول الى قضية معقدة، وهذا ما يفسر حصول عدد من الارهابيين على أموال ضخمة لا احد يعرف مصدرها.
من هو المحتاج؟
من جانبه قال الاستاذ بريك بن سمران اللقماني وهو رجل اعمال في الحقيقة أجد صعوبة في التفريق بين المحتاج والمتسول فالمتسول يدعي حاجته ويقدم لك تقارير طبية او غيرها تكون بحوزته وعليك الاطلاع والاقتناع بها او تهميشها واستطرد اللقماني يقول كثيراً ما اقابل اشخاصا يدعون حاجتهم الى المال واجد نفسي في حيرة.. هل اساعده ام اتجاهله؟.
واردف يقول بعض الاشخاص المس احتياجه للمساعدة فكلامه قليل ونظراته تعطيك مؤشراً على خجله واخرين تلحظ رغبته في كسب المال بأية طريقة كانت وناشد الاستاذ بريك اللقماني محبي الخير تقديم اموالهم للجمعيات الخيرية والجهات المعتمدة لايصالها لمستحقيها واراحة نفسه من هم دفع المال لغير المستحق له مشيراً الى اهمية قيام مكتب مكافحة التسول بدوره خلال شهر رمضان المبارك وليقبض على المتسولين الذين يمدون ايديهم للناس والعمل على دراسة هذه الظاهرة للحد من انتشارها في المجتمع.
وتقول (مي السراج): بالنسبة لموضوع التسول فأنا أرى أنه يجب دراسة كل حالة وارسال كل حالة للجهة المختصة.بالإضافة إلى عمل اكشاك لهم في الحارات جوار سكنهم يترزقوا منها وتشجيعهم علي صنع بليلة وغيرها من المأكولات والترزق بها عن طريق عربيات توفرها لهم البلدية. كما يتم تدريبهم للعمل بالساعة في التنظيف سواء بيوت اوصالونات اومدارس اوغيرها, وتشجيعهم علي بيع الأكل من بيوتهم,أوتوزيعهم على المصانع. كما يتم تشديد العقوبة لكل متسول وتنفيذها لأن الموضوع أصبح ظاهرة خطيرة وغير حضاريه بحقنا. المفروض هناك تكافل اجتماعي واهتمام قوي من البلدية وجميع الجهات المعنية. وقد لوحظ زيادة السرقات أيضاً لذلك لابد من علاجها من جذورها.
اما (ناصر جابر) فقال: موضوع زيادة انتشار التسول في رمضان يتكرر كل عام ويحتاج الى توعية الناس من المواطنين بأن هؤلاء يستعطفون الناس في هذه الايام المباركة لما فيها من الخير.وعلى مكافحة التسول زيادة الجهود والتي لم نراها بالشكل المطلوب ولابد من التوعية الإعلامية من المكافحة للناس بأن التبرع يكون عن طريق الجمعيات الخيرية .
وتقول ( د.سحر السبهاني: ( التسول هو طلب مال ومساعده من الآخرين باستجداء عطفهم وشفقتهم ويكون إما بعاهات او سوء منظرهم وبالخصوص استغلال الاطفال في هذه الظاهرة.
التسول لا يختص بفئة او جنس معين إنما اصبح الآن مع الاسف الكل مختلف الاعمار والأجناس. المرأة ممكن بحجة وضع رضيع على كتفيها والأطفال بدون احذية وحجة الجوع ويريدون فلوس فقط ليشتروا وجبة تسد جوعهم وغيرها مع الاسف بحجة الدواء او فقد فلوسه .
انا اقترح وضع حد للمتسولين اكيد ليس ممكن منعهم ولكن ممكن السيطرة عليهم كل مول يضع حرس امام المتسولين واستجوابهم وعقوبتهم وكذلك امام إشارات المرور تنبيه العساكر على مراقبتهم حتى اماكن التنزه على الكورنيش وضع مختصين ومراقبة المتسولين فأصبح عامل النظافة ينظر الى المتسولين وهو حزين على حاله .
انا شخصيا ضد التسول والمتسولين بأنواعهم ..واقترح بتوفير فرص عمل للقضاء على البطالة ليس التدريب فقط انما العمل وبالخصوص المهنية والحرفية مثل :البناء ,السباك ,الدهان كلها اعمال لا تحتاج لشهادات انما فقط تدريب بسيط أو دورات مجانية مخصوص لكسب الأجر. ودائماً انصح كل متسول بالعمل وادعي له نحن لا نستطيع الا تقديم النصح والدعاء وعدم مساعدتهم حتى لا يستغلوا هذا العمل .واتمنى من كل من لديه القدرة ان يفتح دورات تدريبية مجانية. لتعليم الحرف اليدوية وحتى السيدات ممكن أيضاً فتح معاهد خياطة ثم مصانع خياطة للمساعدة و اتمني ان نقضي على البطالة ليس فقط في مجتمعنا بل كل المجتمعات.
وتقول (سميره عبدالله ابوالشامات): انتشرت ظاهرة التسول بسبب طيبة أهل هذه البلد وبسب حب مساعدة الغير املاًفي الاجروالثواب. واصبح فقراء هذه البلد يعتمدون على هذه الهبات . لكن هم في المقابل اصبحوا يعتمدون على هذه الهبات ويتوقفون عن العمل .انظري إلى عمال البلديات وهم يكنسون الشوارع يقترب من سيارتك كانه يخدمك لوجه الله .وينتظر هبتك وترى المحتاجين من السيدات يقفون عند ابواب المساجد والطرقات والبلد تحتاج العاملين وليس العاطلين للكسب . فينبغي ان ننتبه ليس بمنعهم ولكن بتلمس حاجاتهم وتوجيههم إلى المصانع اوالعمل من المنزل للكسب الحلال . بالنسبه للسيدات والاطفال تعليمهم صنعه يتكسبون منها اما عمال البلديات برفع رواتبهم واعطائهم أجورهم في اوقاتها وينبغي ان تتضافر الجهود لدراسةالحالات ووجود حلول لها .
وتقول (أزهار عبدالعزيز حلواني): في رأي أن لو كل مسلم ومسلمة أعطوا حق الله في زكاة المال والذهب والفضة لن يكون هناك فقراء ولن يحتاجوا للتسول مثل أيام الصحابا رضي الله عنهم كان يدوروا بالزكاة حول الكعبة المشرفة لعدم وجود فقراء مستحقيها والله ولي التوفيق.
رأي الشؤون الاجتماعية
الى ذلك دعا المدير العام للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الاستاذ عبدالله آل طاوي محبي الخير والاحسان تقديم زكوات اموالهم للجمعيات الخيرية المعتمدة من قبل الوزارة وايداع تبرعاتهم في الحسابات البنكية المعلن عنها من خلال هذه الجمعيات واضاف المواطن الآن واعياً ويتعامل بعقلانية مع كافة الامور الوطنية وأمل منه عدم التفاعل والتعامل المباشر مع المتسولين في الطرقات وحول المساجد مع ملاحظة ان 90% منهم بل وأكثر من ذلك هم من غير المواطنين والذين يستغلون رغبة الناس في هذا الشهر الكريم للاكثار من تقديم الصدقات رغبة في الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى وطالب مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الاهالي التفريق بين المتسول والمحتاج والحرص على ايداع صدقاتهم وتبرعاتهم في حسابات الجمعيات الخيرية لايصالها لمستحقيها الفعليين.
ضبط متسولين
الى ذلك فقد كشف الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي بأنه بلغ إجمالي حالات ممارسي التسول من رجال ونساء وأطفال، والتي تم ضبطها خلال العشرين يوم الماضية من رمضان 514 حالة.وأوضح الرقيطي أنه سجلت ضبطيات النساء والأطفال النسبة الأكبر من الحالات المضبوطة بنسبة 62% من النساء، و28% من الأطفال، فيما بلغت نسبة الحالات المضبوطة من الرجال 10%، وبلغت نسبة المواطنين من تلك الحالات 14%، بينما بلغت نسبة الأجانب 86%، تم التحفظ على جميع الحالات والمضبوطات التي عثرت بحوزتهم وتحريزها بشكل محكم وإحالتهم لجهة الاختصاص متمثلا في مكاتب المتابعة الاجتماعية بالنسبة للمواطنين وإدارات وشعب توقيف الوافدين فيما يتعلق بضبطيات الأجانب.
