متابعات

التداوي الإليكتروني.. تجارة وتلاعب بصحة البسطاء

جدة – حماد العبدلي

أجمع عدد من الأطباء والصيادلة على أن تناول الأدوية دون وصفة (طبية) مسبقة يعرض حياة عامة الناس إلى مخاطر نتيجة عدم المعرفة بأضرار العلاج سيما بعض علاجات التقوية . إزاء هذه المخاطر استطلعت البلاد آراء أهل الاختصاص والمهتمين في الشأن العلاجي وكذلك المواطنين.

البداية مع الدكتور احمد حسن استشاري أمراض باطنة حيث قال في رسالة تحذيرية إن سوء استخدام العلاج قد يعرض حياة أي شخص للخطر ولابد من مراجعة الطبيب عندما يشعر الشخص بأي عارض صحي ويأخذ العلاج اللازم بعد الكشف عليه ومعرفة حالته الصحية ومسألة صرف العلاجات من الصيدليات ليس لها مبرر في ظل وجود المستشفيات والمستوصفات

كما ركز الدكتور احمد على نشر الوعي الصحي لدى عامة الناس لتجنيب أخطار العلاجات التي تؤخذ بدون روشتة طبية.

من جانبه قال ناصر (صيدلي) إننا نقوم بصرف الأدوية البسيطة المتعارف عليها مثل نزلات البرد وخلافه. وأحياناً يطلب المريض علاجاً يحتاج إلى كشف طبي وبعض الفحوصات فنقدم له النصيحة بمراجعة الطبيب المختص لتشخيص حالته

كما أوضح أن تكرار العلاج قد يلحق الأذى صحياً وبالتالي لابد من الحذر الشديد خاصة المضادات التي قد تحدث مضاعفات للمريض بدلاً من الشفاء أثناء تناولها، فالطبيب هو الشخص المسؤول عن تقييم حالة المريض ويصرف له العلاج اللازم المناسب لحالته بعد الكشف وإجراء بعض الفحوصات.

كما ان أي صيدلي لايقوم بصرف أي دواء يدخل فيه تركيبة مضاد الابوصفة طبية.

الفحص الطبي
في نفس السياق شدد الدكتور علي الشريف استشاري باطنة وقلب أن تناول العلاج بدون وصفة طبية خطر على صحة الانسان وعلى المريض الكشف على نفسه وأخذ التحاليل لمعرفة المرض ومسبباته وصرف العلاج المناسب لحالته. كما أوضح الدكتور هلال أن بعض الأشخاص للأسف قد يعرضون أنفسهم للمخاطر بتناول بعض المقويات الجنسية دون الكشف المبدئي البسيط جداً على القلب،

كما طالب د. علي من الصيادلة التعريف بخطورة طلب صرف علاج دون وصفة طبية والتثقيف الصحي في هذا المجال بلا شك له دور كبير في الابتعاد عن مخاطر العلاج الذي يؤخذ بعيداً عن الكشف الطبي للمريض.

ويؤكد على ذلك محمد القرني الذي قال إن هناك علاجاً يمكن صرفه مثلاً لنزلات البرد العادية أو الصداع أما الأمراض الأخرى فلا بد من مراجعة الطبيب ومعرفة الحالة وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يصرف له العلاج دون أخذه من الصيدلاني الذي يهمه بالطبع البيع مما قد يترتب عليه أضراراً لمن يتناول العلاج المصروف له،

مشيرا إلى ان المشكلة حاليا هي مواقع التواصل تبث العديد من الدعايات حول بعض العلاجات من خلطات ومقويات جنسية والبعض ينجرف وراء هذه الاغراءات ويقوم بالشراء لما يروج له ويقع في مشاكل لاحصر لها وليس بمقدور الجهات ذات العلاقة مراقبة كل انسان يجب ان يكون أي شخص حريص على سلامتة الصحية وابلاغ الجهات ذات العلاقة في أي شخص يقوم ببيع هذه الادوية البعيدة عن الرقابة خاصة التي تتواجد في مواقع التواصل الاجتماعي.

من جهته قال عبدالله الغامدي إنه يحظر على أي صيدلي صرف أي دواء من تلقاء نفسه للمريض خاصة بعض الأدوية القوية مثال المضادات التي قد تعرض متناولها لمضاعفة المرض ، متمنيا أن توزع نشرات توعوية بأضرار العلاجات أمام بوابات الصيدليات ومن يتناولها من تلقاء نفسه دون وصفة طبية.

*تحذير صيدلاني
وعن الجانب الصيدلي حذر الصيدلاني صلاح سعد من ظاهرة انتشار الأدوية التي يتم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والخطر الذي تشكله على المجتمع.وقال إن هناك العديد من الأشخاص الذين ينشئون حسابات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لإقناع الناس بأن الدواء الذي يروجوا له جيد ومفعوله سريع ولا يوجد شيء يضاهيه، على الرغم من أن هذه الحسابات غير موثقة ومجهولة الهوية، وربما يديرها أشخاص صغار السن.

واصبحت هناك قنوات فضائية تعرض بعض الادوية والخلطات ومعها نشرة صيغت باحترافية من اجل اغرء عامة الناس للشراء وحذر سعد من شراء أي منتج علاجي مهما يكون الا بوصفة طبية وكشف من قبل الطبيب وهو الذي يحدد صرف أي علاج يتناسب مع حالته.

ومضى قائلا هذه الأدوية تكون غير مضمونة وغير فعالة، وتؤدي إلى إصابة من يقبل عليها بالأمراض الخطيرة، وأن أكثر شيء انتشر هو أدوية النحافة ولكنها أدوية خطيرة جداً ربما تؤدي إلى الإصابة بارتفاع في درجات الحرارة والإصابة بالاكتئاب وفقدان الشهية، فضلاً عن أنها من الممكن أن تكون منتهية الصلاحية.وأشارإلى أنه ليس هناك أي أدوية تنحيف مرخصة يتم تداولها في السعودية،

ولكن هوس النحافة يجعل الأشخاص يقدمون على شراء هذه المنتجات، بالإضافة إلى طريقة الدعاية الجذابة التي تجعلهم يشتروها بدون تفكير، وهم لا يعلمون مدى ضررها على صحتهم.

وشدد على أنه لابد أن يتواصل الأشخاص مع الهيئات والجهات المسئولة للتأكد من الدواء وصحته ومفعوله، موضحا أن هيئة الغذاء والدواء تتواصل بشكل مستمر مع الجمهور وتحذرهم من الأدوية الضارة والغير مصرح بها، ولهذا لابد أن يكون هناك حملات توعية مستمرة ضد الأدوية التي انتشرت في الأسواق وفي المجتمع مستغلة مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات التلفاز، لتجنب الوقوع ضحايا لها ولرفع مستوى الوعي لدى المجتمع.

حملات الصحة
إلى ذلك تنفذ مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة ممثلة بإدارة الالتزام بحملة تفتيشية لصيدليات المحافظة وذلك ضمن حملة منع بيع المضادات الحيوية دون وصفة طبية والتي اطلقتها وزارة الصحة ، حيث بدأت اكثر من 30 فرقة تفتيشية بالمرور على الصيدليات وذلك للتأكد من الالتزام بعدم بيع المضادات الحيوية دون وصفة طبية من طبيب مختص.

كما تأتي هذه الحملة ضمن خطة وزارة الصحة لمنع بيع المضادات الحيوية او صرفها دون وصفة طبية .
وشددت صحة جدة على أهمية الالتزام بذلك كما نص عليه نظام مزاولة المهن الصحية والذي يحظر على الصيدلي أن يصرف أي دواء الابوصفة طبية صادرة من طبيب مرخص له بمزاولة المهنة في المملكة.

من جهة اخرى تستمر هذه الحملة على مدى سبعة أيام متتالية وبشكل مكثف تشمل جميع الصيدليات الخاصة بمحافظة جده وتطبيق الأنظمة المعمول بها على تلك الصيدليات المخالفة للأنظمة .وستسمر المراقبة على صرف المضادات الحيوية بدون وصفة طبية على الصيدليات الخاصة حتى بعد انتهاء مدة الحملة وذلك ضمن إجراءات التفتيش الدورية التى تقوم بها إدارة الالتزام بصحة جدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *