أسامة سعد يماني
الجرائم تضر بأمن المجتمع . فإذا فقد مجتمع من المجتمعات الأمن فقد فقد الحياة فلا مال يغني عن النفس ولا علم ينفع من خوف وتوجس . في غياب الأمن تضيع الكرامة الانسانية ويضيع العقل وتتلاشى الفرحة ويسود الحزن والهم والخوف والقلق. نعم الأمن هو العنصر الاول للحياة الانسانية وبدونه تصبح بدون طعم او لون . ولكي يستتب الأمن وضعت العقوبات. قال تعالى “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون “فالحياة لا تستقيم بدون الأخذ على يد المجرم ومنعه وردعه وجعله عبرة لمن لا يعتبر.
العقاب لا يهدف للثأر بل للردع والتأهيل والإصلاح ولهذا اصبح السجن كمؤسسة إصلاحية ينظر فيها للسجين كشخص بحاجة للرعاية والعلاج والعناية كي تؤهله ليعود شخصا صالحا في المجتمع، ولا يعني ذلك التفريط في حق المجتمع وحق المتضرر ( الحق العام والخاص)لهذا فقد سنت القوانين السالبة للحرية لردع المعتدي وتحميله مسؤوليات اعتدائه وتجاوزه فحرمان السجين من التمتع بحريته يمثل العقوبة لما تسبب فيه من ضرر وإيذاء . ولا شك ان العقوبات السالبة للحياة وضعت لتخليص المجتمع من خطر المجرم ومن خطورة جرمه .
لذا فإن من كفر المجتمع ورأي وجوب الهجرة عنه هؤلاء الفئة خطيرة على المجتمع سواء من كانت وسيلته في التكفير القول أوالمناصرة والتعاطف مع التكفيريين او العمل بالتمويل كجمع أموال، أو تقديمها، أو أخذها، أو تخصيصها، أو نقلها، أو تحويلها، أو للدعوة والترويج لمبادئه، أو تدبير أماكن للتدريب، أو إيواء التكفيريين او الإرهابيين ، أو تزويدهم بأي نوع من الأسلحة ، أو تقديم أي وسيلة مساعدة من وسائل الدعم والتمويل .
هذه الفئة تشكل تهديدا حقيقيا على السلم الاجتماعي وأمن المجتمع ووصفهم بالفئة الضالة لا يعبر عن مدى خطورة هؤلاء التكفيريين والإرهابيين الذين تلوثت يدهم بالدماء وساهموا بشكل مباشر او غير مباشر في تهديد أمن وسلامة مجتمعاتهم، فشتان مابين من ضل الطريق ومن فكره ووجوده يشكل خطرا حقيقيا على أمن المجتمع.
ان حياة المجتمع تستوجب إنزال اشد العقوبات على كل من تلوثت يده بالدماء بطريقة مباشرة أوغير مباشرة وكذلك كل من سافر الى العراق او سوريا او حمل السلاح في أي بقعة من بقاع الارض فضلا عن كل من كفر الاخر بالقول او بالفتوى او الدعوة والمناصرة والمؤازرة لهذا الفكر الإرهابي التكفيري ، ولا يصح ان نتعاطف معهم لانهم سعوديين أو لأي مبرر آخر نظراً لخطورة هذا الجرم وتهديده للأمن والسلم الاجتماعي.
إن التساهل مع هؤلاء والتعاطف معهم يشكل تهديدا حقيقيا للمجتمع ، لان مثل هذه المواقف تعطي إشارات خاطئة تتسبب في هز أمن المجتمع ، فلا يصلح مع هؤلاء الا الحزم لان الوطن على المحك . فتجار الدين يعملون على تبرير هذه الجرائم وإطلاق المسميات والدعوة لمناصحتهم وإعطائهم الفرصة تلوا الاخرى لكي يعودوا للمجتمع. وعلى ارض الواقع نجدهم يتشعبون ويتشكلون ويتسمون بأسماء مختلفة هاجسها وهدفها تدمير المجتمعات.
إن التكفير عانت منه الكثير من المجتمعات وشكل تهديدا حقيقيا على الأمن والسلم الاجتماعي. ولا يصح ان يستمر التساهل معهم تحت اي مسمي او إعطاء الفرصة للعائدين من أراضي القتال لانهم مرض خطير يجب استئصاله والضرب بيد من حديد على أيديهم ومحاسبتهم عن الجرائم التي ارتكبوها.