حثت شريعتنا السمحاء على بر الوالدين والإحسان إليهما. فنزل الوحي من فوق سبع سموات في اكثر من بضع وعشرين موضعاً في القرآن الكريم كلها تدعو إلى بر الوالدين ورضاهما وتقديرهما كل هذه التوجيهات الإلهية لم تحفز شركات التأمين الصحي بأن تشمل مظلتها التأمينية والدي الموظف أو الموظفة في حين تشمل هذه المظلة الزوجة حتى لو تم الاقتران بها قبل اربع وعشرين ساعة والطفل حتى ولو كان نطفة في احشاء والدته وإني لأعجب لمجتمع إذا ما خرج أحد أفراده عن جادة الصواب انبرت أقلام كتابه ووسائل اعلامه التقليدية والجديدة لتصب جام غضبها على الأبوين و جلدهما لأنهما لم يحسنا تربيته كما ينبغي في نظرهم في حين تتغافل هذه الوسائل الإعلامية عن الوالدين اللذين انهكهما المرض وفتكت بهم العلل من امراض العصر إننا مدعوون كجهات مختصة و جهات تشريعية إلى إعادة النظر في أنظمة وقوانين التأمين الصحي وسعودتها هيكليا بما يتفق مع تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا أسوة بما هو حاصل في المؤسسات والشركات الحكومية وشبه الحكومية والشؤون الصحية للجيش والحرس الوطني والأمن العام التي تشمل مظلتها الصحية الوالدين من ضمن افراد الاسرة في حين أن شركات التأمين الصحي في القطاع الخاص لم تستطع التخلي عن الفكر الغربي بأنظمته وقوانينه التأمينية الصحية فالفرد في المجتمع في النظرة الغربية يعني لا يعدو كونه إلا ترسا في آله متى ما أصيب بالعطب وانتهى عمره الافتراضي فإنه لا مكان له ولا قيمة في هذا المجتمع الذي أصبحت المادة والربح و الخسارة هي الميزان التي يقاس بها أفراد المجتمع.
دعوة مخلصة أن يتم تصحيح هذه الأوضاع التي لا تعبر عن أخلاقنا ومبادئنا المستمدة من شريعتنا الغراء قال صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا).
[email protected]