[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالفتاح بن عبدالقادر الرحالي[/COLOR][/ALIGN]
عجيب امر بيوت لا تفتح فيها للصغار دفاتر الا دفتر التقويم الدراسي ودرجات المواد الدراسية.. او اوراق تطلب المدرسة توقيعها من ولي الامر.. ثم يتساءل ارباب هذه البيوت من آباء وامهات عن: اسباب التأخر الدراسي وضعف مستوى أولادهم؟! يلي ذلك الاسراع بالتهم الجاهزة الى المعلمين والمعلمات، من ضعف المستوى.. والاهمال.. والتقصير.. وهلم جرا من \"شماعات\" تعليق التقصير المنزلي على اكتاف الطرف الآخر!
نعم.. قد يعتري العملية التعليمية شيء من الاهمال والقصور البشري، ولابد من ذلك.. ولكن – في المقابل – اين دور الوالدين في متابعة الواجبات.. ومعاونة الاولاد في التحصيل والاستذكاء؟!
نعود ونكرر.. انها علاقة تداخل وتكامل.. شئنا أم ابينا.. فمن شاء الغنيمة فلينضم الى الكتيبة؟!
أصدقاء أولادنا..!؟
من اهم صور تكامل الادوار بين الدارين (البيت والمدرسة): حرص الوالدين على \"استقصاء الاصدقاء\" باساليب حكيمة رقيقة، ومتابعة عن كثب لأحوال الصغار، ومبادرة ما يلاحظ عليهم من تغييرات، ومن ثم التوجيه الذكي الى الحرص على مصاحبة الاخيار وحسن انتقاء الصديق، بما يناسب عقول الاطفال من وسائل التأثير والقصص الجميلة ونحوها.وقبل هذا كله: ملء فراغ الصغار من البنين والبنات، والقرب منهم، واحترام افكارهم وتوجيهها، لئلا يأوي احد منهم الى بحيرات آسنة يروي منها ظمأه إلى ما لا يجده في البيت!
فوالله لو احسن رعاة البيوت من آباء وامهات ملء الفراغ، واشباع العاطفة، والتوجيه بدل التعنيف، والتهذيب بدل التأنيب، مع دوام الملاحظة والمتابعة، لتكونت لدى الاولاد – بإذن الله – مصدات لا يقوى على اختراقها اصدقاء السوء!
الدقائق الحرجة..!
من اهم الاوقات التي تحسبها بيوت كثيرة هينة يسيرة.. وهي في حقيقة الامر حرجة خطيرة:
دقائق انتظار الصغار بعد نهاية اليوم الدراسي!!
فلربما يتأخر الوالد (او السائق) فيعيش الصغار لحظات مفتوحة تقل فيها الرقابة، وتزيد فيها المشاغبات والمشاكسات، ومحاكاة التصرفات السيئة، بل والاذى والاعتداء من بعض الصغار على بعض، وكل اناء بما فيه ينضح!
فيا ايها الوالد الشفوق: احذر الاستهانة بهذه اللحظات، فان الصغير فيها ليس حبيسا في امان بين اربعة جدران، بل له اذنان وعينان.. لا رقيب عليها فيما تسمع وترى!
حروف الختام..
آفاق رحيبة يفتحها لنا هذا المبدأ العظيم: \"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته\" (متفق عليه).
تبدأ باستشعار المسؤولية الفردية (مسؤول) التي لا يعفي احدا منها اخلال الآخرين بها.. وتنتهي باستشعار روح التكامل والتعاون (كلكم)!!
فليحمل الآباء والامهات.. والمعلمون والمعلمات.. مسؤولياتهم تجاه الاجيال.. فانها امانة امة.. وسبيل الى نار او جنة!
مدير ثانوية ابن البيطار بجدة
[email protected]