فقط مسألة وقت حتى يتم الإعلان رسميًا عن الصفقة التبادلية الأكثر إثارة في إيطاليا بالسنوات الأخيرة -إذا ما صحت الأنباء-، عندما يعود ليوناردو بونوتشي قائد ميلان إلى فريقه السابق يوفنتوس، مقابل حصول الروسونيري على ماتيا كالدارا نجم دفاعات البيانكونيري الواعد. اكتفاء يوفنتوس من الاحتكار المحلي، واجهه رغبة مُلحة في معانقة اللقب القاري الغائب منذ 22 عامًا،
ولذا فقد بادر بتصحيح أخطاء الماضي والاعتماد على لاعبين أكثر كفاءة، أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو، بيد أن تلك الخطوة لم تكن كافية ليتم التفكير في انتداب بونوتشي الذي تسبب رحيله في تصدع الدفاعات.
ميركاتو يوفنتوس الصيفي لربما هو الأقوى للفريق منذ سنوات عديدة، العلة ليست برونالدو البتة، بل بالتنوع وتغطية الثغرات التي خلّفها الموسم الماضي.. ماتيا بيرين أحد أجوّد حرّاس المرمى في إيطاليا، جواو كانسيلو الظهير العصري الرائع، إيمري تشان بالمجّان، شراء عقد دوغلاس كوستا، والأهم رونالدو يتبعه بونوتشي -إذا ما تمّت-. وبعيدًا عن تصحيح مسار السيدة العجوز، فإن الصفقة التبادلية التي على المحك، جعلتني أعود بالذاكرة للماضي لاتذكر بعض الصفقات التبادلية التاريخية، سنذكر بعضها فيما يلي:
روبيرتو كارلوس – إيفان زامورانو
في صيف 1996 انتقل البرازيلي من إنتر ميلانو الإيطالي، إلى ريال مدريد الإسباني، مقابل حصول النيراتزوري على التشيلي إيفان زامورانو. التوظيف السيئ والمعاملة غير المهنية من المدرب الإنكليزي روي هودسون عجّلت برحيل كارلوس، بينما كان لظهور الداهية راؤول سببًا في رحيل زامورانو (8+1) باتجاه الكالتشيو رغم قيادته لريال مدريد لإحراز الليغا وتسجيل 28 هدفًا.. دفع النيراتزوري بقيادة ماسيمو موراتي مليون يورو إضافة لكارلوس، مقابل الحصول على زامورانو الذي شارف على الثلاثين، صفقة رابحة للريال وفاشلة للإنتر.
آشلي كول – ويليام جالاس
ميركاتو 2006 الصيفي، نال تشيلسي أعظم هدية من الممكن تلقيها عندما انتقل آشلي كول إلى ملعب ستامفورد بريدج قادمًا من أرسنال، في صفقة تبادلية حصل من خلالها الغانرز على ويليام جالاس لاعب البلوز. خلافات غالاس مع إدارة الفريق ورغبته بالرحيل، قابلها مفاوضات سرية بين كول ومسئولي تشيلسي، وهو ما دفع الفريقين لإبرام صفقة تبادلية بشكل سريع، دفع تشيلسي 5 ملايين إسترليني والذي فاز معه كول بكل البطولات الممكنة من دوري أبطال ودوري أوروبي غاديًا أحد أساطيره، فيما خرج الفرنسي من الباب الضيق رفقة أرسنال.
كريستيان فييري – دييغو سيميوني
في صفقة باتت الأكبر بالتاريخ حينئذ، انتقل فييري المولود بأستراليا إلى إنتر ميلانو صيف 1999، فيما تحصل لاتسيو على الأرجنتيني دييغو سيميوني في صفقة رابحة لكليهما، رغم انتعاش خزينة اللاتسيالي بـ 33 مليون يورو ثمن البومبير فييري. وجد سيميوني في فريق العاصمة البيئة المناسبة، مواطنيه بالمنتخب الأرجنتيني فيرون، سيينسيني، ألميدا، وكريسبو كانوا أهم العوامل التي جذبت انتباهه، ففاز مع لاتسيو بالثنائية موسم 2000.. أمّا فييري فقد عانق المجد الشخصي وسجل 103 هدفًا بالدوري للإنتر، الحظ لم يحالفه بالتتويجات سوى ببطولة واحدة عام 2005 (كوبا إيطاليا).
إبراهيموفيتش – صامويل إيتو
كانت لرغبة المدرب الإسباني بيب غوارديولا في الوصول لحد الكمال مع برشلونة عقب التتويج بالثلاثية التاريخية عام 2008، سببًا مقنعًا في التعاقد مع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من إنتر ميلانو الإيطالي، مقابل منح النيراتزوري أحد أفضل لاعبي البلاوغرانا صامويل إيتو، إضافة لمبلغ 40 مليون يورو بصيف 2009.
احقًا، لم يستمر إبرا مع الكاتالونيين، فيما قاد صامويل إيتو فريقه الجديد للتغلب على فريقه القديم بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2010، وجلب للإنتر أول ثلاثية في تاريخ كرة القدم الإيطالية.. إبرا عاد إلى إيطاليا مُجددًا بعدها بعامين عبر ميلان، بالتأكيد ربح الإنتر وخسر برشلونة.
أندي كول – كيث غيليبسي
فشل فريق المدرب كيفين كيغان “نيوكاسل يونايتد” من احتلال وصافة جدول ترتيب الدوي الإنكليزي الممتاز لموسم 1993-1994 بعدما حل ثالثًا خلف بلاكبيرن روفرز، رغم قيامه بانتداب المهاجم الشاب أندي كول الذي سجل 34 وتوّج نفسه كهدافّا للبطولة. صبر السير ألسيكس فيرغسون لم يكتمل حتى نهاية الموسم التالي، ليتم إجراء صفقة تبادلية في انتقالات شتاء 1995 حصل من خلالها على كول، مقابل نيل نيوكاسل للاعب وسط اليونايتد كيث غيليبسي ومبلغ 7 ملايين جنيه إسترليني.
في الأخير فاز مانشستر يونايتد بهدّاف أسطوري قاده لخمس ألقاب للدوري ولقبين لكأس الاتحاد والأهم هو كومباك 1999 الشهير بدوري الأبطال، لا ضير فقد كانت صفقة تاريخية للشياطين الحُمر، وغير مُجدية للماجبايس.