جدة – ليلى باعطية – تصوير وجدان زعوري
في لفتةٍ جميلة ملؤها العطف والحنان قامت صحيفة (البلاد) بتناول طعام الإفطار مع مسنَات “رباط المغربي” بمنطقة البلد في جدة، وكان كرم الضيافة وحسن المعشر واضحاً على جميع القاطنات بالرباط، فرغم تواضع الأطباق إلا أن النفوس كانت كريمة ومعطاءة مما أكسب الطعام حلاوةً ولذة، والحديث كان ذا شجونٍ معهن في تذكر شهر رمضان أيام الزمن الجميل.
حكت لنا “خالة خليلة”- 80 سنة – عن رمضان أيام زمان بحنينٍ واضح تجاه ماكنت تتميّز به من صفاءٍ وتقارب في القلوب والأجساد وحب الخير للجميع، فكانوا على حدّ قولها يعيشون في بيوتٍ صغيرة لكن أنفسهم تتسع للكل. وحكت لنا أيضا عن جاراتها في جدة كيف كن من طيبة ونقاء قلوبهن يتقاسمن كل الطعام الذي يتم طهوه لإفطار رمضان، حتى السلطات يتقاسمنها ولا يبخلن بها عن بعض. ثم تحسّرت على الأيام الحالية وكيف أصبحت البيوت واسعة لكن أنفس الناس أصابها الضيق والكبر وعدم التحمّل.
“خالة سعيدة” منذ أن وصلنا وهي مثل الفراشة تحوم بين جنباتنا تغدق علينا من خيراتها وكرمها، أوضحت لنا أنها تمكث في الأربطة منذ 38 عاما، وفي رباط المغربي 25 عاما منذ أن توفيت أمها وتزوج والدها بأخرى، وعند السؤال عن احوالها لا تلبث الا أن تحمد الله على نعمه وعلى عطاياه
(أم محمد) 28 عاماً – منفصلة – تعيش في الرباط مع ابنتها التي تبلغ من العمر 7 سنوات، عند الحديث عن أجواء رمضان أوضحت لنا أن أجواء رمضان جميلة لكنها تحلوا بالتأكيد بجمعة الاهل، لكن أحيانا الظروف تجبر الانسان أن يتخلى عن أمر مقابل أمرٍ آخر. وقالت: صحيح أن اهلي لهم محبتهم الخاصة، لكن إبنتي صغيرةً بالعمر ستكون بذلك بعيده وتُحرم من حناني الذي لن يعوضها أحدٌ عنه في حال عدت للعيش في كنفهم، لكن كونهم بخير ولديهم الثقة تجاهي فإن مصير الايام أن تجمعنا ببعض، ومن المؤكد أن هناك أمور كثيرة تأخذ إبنتي على خاطرها حيالها خصوصاً اني تطلقت وانا حامل، لكن هذا نصيبنا مما كتبه ربي.
وعن أجواء رمضان في الرباط قالت: مستحيل أن اشعر بأجواء رمضان في الرباط ولا بحياتي شعرت بذلك، لكن وجود إبنتي إلى جانبي يجعلني أتناسى كل أمرٍ يضايقني.
يذكر أن رباط المغربي تأسس عام 1300ه وـيوجد بجانب مدرسة الفلاح، يحوي 16 غرفة ويقطن به حالياً 13 سيدة، من الأرامل والمطلقات واللواتي لا يوجد لديهن عائل.