أرشيف صحيفة البلاد

(البلاد) ترصد بالصور تحويل كوبري شرق جدة إلى مقهى للمخالفين

جدة – حماد العبدلي

تحت فناء الكوبري الثامن على طريق مكة اعتاد وافدون من ذوي السحنات الأفريقية على التجمع منذ الصباح الباكر حتى مغيب الشمس على البقاء لممارسة البيع والشراء في بعض الاشياء كالقهوة والشاي وكافة انواع المعسلات ووجبات متنوعة شعبية تقوم بإعداها نسوة من جنسهن وتلك المناظر السالبة للعمالة المخالفة التي اتخذت من الكوبري مقرا دائماً لها.واصبح هذه المكان على حد قولهم ذا شهرة واسعة تجاوزت حدود مدينة جدة في تجمع العمالة سيما في اوقات نهاية الاسبوع.

مجرد سرد الحكايات
بعض من هؤلاء الوافدين وهم كبار في السن قالوا نجتمع هنا تحت سقف هذا الكوبري ونتجاذب الاحاديث ونسرد سلسلة من القصص في معترك الحياة وندرك اننا مخالفون بهذا الوضع لكن اين نذهب كما اننا نحاول قدر المستطاع بعد الخروج من المكان ان لزم البعض بالنظافة سيما وان الارضية كانت في السابق مرتعا للقاذورات وقامت امانة جدة بسفلتتها واغلاق المكان لكننا عدنا في رسالة واضحة انهم يتبعون ثقافة المخالف في هروب دائم.

وبين عدد من المواطنين الذين يشاركونهم في الجلسات وهم ايضا من كبار السن ان الحركة بجوار الكوبري المعني اصبحت عادية وسلسة ولا يوجد اي تكدس للنفايات والقاذورات وتجمع المياه كما كانت في السابق. بعد السفلتة وتواجدنا هنا للاستعانة ببعض العمال في مهن مختلفة رغم معرفتنا بانهم مخالفون لكن لا يبالغون في الاسعار كما هو حال المقيمين.

فيما استغرب المواطنون عدم قيام الجهات المختصة من الدوريات والجوازات بالقبض عليهم حتى لاتصادر جهود أمانة جدة من هؤلاء المخالفين لنظام الاقامة والعمل الذين ليس لهم هدف سوى اغراق الشوارع العامة واتلاف البنى التحتية.

وشدد المواطنون على ملاحقة هؤلاء المخالفين وتطبيق اجراءات النظام بحقهم للحد من المناظر السالبة وظهور بعض الامراض جراء المأكولات التي تقدم وسط بيئة مليئة بكافة انواع الميكروبات والجراثيم.

ويتواجدون ينتشرون بشكل مخيف وأعدادهم في زيادة ونحن نعلم ان اكثر من ٩٠ بالمائة منهم مخلفون وبدون إقامات ومع ذلك اصبحوا منتشرين في الشوارع والأسواق فمنهم من يغسل السيارات بشكل عشوائي وفوضوي ومنهم من يتسول ومع الاسف لا نجد اي اهتمام من الجوزات او الشرطة او البلدية.

وقال مهندس ميكنيكي للسيارات ابكر محمود مجاور للكوبري من سنوات أعمل في هذا الموقع وهذه العمالة في تزايد مضيفاً أنهم ويقدمون أكلات إفريقية ويحضرون منذ الصباح الباكر ويتناولون الافطار ثم بعد ذلك وجبة الغداء وبعض المشروبات الساخنة كالشاي والقهوة من نساء افريقيات في البسطات. واستغرب من الباعة تقديم المأكولات دون مراعاة أدنى المواصفات الصحية.

مستغلين الإقبال والتعاطف الذي يجدونه من بني جلدتهم برغم تقديمهن طعاماً مكشوفاً ربما تعرضهم للتسمم والخطر. وقال احمد سوداني الجنسية ويعمل سائقاً على إحدى سيارات التحميل في الموقع إن الأطعمة المقدَّمة معروفة لدينا وإذا لم تتوفر في هذا المكان بحثنا عنها في مكان آخر وأما المشروبات الساخنة والمعسل فهي موجودة وحتى كراسي الجلسات المكان مكتمل على حد قوله.

ويشير أحد المخالفين لأنظمة الاقامة ان سبب اختياره لكوبري الكيلو الثامن شرق جدة يعود لكونه يجمع اعداداً كبيرة من بني جنسه ويتم التعرف على بعضهم من اجل البحث عن عمل مبينا انه جاء الى المملكة بهدف العمرة.. ثم بعد ذلك طرح علي أحد أقربائي فكرة البقاء بالمملكة فترة معينة أقوم خلالها بجمع المال من البيع والشراء ويستطرد قائلا: بالفعل قمنا بالتخلف بعد العمرة حيث عملت بغسل السيارات موضحا انه يريد السفر الى بلاده خلال فتره زمنية وجيزة.

وطالب احمد العلاوي ان تتواجد الجهات ذات العلاقة وابعاد هؤلاء المخالفين وتطبيق النظام بحقهم واضاف العلاوي ان المتخلفين دائما يحولون الاماكن العامة التي قامت الامانة بتجميلها الى بيئة طاردة بكثرة رمي القاذورات فيها بعد مغادرتهم.

كما انهم يقومون بتخريب البنى التحتية ناهيك عن سلبية المناظر الذي يمارسونها طالما انهم في حالة هروب دائم شوهو عروس البحر الأحمر جدة.

وبين عبيد المالكي من سكان الكيلو الثامن ان هذا الكوبري اصبح معروفا لهؤلاء المخالفين ويتجمعون من كافة احياء جدة للجلوس تحت الكوبري وبأعداد كبيرة.

وهذا التواجد يثير فضول التساؤلات اين الجهات المسؤولة عن الحملات عن تعقبهم واخلاء المكان وقال المالكي قامت البلدية بتنظيف المكان وإغلاقه الا انهم استطاعوا من خلال فتحات من المؤكد هم قاموا بفتحها الدخول.

والملفت للنظر انهم اصطحبوا معهم الكراسي والفرش والمعسلات ومعهم نساء افريقيات يقمن بعمل الشاي لهم وبعض المشروبات الساخنة.