أرشيف صحيفة البلاد

(البلاد) تجولت داخله والتقت البائعات.. سيدات السوق الشعبي بجدة يطالبن بتحسين الخدمات .. والأمانة تعلن عن مشروع قادم

جدة – رانيا الوجيه

تعاني مجموعة من السيدات ممن يعملن بائعات للمستلزمات النسائية من ” ملابس وعبايات وبخور ومأكولات متنوعة” وما شابه من الاستخدامات النسائية، داخل محلات أو دكاكين أقل من متواضعة تابعة لأمانة جدة تؤجر لهن، من تدني الخدمات التي يفترض أن توفر لهن من مكيفات هوائية وإمدادهن بالكهرباء ودورات المياه ،كونهن سيدات يعلن انفسهن وابناءهن .

ومن خلال جولة (البلاد) داخل “سوق السيدات الشعبي” كما يطلق عليه وجدنا مجموعة من السيدات قرابة 150 امرأة يباشرن عملهن في البيع تحت أشعة الشمس وتحت ظروف مناخية متقلبة من أمطار وأتربة وهواء ساخن، يشكين حالهن من سوء الخدمات وسوء المعاملة وتهديد بالإزالة من ِقبل الأمانة.

الاستعانة بكهرباء الشارع ولا حل جذري:
البداية مع أم علي الشهري، أرملة ولديها ثلاثة أولاد وثلاثة بنات، وامضت 10 سنوات في مجال بيع الملبوسات والمستلزمات النسائية التي قالت إنها راضية وقانعة بما قٌسم لها وأن زوار السوق من الزبائن يأتون من كل صوب خاصة القادمين من مكة المكرمة أو الطائف ومن المناطق الجنوبية اثناء سفرهم، وتوضح بقولها:” نعاني من عدم توفر الكهرباء في المنطقة المخصصة للسوق الشعبي المكون من 40 محلا وبالتالي نستمد الكهرباء من إنارة الشارع ونجلس ساعات طويلة بدون مكيفات هوائية ، وقد سبق وحاولنا التواصل مع الأمانة لإيجاد حل لتوفير الكهرباء”.

تهديد بإزالة المحلات بدون تعويض:
وقالت أم عبدالله ، أرملة، أنها بدأت العمل في السوق منذ افتتاحه وحصلت على ترخيص من الأمانة وأجرت دكانا من المحلات التابعة للأمانة، وتضيف بقولها: منذ سنتين انتهت تراخيصنا وحين طالبنا بتجديدها لم يرسل يتواصل معنا أحد من قِبل الأمانة ، وبدلاً من تجديد التراخيص ابلغونا أنه سيتم إزالة بعض المحلات وبدون تعويض أو توفير محلات أخرى وذلك غير منصف لنا لأننا جميعا سعوديات وأسر منتجة وكلنا سواسية من أرامل ومطلقات فإما يزال السوق بأكمله أو يبقى بأكمله”.

وتشاركهما الشكوى ام علي الزهراني،أرملة، من سكان مشروع الأمير فواز والتي تعمل في السوق طوال الأسبوع من دون إجازة موضحة بقولها: ” كم نعاني من انقطاع الكهرباء تماما عن السوق وحينما نستعين بكهرباء الشارع تنقطع الكهرباء من المنطقة كلها، أيضاً جاء أمر بإزالة المحل الذي أعمل به والمحل المجاور لي وبقاء بعض المحلات الأخرى دون سبب واضح ولا أعلم إذا كان أمر الإزالة لسبب ما أو اختيار عشوائي! مما جعلنا نخاف من مراجعة الأمانة حتى لا تتعقد علينا الأمور” .

ومن خلال الجولة وجدنا مجموعة من السيدات على امتداد الدكاكين الشعبية التي تؤجرها الأمانة ، وهن متخصصات في بيع المأكولات المتنوعة ولكن يعانين من مطاردة البلدية لهن التي ترسل من قِبلها من يقومون بإتلاف “المظلات” التي تحميهن من أشعة الشمس الحامية وطاولاتهن المصنوعة من الخشب البسيط ليترزقن على قدر امكانياتهن فمنهن المطلقات والأرامل اللاتي يعلن ابناءهن.

وقالت ام عادل التي تصنع البن العربي بنفسها وتقوم ببيعه :” نتمنى أن توفر لنا الأمانة محلات عوضا عن جلوسنا على الرصيف، أيضا نحتاج إلى توفير الكهرباء ودورات المياه حيث نمضي ساعات طويلة في ذلك السوق دون توفير مكان مخصص لنا لدورات المياه بالرغم من وجود كافة التصاريف والوسائل التي تساعد على وجودها”. وتضيف بقولها:” ليس لدينا مانع من تركيب مظلات تحمي رؤوسنا من أشعة الشمس على حسابنا الخاص والتي تكلف من 1000 إلى 1500 ريال ولكن هرمنا من تكسير المظلات وطاولاتنا فكل ماعدنا إلى تركيب المظلات عادت البلدية لهدمها وتحطيمها.
رد الأمانة:

تواصلت (البلاد) مع المتحدث الرسمي لأمانة جدة محمد البقمي” وأوضح بقوله :”السبب وراء قرار إزالة بعض البسطات كان من أجل استكمال نطاق العمل لمشروع إسكان الأمير فواز الجنوبي, وتم الاتفاق مع الشركة القائمة بالمشروع بتهيئة مواقع بديلة لهن، وبالنسبة لدورات المياه للبائعات أجاب: “في الوقت الحالي دورات المياه غير متوفرة”.

وحين طرحنا سؤالا حول فكرة إنشاء محلات وتأجيرها للأسر المنتجة التي حققت نجاحاً لهذه الأسر هل سيتم تطبيق فكرة السوق النسائي الشعبي في مناطق أخرى بمدينة جدة ؟ أجاب المتحدث الرسمي موضحا :” نعم، تم طرح مزايدة تأجير موقع بمساحة 1881م2 لإقامة بسطات وأكشاك مغطاة ببرحة الحسون على طريق مكة القديم بحي البلد ببلدية جدة التاريخية، ليقوم المستثمر بتأهيل الموقع للأسر المنتجة”.