أرشيف صحيفة البلاد

خريطة ” سناب شات ” الجديدة .. استكشاف العالم مقابل فقد الخصوصية

جدة -وليد الفهمي
(خدمات وميزات تحول الأحلام إلى واقع في متناول اليد وبـ”كبسة زر” مقابل اقتحام الخصوصية).. تلك معضلة التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة التي تجدد الحديث عنها مؤخراً مع إعلان شركة “سناب شات” ميزتها الجديدة باسم “خريطة سناب” Snap Map”” ، التي تتيح للمستخدمين مشاركة موقعهم الجغرافي مع إمكانية مشاهدة منشورات الأصدقاء ضمن خريطة تفاعلية. حذرت هيئة الاتصالات من اختراق الخصوصية ودعت مستخدمي “سناب شات” لـ ( إخفاء الموقع)، ونبه قانوني إلى أن نشر ما يسيء للآخرين جريمة معلوماتية ، ونصح تقني بعدم تفعيل الميزة ، خاصة وعقوبة نشر المواد المسيئة السجن سنة ونصف مليون ريال غرامة.
(سناب شات): الخدمة استكشاف للعالم
ورغم كل ذلك ؛ انقسمت آراء المستخدمين لـ “سناب شات” في المملكة العربية السعودية ( أكثر بلدان العالم استخداماً للبرنامج) ، ما بين موافق ومتحفظ وآخرين لا يهمهم شيء سوء المتعة واستكشاف العالم من حولهم والسفر بين أرجاء العالم بضغطة زر، بينما علقت الشركة على الضجة المثارة بأن “البرنامج طريقة جديدة كليًا لاستكشاف العالم وتتيح لكل مستخدم متابعة ما يحدث حوله” .
نصائح هيئة الاتصالات:
من جانبها اصدرت هيئة الاتصالات تحذيراً بخصوص الخدمة الجديدة ، منبهة إنه بموجب التحديث فإن أي (سنابة) تتم عبر التطبيق يمكن مشاهدتها ضمن خريطة تفاعلية ما يترتب عليه تجاوزات تضر بخصوصية الأفراد من خلال الكشف التلقائي عن أماكن وجود المستخدمين. وأشارت الهيئة إلى ضرورة إجراء تغيير بسيط على إعدادات التطبيق بإخفاء الموقع من خلال تفعيل وضع خدمة الشبح(MODE GHOST ) وأيضا عند نشر السنابات اختيار (قصتي (STORY my) ولا يتم اختيار نهائي (قصتنا STORY OUR) حتى لا يشاهدها إلا مجموعة الأصدقاء لديك.
42 % يحترمون الخصوصية:
(البلاد) استطلعت آراء عدد من مستخدمي الخدمة عن الحدود الفاصلة بين مزيد من التواصل والحفاظ على الخصوصية ، في استطلاع شارك فيه 1382 مستخدماً أكد 42% منهم بأن الخصوصية مكشوفة ، ولكنهم يحترمون الآخرين ولا يتتبعون قصصهم ، فيما قال 16% بأنهم يشاهدون قصص الآخرين ، بينما أعلن 18% أنهم لا يشاهدون قصص الآخرين بتاتا ، و 24% أشاروا إلى أنه ليس هناك خصوصية وإن ادعينا عكس ذلك.
ترحيب .. وحذف للحساب:
ياسر الثقفي ، أكد أن الخدمة الجديدة بلا شك مفيدة له كونه محب للسفر ، ولا يرى فيها تدخلاً في خصوصيات الغير ، مضيفاً أنها تنمى وتطور أسلوب حياة مستخدمها فيما يعارض أمين العمري ، الرأي السابق مشيراً إلى أن الخدمة اختراق للخصوصية ، ولا نعلم من يشاهدنا ، مبيناً أنه حذف حسابه مباشرة خوفاً من تداعيات أخرى .
جمانة جلال ، تتفق مع رأي العمري وتقول إن الخدمة انتهاك للخصوصية ؛ كون هناك كثير من مستخدمي الخدمة لا يحسنون استخدامها ويتطفلون على الآخرين وبامكانهم استغلال القصص في احداث أمور غير صحيحة قد تضر بالسمعة ونحوه.
فوزان الحسن : الشركة تخزن القصص
الفنانة فوزان الحسن قالت إن فكرة السناب شات كاملة مرفوضة لديها ، كونها منتهكة للخصوصية ولا تنفع الخدمة إلا مع اصحاب الأعمال أو الفنانين وللأعمال الضرورية ، مبينة أن هناك شباباً وفتيات ينشرون بشكل يومي قصصهم وحياتهم بلا خوف ، مما يخدش الحياء ، موكدة أنها تعلم تخزين الشركة للقصص لديها حتى بعد مضى 24 ساعة.
واختلفت صافية عبدالله مع رأي الحسن ، حيث ترى الخرائط ميزة جديدة ولا تشكل الخدمة انتهاكاً للخصوصية ؛ لأن هناك خيار يتيح إخفاء صاحب الحساب لنفسه ، كذلك تفيد في مشاركة الفعاليات والمناسبات ، والأهم من كل ذلك : سلوك المستخدم ونشره ما يفيد وينفع وما لا يضره والآخرين.
قانوني : جريمة معلوماتية
المحامي والمستشار القانوني عبدالكريم القاضي ، أكد لـ (البلاد) أن إعادة نشر محاولة أو إعادة نشر الممنوع أو المستور وما جرى العرف بعدم نشره يعتبر جريمة معلوماتية ، ومن يقوم بنشرها أو تصويرها والاحتفاظ بها يتقدم المتضرر ببلاغ للشرطة ضده ، ويتم ضبط المتهم ، وإحالة الواقعة إلى التحقيقات والنيابة العامة لتركيز التهمة وأدلتها ، ومن ثم إلى المحكمة الجزائية لتنزيل العقوبة والتأديب بحقه.
تقني : أفضل عدم تفعيل الميزة
وقال محمد السكران ، مطور للمواقع الالكترونية، أنه من المتعارف عليه لأي تقني أن أي جهاز متصل بالإنترنت غير آمن ، والجهل بالتقنية أخطر من التعامل مع سلاح ناري ، فمن لا يجيدها قد يصيب نفسه كما يصيب أو يقتل نفسه من يستخدم السلاح . واضاف أن تمكين الاطفال دون سن الرشد من مواقع التواصل قد يلقنهم أفكاراً ومعلومات لا تلائم عمرهم أو حتى فكرهم ، ففي الأخير اسمها مواقع تواصل.
ونصح السكران بعدم تفعيل ميزة ” سناب شات” الجديدة، وإن حصل وتم التفعيل فيجب استخدام (وضع الشبح) حتى لا يظهر موقع المستخدم على الخريطة .
وحذر السكران بقوله: منزلك وعملك وحياتك خاصة لا تشارك أحد فيها ، وفصل قائلاً : هناك من يتجاوز في الخصوصية حيث يعمل في أماكن حساسة ويقوم بالتصوير والنشر ويتم تحديد موقعه وظهور صور قد تكون حساسة وذات قيمة استخباراتية لأية جهة معادية ، موكداً ان نشر القصص اليومية قد تجلب المشاكل الكثيرة ، مشيراً بالوقت نفسه إلى أن التقنية مفيدة إن تم إستغلالها بشكل عقلاني وبحدود ، لكن الإسراف والإسفاف يعرض مستخدمها لمشاكل عدة منها الابتزاز و كشف معلومات حساسة عن شخصيتك وحياتك وأماكن تواجدك.
السجن سنة ونصف مليون ريال غرامة:
واختتم مطور المواقع الالكترونية ، بأن تصوير أفراد بلا علم أو إذن منهم والتشهير بهم جريمة عقوبتها السجن إلى سنة بالإضافة إلى غرامة تصل إلى نصف مليون ريال أو إحدى العقوبتين حسب قوانين الجرائم المعلوماتية حتى وإن كان “السناب شاب” مفتوحاً من الشخص بدون قصد.