بغداد ــ رويترز
عقد البرلمان العراقي، امس “الاثنين”، أول جلسة له بعد أشهر من الغموض السياسي الذي أعقب أول انتخابات برلمانية منذ هزيمة داعش.
ويتكون مجلس النواب العراقي من 329 مقعدا، ومن المقرر أن ينتخب رئيسا جديدا للبرلمان، ويطلق عملية تشكيل الحكومة.
وتحمل الحكومة الجديدة على عاتقها مهمة إعادة بناء البلاد بعد حرب استمرت ثلاث سنوات على مقاتلي تنظيم داعش، فضلا عن الحفاظ على علاقات متوازنة مع البلدين الخصمين، إيران والولايات المتحدة، وهما أكبر حليفين للعراق.
وأثار عدم اليقين إزاء تشكيل حكومة جديدة التوتر، في وقت يزداد فيه غضب الناس من عدم توفر الخدمات الأساسية، وارتفاع معدل البطالة، وبطء وتيرة إعادة الإعمار عقب الحرب مع داعش.
وبدأت الجلسة الأولى برئاسة النائب الأكبر سنا محمد علي زيني. ويشمل جدول أعمال الجلسة ترديد القسم للنواب الجدد وانتخاب رئيس المجلس ونائبيه.
وأمام نواب البرلمان الجديد مهلة من ثلاثين يوما لانتخاب رئيس للجمهورية. ويقضي الدستور بأن يحصل الرئيس الجديد على ثلثي الأصوات البرلمانية كحد أدنى.
وعشية انعقاد جلسة البرلمان أعلن عن تشكيل تحالفين سياسيين، كل منهما يقول إنه الأكبر عددا والأوفر حظا لاختيار رئيس الوزراء المقبل.
وأعلنت 16 قائمة بينها قائمة سائرون التي يتزعمها مقتدى الصدر وقائمة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، والقائمة الوطنية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، وقائمة الحكمة التي يتزعمها رجل الدين عمار الحكيم، أعلنت التوصل إلى اتفاق على تشكيل تحالف حكومي، يضم اكثر من 177 نائبا، أي أكثر من نصف عدد النواب الفائزين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأبلغ التحالف رئاسة الجمهورية رسميا بتشكيل الكتلة الأكبر، ما يتيح له تشكيل الحكومة المقبلة.
وعلى ضوء هذا الإعلان، فإنّ حيدر العبادي الذي حلّ ثالثًا في الانتخابات بحصوله على 42 مقعدا سيتمكّن من الاحتفاظ بمنصبه، في حال اتفقت القوائم المتحالفة معه على منحه الثقة.
وقال العبادي، أمام الجلسة الأولى لانعقاد البرلمان، إن العراق يريد بناء علاقات إقليمية قائمة على السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشددا على أنه لا مجال لأي سلاح خارج سلطة الدولة.
ودعا العبادي البرلمان الجديد للتعاون مع الحكومة المقبلة، وإلى عدم إحياء النبرة الطائفية البغيضة.
وشدد رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته على ضرورة التركيز في المرحلة المقبلة على الخدمات والإعمار. كما دعا جميع التيارات إلى التنافس لتحقيق متطلبات العراقيين.