دولية

الانقلاب يغتال التاريخ ويدفن الصماد بضريح (الجندي المجهول).. (الجبال السود) تلاحق مسلحي القاعدة .. ومقتل قياديين حوثيين في حجة

عدن ــ وكالات

أطلقت قوات النخبة الحضرمية بإسناد من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عملية عسكرية؛ بهدف ملاحقة مسلحي القاعدة في مديريات تقع شمالي وغربي محافظة حضرموت .
وتستهدف العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم “الجبال السود”، مديريات دوعن والضليعة ويبعث وحجر، وهي مناطق فر إلى جبالها مسلحو القاعدة.

وكانت قوات النخبة الحضرمية بدعم من التحالف، لعبت دورا مهما في تطهير وادي المسيني غربي المكلا من مسلحي القاعدة، في وقت سابق.

فيما لقي مسؤول تنظيم “داعش” الارهابي في عدن، صالح ناصر فضل الباخشي، مصرعه أمس السبت في عملية دهم ناجحة، نفذتها وحدتا مكافحة الإرهاب وقوات الطوارئ والدعم الأمني التابعتان لإدارة أمن عدن على مبنى كان يتحصن فيه مع عناصر آخرين من أعضاء التنظيم.

وعثرت قوات الأمن في الوكر، الذي كان زعيم التنظيم يتخذ منه منطلقاً لتنفيذ العمليات الإرهابية في عدن، على هواتف نقالة وأجهزة آيباد وأسلحة رشاشة.

يشار إلى أن الباخشي، الملقب بـ”الحديدي”، رفض تسليم نفسه وقام بإطلاق النار على قوات الأمن، ما أدى إلى استشهاد جندي، وإصابة 2 من قوات مكافحة الإرهاب.

كما تمكنت قوات الأمن من اعتقال 3 من عناصر التنظيم في العملية، بعد أن كانوا يساندون الباخشي ويطلقون النار باتجاه قوات الأمن، ثم سلموا أنفسهم بعد مقتله، حيث جرى اقتيادهم للتحقيق.
إلى ذلك شن تحالف دعم الشرعية في اليمن عدة غارات على مواقع الميليشيات الحوثية شمال صنعاء، وسط تحليق مكثف وعلى علو منخفض للطيران في أجواء العاصمة اليمنية.
واستهدفت إحدى الغارات محيط ميدان السبعين في صنعاء، حيث يتم تشييع القيادي الحوثي صالح الصماد، وتحديداً خلف منصة الاحتفالات القريبة من جامع الصالح، بينما ضربت غارة أخرى معسكر الأمن المركزي.

وسادت حالة من الهلع وسط مشيعي الصماد، ما جعلهم يعجلون بالمراسيم. وظهر القياديان محمد علي الحوثي وعلي أبو الحاكم وسط المصلين في جامع الصالح، إضافة إلى عبدالعزيز بن حبتور، رئيس “الحكومة الانقلابية”. كما ظهر في أوساط المشيعين مهدي المشاط، رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” الذي عين خلفاً للصماد.

وتاتي غارات أمس بعد تلك التي استهدفت تجمعات للحوثيين في صنعاء خلال ساعات الفجر، وأسفرت بحسب مصادر طبية عن مقتل 68 عنصرا من الميليشيات كمحصلة أولية.

في سياق آخر، قتل القياديان الحوثيان “أبو زيد العزي، و”محيي الدين عبدالله النعمي” مع عدد من مرافقيهما بغارات لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في محافظة حجة شمال غربي اليمن، حسب ما أكدته مصادر عسكرية لقناة “العربية”.

وقالت المصادر: إن الغارات استهدفت مجاميع لميليشيات الحوثي كانت تختبئ في “مزارع ‎الجر” بمديرية عبس الواقعة جنوب خطوط الموجهات في جبهتي حرض وميدي. فيما لم تكتف مليشيا الحوثي الانقلابية بطمس حاضر اليمن، بل قامت باغتيال ماضيه بكل المجالات، وتسخير المعالم التاريخية البارزة لخدمة أجندتها الطائفية.

وبات ضريح “الجندي” المجهول، الرابض في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، آخر ضحايا الانقلاب الحوثي، والذي تم الاستيلاء عليه، أمس السبت، ودفن الرجل الثاني في الجماعة الإرهابية، صالح الصماد، ومرافقيه الستة الذين قتلوا بغارة جوية للتحالف العربي، الخميس قبل الماضي.

وعلى مدى عقود مضت، ظل ضريح الجندي المجهول، رمزا معنويا لكل شهداء الثورة اليمنية في كل البقاع، والذين ناضلوا ضد الظلم والجبروت، لكن المليشيا الحوثية، حولته إلى قبر خاص؛ بهدف إسقاط رمزيته التاريخية، لصالح رجلها الذي كان واجهة الانقلاب السياسية لأكثر من 3 أعوام.

وفي الأعياد الوطنية للثورات اليمنية 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، و30 نوفمبر، جرت العادة أن يتم وضع إكليل من الزهور من قبل أرفع ضباط القوات المسلحة اليمنية، وعلى رأسهم وزراء الدفاع، ورؤساء هيئات الأركان في الحكومات المتعاقبة؛ كوفاء وعرفان لكل شهداء الثورات اليمنية.

وعاشت العاصمة صنعاء، على مدار الأيام الخمسة الماضية، حالة طوارئ غير معلنة جراء تشييع القيادي الحوثي، الذي حشدت له المليشيا أنصارها من جميع المحافظات.
وعلى مدى 5 أيام كانت السيارات المحملة بمكبرات الصوت تبدد لحظات الصمت، وهي تنادي بالاحتشاد لتشييع الصماد، فيما كانت التوجيهات تصل تباعا إلى المدارس الأهلية والحكومية في المناطق التعليمية، تدعو إلى المشاركة الإلزامية للمدرسين والطلاب.

وأجبرت المليشيا، شركات الاتصالات النقالة، على إرسال رسائل مجانية لجميع عملائها تدعوهم للمشاركة في تشييع الصماد، لكن الحضور اقتصر كالعادة في جميع مناسباتهم الطائفية، على أنصارهم العقائديين فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *