جدة-عبدالعزيز عركوك
خيَّم الحزن على الوسط الإعلامي السعودي بشكل عام، والرياضي بشكل خاص، مساء أول أمس السبت ، بعد إعلان وفاة الإعلامي المخضرم، خالد قاضي، تاركًا خلفه رحلة عمل طويلة امتدت على مدار أربعة عقود تقريبًا. بدأ “قاضي” حياته الصحفية، من خلال صفحة القراء في الزميلة “عكاظ” قبل نحو 38 عامًا، قبل أن يلتحق رسميًا بالصحيفة اليومية. وتنقل “قاضي” بعدها بين عدة صحف، ، ليستقر أخيرًا في جريدة الرياضية، حيث عمل مديرًا لمكتب الصحيفة في مدينة جدة التي يقطن بها. وقاضي من مشجعي النادي الأهلي، وروى خلال لقاءات صحفية سابقة قصة عشقه للنادي بالقول:”كان مقر النادي الأهلي في “الكندرة”، وكنت أسكن في نفس الحارة في ذلك الوقت،
ومن هنا تشرَّبت حب الأهلي، وعشقت هذا الكيان”. وللإعلامي الراحل سجل رياضي كبير من الكتابات، والتسجيلات الصوتية، والفيديوهات، التي توثق حياة مهنية طويلة، أمضاها “قاضي” في الرياض وكرة القدم التي تجذب ملايين السعوديين، ولا تغيب عن أحاديثهم اليومية ، وقد توفي “قاضي” مساء السبت متأثرًا بمضاعفات عمل جراحي لاستئصال الزائدة الدودية قبل نحو عشرة أيام. وظل قاضي متواصلًا عبر حسابه في موقع “تويتر”، أو عبر ما ينقله زملاؤه من المستشفى الذي يرقد فيه، إلى ما قبل وفاته بساعات، قبل أن يودع عالم الرياضة والرياضيين، والدنيا كلها.
دخوله للمستشفى
دخل الفقيد إلى مستشفى شرق جدة يوم الاثنين الثالث من شهر سبتمبر الحالي وأظهرت الأشعة المقطعية التى أجريت له حاجته لعملية جراحية عاجلة لاستئصال الزائده الدودية والتى عانى منها على مدى أسبوعين ماضيين، وبعد أن أجرى العملية ونجاحها طمأن الجميع عن حالته الصحية ولكنه تعرض لضيق في التنفس جعله يلزم العناية المركزة تحت جهاز الأوكسجين إلى أن خرج منها إلى غرفة التنويم
وفاته
في يوم السبت 15 سبتمبر كان أخر تواصل له في قروب الإعلاميين بواسطة برنامج الواتساب في تمام الساعة الخامسة عصرا ؛ حيث طالب من الجميع الدعاء له وأنه يحتاج إلى ثلاثة أيام لمغادرة المستشفى ولكن قضاء الله والأمر المحتوم لم ينتظر سوى 3 ساعات ليتعرض لضيق تنفس وأزمة قلبية مفاجئة.
وكان حينها في تلك الساعة يتواجد عضو شرف النادي الأهلي الرمز الأمير خالد بن عبدالله الذي حضر لزيارته، ولكنه لم يتمكن من ذلك لتعرض الفقيد في تلك الفترة إلى عملية انعاش بعد توقف قلبه وقد منع الأطباء الزيارة عنه في ذلك الوضع الصعب قبل إعلان المستشفى خبر وفاته بعد صلاة العشاء من يوم السبت الماضي ليدفن فجر أمس الأحد بمقابر الفيصلية بجدة.
جستنيه
البداية كانت مع الإعلامي عدنان جستنيه عن حزنه الشديد بعد رحيل الفقيد خالد قاضي من الدنيا إلى جوار ربه، طالبا من المولى أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، وأن يلهم أهله وجميع أصدقائه الصبر والسلوان مشيرا إلى أن خبر الوفاة كان بمثابة الفاجعة والصدمة للجميع؛ كونه كان يتحدث عن حالته الصحية بشكل جيد قبل وفاته بما يقارب ٣ ساعات وتحديدا في تمام الساعة الخامسة عصرا ، بواسطة ملاحظة صوتية ببرنامج الواتس أب ولكن هذا حال الدنيا، ولا نملك إلا الرضا بالقدر، وأشار جستنيه إلى أنه زامل الفقيد سنوات طويلة من خلال العمل الصحفي والبرامج التلفزيونية وغير ذلك، مبينا أنه كانت تربطه بعض المداعبات والمناوشات التي تتعلق بالتحليل الرياضي أثناء فترة البرنامج، ولكن سرعان ماتتصافى القلوب والنفوس عقب انتهاء البرنامج.
الشمراني
من ناحيته، أكد أحمد الشمراني أن رحيل الإعلامي خالد قاضي أمر مؤلم للغاية واصفا إياه بأنه فقيد الوطن وليس فقيد عائلته؛ لما يمتلكه من محبة كبيرة في قلوب الجميع من محبين وجماهير وإعلاميين، مبينا بأنه زامل الفقيد لسنوات طويلة في عمله ومعسكرات المنتخب والأندية، بالإضافة للسفر للسياحة ، وقال: إن أبو عنان لديه سنوات طويلة في الجانب الإعلامي تصل إلى 40 عاما ويتميز بالقلب الكبير، وقبول كبير من جميع المتابعين؛ حيث الكل كان يتقبل نقده.
كعدور
الزميل عبيد كعدور قال ، أن الوسط الرياضي والإعلام النزيه افتقد شخصية كبيرة برحيل الفقيد خالد قاضي- ذلك الرجل الذي يعشق عمله ويبحث عن إيصال المعلومات بشكل دقيق للمحافظة على هوية المؤسسة الإعلامية، التي ينتمي لها وبعيدا عن مصالحه الشخصية كان ذلك خلال 45 عاما زامله فيها، وذكر كعدور أن الفقيد كان يحب أعمال الخير ومساعدة الآخرين في مجال التوظيف وأيضا البحث عن حلول لمشاكلهم التي يتعرضون لها داخل العمل وخارجه.
البدر
فيما أشار الإعلامي منصور البدر إلى أنه قضى في مشواره الإعلامي 30 عاما برفقه الفقيد خالد قاضي صاحب القلم الجميل والابتسامة الدائمة، والذي يتميز بخفه الدم ومحبة الآخرين له، مبينا بأنه شارك في الكثير من المناسبات والفعاليات الإعلامية مع الفقيد الراحل ، كان آخرها مونديال روسيا 2018 ، وأضاف بأنه كان على تواصل دائم عن طريق الهاتف بالفقيد للاطمئان عليه بعد العارض الصحي الذي تعرض له، وكان الجميع متفائلا بخروجه من المستشفى سالما معافى، ولكن مشيئة الله سبقت كل الدعوات ونأمل من المولى، سبحانه وتعالى، أن يتقبله ويغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته.
رحيمي
أما الدكتور مدني رحيمي فقد أوضح أن الوسط الرياضي خسر شخصية كبيرة بحجم الفقيد خالد قاضي، الذي كان إضافة كبيرة لكل مؤسسة إعلامية عمل بها، ولأي برنامج من خلال أطروحاته وخبراته المهنية، وكان خير صديق وزميل لكل الإعلاميين من خلال قلبه الكبير وأسلوبه المرح، وقال رحيمي: إن خبر الوفاة كان بمثابة الفاجعة له، ولكن لا نملك له سوى الدعاء له بالمغفرة والرحمة.
مالي
الإعلامي عثمان مالي، أكد أن خالد قاضي لم يكن لكثير من الاعلاميين، وله شخصيا مجرد زميل أو صديق، وإنما كان دائما أخا أكبر لايتردد في المبادرة بالتواصل والسؤال والنقاش وهو ايضا لهم ناصح أمين، يقدم نصحه لمن يراه يستحق دون تردد، وكان أبو عنان صحفيا حقيقيا يملك الموهبة والجرأة والحس الكبير. ورغم أهلاويته إلا أنه متابع لكل صغيرة وكبيرة في أكثر الاندية بما فيها الاتحاد ويتواصل مع الكثيرين من غير خجل أو ميول. ورغم أهلاويته الصرفة كانت له علاقاته ومصادره القوية داخل نادي الاتحاد، وكم من مرة رافقته في مشاركات خارجيه وتعامل معي بحس وطني.
ومن أهم مزاياه حبه لعمله ومهنيته العالية مع الصحيفة التي يعمل فيها، وسبق ان ترافقنا في أكثر من مهمة صحفية فوجدته خير معين على المنافسة والبحث عن الانفراد والسبق الصحفي. فقدت بوفاته الصحافة والرياضة السعودية علما بارزا واسما مميزا في طرحه ونقاشاته وآرائه، وفقدتأنا زميلا وأخا وصديقا اقتربنا اكثر خلال الأشهر الماضية بعد أن تزاملنا من جديد في برنامج”الخيمة. وأشكر بالمناسبة، معالي المستشار تركي آل الشيخ على بادرته تجاه أسرته، بارك الله فيه، وتقبل منه وجعلها في ميزان حسناته.
الهشبول
فيما ذكر الإعلامي عبدالعزيز الهشبول أن الفقيد خالد قاضي كان من الناقدين الحصريين في قناة 22 عبر برنامج ” الحصاد الرياضي” وأنه هو الإعلامي الوحيد الذي لا يحمل في قلبه شيئا؛ حيث لا يغضب من الانتقاد أو النقاشات، وكان دائما مبتسما بعد نهاية كل حلقة، إضافة إلى ذلك فهو من الشخصيات التي تحترم الوقت ومواعيد البرنامج ، ولا يجادل كثيرا على الهواء في الأمور المتعلقة بالبرنامج.
وأضاف: إنه تلقى خبر الوفاة قبل بداية الحلقة، وكان وقتا عصيبا، وكان زمن الحلقة طويلا جدا؛ لصعوبة النبأ الذي وصل إليهم برحيل شخص عزيز على قلبه وقلوب كل الإعلاميين.
صدقة
أما الإعلامي غازي صدقة ، فأكد أن الفقيد خالد قاضي برحيله خسرنا هامة إعلامية كبيرة، فهو صاحب القلم النزيه والقلب الكبير والابتسامة الدائمة ويتميز بالطيبة وحسن الخلق؛ حيث زامله كثيرا في مجال الرياضة داخل المملكة وخارجها، ولم يسمع يوما بأنه أغضب أحدا، وأشار صدقة إلى أن من أجمل المواقف التي لا تزال عالقة في مونديال فرنسا 1998، حيث كان قاضي برفقة مجموعة من الإعلاميين يحرصون على تناول وجبة الإفطار في الغرفة الخاصة بصدقة ، وكان قاضي يعلق ويقول: إن جلسة الإفطار تذكره بأهل مكة؛ كون المكان كان قد تم إعداده كان على طريقة أهل مكة حيث الجلسات الأرضية.