أرشيف صحيفة البلاد

الاستشاري السعودي في طب العيون .. د. علي السقاف: سوقنا يعج بالكثير من الأدوية المغشوشة .. واللغة العربية لابد أن تكون لغة الطب

جدة ـ بخيت طالع..

أكد استشاري سعودي في طب العيون وجود أدوية مغشوشة في سوق الدواء السعودي، وأنها بنسبة كبيرة، وخصوصا لأنواع الأدوية مرتفعة السعر، والتي تتواجد ولكن بشكل مغشوش.. وأضاف الاستشاري في طب العيون الدكتور علي بن محسن السقاف في محاضرة ألقاها أمام عدد من المختصين في جدة ان من الغريب ان نكون متأخرين في تعريب الطب وفروعه لدى تدريسه لطلابنا، وأوضح ان أمنيته أن تكون العربية هي لغة الطب والعلوم.. (البلاد) حضرت المحاضرة وكان هذا التقرير.
اللغة العربية
في البداية أوضح الدكتور السقاف اهمية ان تكون اللغة العربية هي لغة الطب والعلوم، وان تتم من خلالها تدريس طلابنا، وقال انني الآن أمامكم القي محاضرة طبية علمية في مجال طب العيون، وهي باللغة العربية التي نحبها جميعا، وأنا لا اميل الى اية دعوة بدون اصطحاب (نصفي الآخر) وفسر نصفه الآخر ذاك بأنه اللغة العربية .وقال: أتمنى ان تكون العربية مزدهرة في العلوم التطبيقية، ولذلك فلدي على سبيل المثال ثلاثة مؤلفات ـ مراجع ـ في علم طب العيون، وهي كما ترون ـ عرضها على الحاضرين ـ مكتوبة باللغة العربية، وأنا أعكف الآن على المراحل الأخيرة من كتابي الرابع والذي سيكون بطبيعة الحال باللغة العربية \"نصفي الآخر\".
دواء مغشوش
وأضاف د. السقاف: ان لدينا في أسواق الدواء المحلي هنا أدوية مغشوشة للأسف، وغش الدواء صار سمة عالمية، وهناك نسبة عالية من الدواء بالسعودية وخصوصا لتلك العالية الثمن هي أدوية مغشوشة.وواصل قائلا: ولذلك نتمنى من شركات الأدوية السعودية ان تتبنى العلاجات من الاعشاب الموجودة بكثرة في بلادنا.
العدسات اللاصقة
وفي حديث ذي صلة قال عن العدسات اللاصقة : انها صارت متفشية في اوساط الطالبات والمعلمات، ولدى من ليس لديهم فكرة عن ضررها، ولا عن العناية باستعمال العدسات، ولا الزمن المسموح بلبسها.. لأن هناك من يلبسها أو يضعها على عينيه طيلة الوقت، ولا يخلعها إلا عند الشعور بالضرر.وقال: ان هذه العدسات تؤثر على العيون، وينتج عنها مشاكل، ولعلي هنا اكشف لكم انه قد زارتني بالعيادة طالبة بالثانوية كان لديها قرحة شديدة بالعين، في وقت حرج وهو أيام الاختبارات، وتبين ليّ ان القرحة هي في القرنية.. وعموما فإنه للأسف ان عددا من الطالبات والمعلمات يستعملن العدرسات يوميا بدلا من النظارات في حين انه يوجد حاليا البديل الأفضل، وهو النظارات وبأشكالها الجديدة والجميلة، والتي يمكن ان ترتديها حتى من لا يحتاج الى النظارات الطبية.
الماء الأزرق
وقال الاستشاري السقاف: ان مشكلة المصابين بالماء الازرق في العين يحتاجون الى العلاج لدى مختصين من ذوي الخبرة والمهارة، لأنه قد ينتج عنها ضغط بالعين وضعف تدريجي للبصر، وقد يصل الى فقدان تام للنظر.. وان ثمة اسبابا لهذه الاشكالية (نفسي، وآخر من المستشفى، وثالث من الطبيب، ورابع من العلاج نفسه).
مشكلة المعوقين
واضاف: ان اصحاب الاحتياجات الخاصة كانت تواجههم مشكلات لدى مراجعة العيادات الطبية للعيون، ولكننا بحمد الله أوجدنا حلا لهذه المشكلة بالكشف على المريض وهو على كرسيه المتحرك، فكان لذلك توفير الوقت على المراجع المريض وعلى العيادة والمستشفى.
قطرات العين
واضاف: انه توجد قطرات للعين قادمة من الخارج، ونحن هنا ومن خلال جهودنا المحلية من المختصين في شؤون الأدوية يمكن لنا ان نوجد مثل هذه الادوية من الاعشاب في بلادنا.وأوصى الدكتور السقاف بأهمية العناية الشديدة بالبحث العلمي، وقال نحن بحاجة في الحقيقة الى مراكز جيدة للأبحاث العلمية، وحتى وان وجد بعضها فإنه لا رابط بينها وبين افكار الناس العاديين، وضرب مثلا لذلك عندما قدم فكرة لأحد مراكز البحث ولم يجد عليه ردا حتى الآن ومنذ ثلاث سنوات مضت.
مراكز البحث
وفي فقرة التحاور بين الحاضرين والمحاضر الدكتور السقاف سألت (البلاد) عن المسؤول في تأخر مراكز الابحاث العلمية رغم وجود ما يزيد على عشرين جامعة سعودية، فأجاب الدكتور السقاف بأنه رغم اهمية وجود مراكز الابحاث ودورها الايجابي على حياتنا وصحتنا، فإن هذا السؤال يمكن توجيهه الى الجهات المعنية.
وردا على سؤال من احدى الطبيبات قال د. السقاف: يمكن التوفيق بين وجود مراكز البحث العلمي وكون البحوث باللغة العربية، فأنا لدي ثلاثة كتب كمراجع في طب العيون وكلها باللغة العربية، والاسماء والمصطلحات فيها باللغتين العربية والافرنجية.
اللغات والطب
وحول سؤال عن ان اللغة الانجليزية صارت هي اللغة السائدة في العلوم والطب.. قال د. السقاف: لابد من ان نعمل على ايجاد مكان مهم للغة العربية في هذه العلوم، واضاف دعوني أعبر لكم عن دهشتي عندما يكون المحاضر انسانا عربيا يلقي محاضرة في مجموعة من المحاضرين العرب، ثم تجدهم جميعا يتحدثون باللغة الانجليزية.. ان هذا شيء مضحك.. وأردف قائلاً : ابني مثلا يدرس في كلية الطب وقد قال لي مرة انه وجد في احد كتبي ما بحث عنه ولم يجده في المصادر باللغات غير العربية، واعترف لي بأن اللغة غير العربية هي للحفظ، أما العربية فإنها للفهم.