أرشيف صحيفة البلاد

الاحتفال بالذكرى 59 لاستقلال السودان

شُكل مؤتمر الخريجين في عام 1938 م كواجهة اجتماعية ثقافية لخريجي المدارس العليا في السودان ولكنه سرعان ما نادى بتصفية الاستعمار في السودان ومنح السودانيين حق تقرير مصيرهم. وقد استمرت الجهود من أجل الاستقلال حتى اجتمع البرلمان السوداني في 19 ديسمبر 1955 م وتم الاتفاق بين الأحزاب على أن يقدم اقتراح الاستقلال من داخل البرلمان عبد الرحمن محمد ابراهيم دبكه ابن ناظر عمومة قبيلة البني هلبة. وطالب دولتي الحكم الثنائي بريطانيا ومصر بالاعتراف بالسودان دولة مستقلة وقد وافقتا وتم الجلاء ورفع العلم السوداني على سارية القصر الجمهوري في الأول من يناير 1956م.
وإسماعيل بن سيد أحمد بن إسماعيل بن أحمد الأزهري هو أول رئيس لوزراء السودان بعد استقلاله عن الاستعمار الإنجليزي.
وشكلت ثلاثة تحديات رئيسية تاريخ سودان ما بعد الاستقلال وهي مسألة الدستور ومشكلة الجنوب(الذي انفصل فيما بعد في 9 يوليو 2011م) ومعضلة التنمية في السودان هذا بجانب الصراعات الأيديولوجية بين الأحزاب اليمينية واليسارية وبين الديمقراطيين والشموليين.
لم يتم الاتفاق في الفترة التي سبقت الاستقلال على نمط معين من الحكم فقد احتدم النقاش بين أنصار الديمقراطية النيابية على النمط البريطاني والديمقراطية الرئاسية على النمط الأمريكي.
أما بعد الاستقلال فقد الغى الاستقلال دستور الحكم الذاتي المعمول به آنئذ. كما خلى منصب رئيس البلاد بعد إلغاء وظيفة الحاكم العام الاستعماري بالغاء اتفاقية الحكم الثنائي، ولذلك تم تعديل دستور الفترة الانتقالية ليوائم فترة ما بعد الاستقلال على أن يعمل به بشكل مؤقت لحين إقرار دستور جديد.
أهم ما نص عليه الدستور المؤقت هو تكوين مجلس سيادة (مجلس رئاسي عالي) ليكون السلطة الدستورية العليا وتؤول إليه قيادة الجيش.