جدة : المحرر الثقافي
\" اصغر سائق في العالم \" قصة توجه للكبار قبل الصغار كتاب جديد للكاتب والإعلامي الزميل نادر ابو تامر هو عبارة عن قصة كان يعدها للصغار، ويشير ابو تامر ان تتابع تصرفاتنا نحن الكبار مع اولادنا الصغار في السيارة، عندما نسمح لهم بالجلوس امام المقود، وفي حضننا خلال عملية القيادة، وهي مشاهد تكثر بالفعل في العديد من قرانا ومدننا .وقديبدو الكاتب نادراً في قصة \" اصغر كاتب في العالم \" ناصحا للصغار وللكبار على حد سواء، ولكن على لسان صبي صغير لا يجيد الكلام ، فأبوه يجلسه على ركبتيه عندما يسوق السيارة في الصباح الى المدرسة، وامه تفعل ذلك، لكنها اكثر حرصا من ابيه، اما الجد فنجده على نقيض الاثنين والمقصود انه لا يوافق على جلوس الاطفال على ركب اهاليهم، اثناء القيادة لان ذلك قد يتسبب في الحوادث الخطيرة وحتى الموت، ولما كان الاب يخاف من مخالفات الشرطة فقد بدا قليل الحيلة امام طفله الصغير، ومع ان الطفل يحب والده ويحب امه الا انه غير مقتنع بما يفعله ابوه، ولو كانت في هذا العمل متعة حقيقية بالنسبة للطفل الصغير، مثل متعة الجلوس امام المقود ورؤية السيارة تسافر بسرعة وهي متعة حقيقية بالنسبة لكل طفل في العالم، الا ان هذه المتعة لا توازي خطر الموت الذي قد يحدث في كل سفرة طويلة او قصيرة، وهي تتميز باهدائها الى كل اب يخبئ اطفاله بعينيه، ويحميهم في رموشه ويفرش لهم قلبه سجادة صلاة؛ .والجديربالذكر ان نادر يكتب قصصا للصغار يطرب لها الكبار ايضا، وهذا سر ابداعي مهم للغاية، وربما هو مقياس للابداع الحقيقي للصغار، وللكبار بالتأكيد، قرأت في ايام شبابي المبكر، في مرحلة الانتقال من عالم الصغار الى عالم الشباب، عشرات القصص والروايات الروسية ( السوفيتية ) للصغار، وقد عدت الى مراجعة بعضها لفهم ما شدني وقتها الى تلك الاعمال في الوقت الذي كنت مسحورا بنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، واحسان عبدالقدوس ومحمد عبدالحليم عبدالله ويوسف ادريس ويوسف السباعي، وآخرين ..من مراجعاتي أيقنت أمرا أساسيا، أن مخاطبة الصغير بلغة لا تحمل الركاكة الفكرية، ولا التحذلق في التعابير وطرح الفكرة على حقيقتها، مهما كانت مؤلمة أو مفرحة، ومن دون تدخل لتسهيل فهم الصغار لما يطرحه الكبار، هو ما شدني لتلك الأعمال، أي احترام عقل الصغار، وهو ما شدني اليوم لقصص نادر أبو تامر .ويبين \" نادر ابو تامر وهو يطل علينا في قصة اصغر سائق في العالم باحتجاج حاسم داعيا إيانا ـ الأهل ـ إلى تجنيب الطفل تجارب ليست محمودة العواقب، وليست بانية للأمان والثقة بالكبار، الذين لا يجتهدون كفاية في ممارساتهم الوالدية التي تحمل في طياتها العميقة تجاهلا صارخا لحاجات الطفل الأساسية \" .