حسن آل حمادة
عن \" مركز آفاق للدراسات والبحوث \" شرق السعودية، صدر مؤخراً كتاب جديد بعنوان : \" رهانات خطاب الاعتدال والواقع المعاصر في المملكة العربية السعودية ..رؤى وقراءات \" ، أعدّ الكتاب وقدّم
له الكاتب والإعلامي السعودي علي آل طالب، وشارك بالكتابة فيه نخبة متنوعّة، من الأكاديميين والمثقفين وعلماء الدين السعوديين .وهذه نقطة قوة تميّز بها الكتاب؛ ليغدو طيفًا حسنًا جميلاً يسِّر القرّاء والباحثين، كما أنه خطوة عملية وصحيحة من أجل تعزيز خطاب الاعتدال الذي يحتاج لثقافة تُغذيه وتدعمه؛ ليتسيّد المشهد، الديني والسياسي والاجتماعي في بلداننا .
يتحدّث الكاتب علي آل طالب عن الكتاب قائلاً : \" كنتُ على تنادٍ مع الباحث الأستاذ محمد محفوظ حول فكرة تعزيز خطاب الاعتدال في المملكة العربية السعودية، فجاءت محصلة ذلك بأن أبادر بمهمة قد سبق وأن أقدم عليها هو، عندما أعدّ وقدّم كتاب ًا صدر مؤخر ًا عن مركز آفاق للأبحاث والدراسات وكان بعنوان \" الحوار المذهبي في المملكة العربية السعودية \" شارك فيه مجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن الوطني العام، على غرار ذلك وجدتُ من الأهمية بمكان أن يحظى عنوان خطاب الاعتدال في السعودية بنفس المكانة – مع الفارق – التي حُظي به كتاب الحوار المذهبي .
لذا أراني أكرر التجربة ليس من أجل التكرار بقدر ما هو الترسيخ الصادق لمضامين المواطنة، الكفيلة بتحقيق مشتركات التعايش السلمي بين كافة أبناء المجتمع الواحد .إذن الاعتدال عنوان آخر
يستحق أن يتصدر قائمة الأجندة الثقافية في واقع المجتمع السعودي \" .
ويسترسل آل طالب بقوله : \" خطاب الاعتدال والوسطية في المملكة العربية السعودية هو محور البحث لهذا الكتاب الذي يجتمع حوله نخبة من الكُتّاب السعوديين بعد أن استعرضوا لجوانب عدة من التحديات التي ما تزال تحول من القناعة بفكرة الاعتدال كضرورة دينية واجتماعية ووطنية .مع الإيمان بأن خطاب الاعتدال لا يعتبر بأي حال من الأحوال مشروعًا طارئًا يتم اللجوء إليه حال الحاجة بقدر ما هو مشروع حياة، يستمد طاقته الاعتبارية من المحتوى الديني فضلا عن اتساقه مع الفعل الإنساني المتطور .فكرة النقاش هنا تتجاوز الإثبات النظري لتمتد إلى الواقع في المجتمع السعودي، الأمر الذي قد يؤسس إلى منظومة معالجات بثها الكُتّاب التسعة من زوايا مختلفة بعد أن أجمعوا كلمتهم بأن المجتمع بات بأمس الحاجة إلى أشبه ما يكون بالنظام ( العقد ) الاجتماعي الذي من جهة ينظم المكون الاجتماعي مع بعضه البعض، والمجتمع مع النظام السياسي من جهة أخرى، فحري أن يتوّج هذا الرباط الاجتماعي بالمواقف الاعتدالية لا بل وتبنى الأمر بصورة شفّافة؛ رسمية وقانونية \" .
وبعبارة صريحة يقول آل طالب : \" كلنا يدرك مدى الخصوصية الجغرافية والاجتماعية التي يتكون منها هذا المجتمع، فثمة تعدد مناطقي وقبائلي ومذهبي وفكري وثقافي، الأمر الذي يفرض حالة من الاختلاف المشروع (=السنني ) ، وهذا التمازج والتعدد المستند والمستجيب إلى منظومة من القيم الاجتماعية والأخلاقية، والتي تكون بمثابة ميثاق شرف يضمن كل ذي حق حقه، مدني ووطني، ومما لا يدع مجالا للشك بأن خطاب الاعتدال ما هو إلا نتيجة انصهار مدني يختزل العيش المشترك ويكفل كل جهة مكونها الاعتباري، ومكانتها في ظل الوطن، إذن العمل بالشفافية والأخذ بالقوانين المدنية الضامنة لاعتبارات المواطنة مهمة باتت ملحة لا يتحملها المواطن فحسب بل هي – بواقع المسؤولية – تتكفلها المؤسسة الدينية والسياسية على حد سواء \" .
ويرى آل طالب أننا اليوم أمام \" خطر داهم يتمظهر في أشكال عدة، الإرهاب واستعداء الآخرين، وإشاعة ثقافة الموت، واحتكار الحقيقة والدين …إلخ، مع القناعة بأن هذه المظاهر ما كانت أن تطل برأسها للسطح لولا العديد من العوامل والتي من أبرزها استطارة الذهنية المنغلقة والتي لا سبيل عندها إلا التسليم المطلق للخزائن المتوارثة بل واعتبار الحياة ما هي إلا مستودع أخرس،
إذ لا ينبغي إعارة الاهتمام بمتطلباتها واحتياجاتها مما يؤدي بالإنسان لناشئة العزلة عن كل المعاني المعاصرة \" .
إذًا والحال هذه، يبقى السؤال المشروع والمُلِّح : كيف نعزز خطاب الاعتدال في المجتمع السعودي ! ؟
يذكر أن مشاركات الكتَّاب جاءت على النحو الآتي :
– رائد السمهوري، \" الاعتراف بالتعدديّة، خطوة أولى في تعزيز الخطاب في السعودية \" .
صادق الجبران، \" خطاب الاعتدال في المجتمع السعودي، من منظور قانوني \" .
– .-طارق الحسين، \" تعزيز خطاب الاعتدال في المجتمع السعودي \"
عمر عبدالله كامل، \" قراءة أوليّة في أحاديث افتراق الأمّة \" .
.-علي آل طالب، \" نقد الأديولوجية المتطرفة بداية معرفيّة للاعتدال \"
.-غسان عبدالعزيز القين، \" الحوار في الإسلام وصيرورة الاعتدال \"
.-فيصل العوامي، \" دور الخطاب الديني في تعزيز ثقافة الاعتدال \"
.-محمد عبدالغني عطيّة، \" الاعتدال ديننا \"
.– ناجي الزّوّاد، \" مشروع الاعتدال المرتكزات والأهداف \"