دولية

الإرهاب القطري أمام البرلمان البلجيكي .. وإيران تحتل مصارف الدوحة

جدة ــ وكالات
كعادتها في كل أزمة بالمنطقة، تسعى إيران لإحكام سيطرتها على كل شرايين الاقتصاد القطري الذي تكبد خسائر فادحة بعد 7 أشهر من مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة.
وأحدث خطط ملالي طهران في هذا الصدد، التغلغل داخل القطاع المصرفي القطري، إذ كشفت وسائل إعلام إيرانية عن قيام عدد من البنوك الإيرانية من القطاع الخاص باستغلال الأزمة، وإيجاد علاقات مصرفية بينها وبين بنك قطر الوطني “أكبر بنوك البلاد” حيث بدأت بفتح حسابات في هذا البنك لعرض خدمات مصرفي.

ولتجسير العلاقات بين البلدين التقى محافظ مصرف قطر المركزي”عبد الله بن سعود آل ثاني” بـ”كوروش برويزيان” رئيس اتحاد مصارف القطاع الخاص وقطاع المؤسسات المالية الإيرانية
وقال “محمد شريعتمداري” وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني إن مستوى التبادل التجاري الحالي بين طهران والدوحة أقل من مليار دولار، في حين أن قطر تسعى إلى رفع هذا المبلغ إلى 5 مليارات دولار.
في نوفمبر الماضي اتفقت قطر وإيران على إنشاء لجنة مشتركة للاتصالات والنقل لتعميق التبادل التجاري والنقل الجوي والبحري بين البلدين، حسب ما ذكر موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني نقلا عن وكالة الأنباء القطرية.
وأشارت تقارير إلى أن بنك “صادرات إيران” يعمل على تعزيز عمليات فرعه في الدوحة؛ بذريعة المساعدة في حل مشكلات المعاملات التي تواجه المصدرين الإيرانيين في قطر.
وقال الرئيس التنفيذي للبنك، سيافاش زراعاتي: “يمكنني أن أقول للمصدرين الإيرانيين إننا توصلنا إلى اتفاقات، وتم اتخاذ خطوات فعالة لحل مشكلاتهم المصرفية، وفي الوقت الراهن “بنك صادرات إيران” هو المقرض الإيراني الوحيد بفرعين في الدوحة.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لـ”بنك ملي إيران”، محمد رضا حسين زاده، في مقابلة مع “فايننشيال تريبيون” في وقت سابق، إن البنك يجري أيضاً محادثات مع أحد أكبر البنوك في قطر، لإقامة علاقات متبادلة، دون ذكر اسم المقرض القطري.
وكانت مجموعة “شيرين عسل الصناعية للأغذية”، أكبر شركة للحلويات في إيران، أعلنت أخيراً عن خطة موسعة لدخول سوق التجزئة في قطر، حيث قال حسين محفوظي المدير التنفيذي لصادرات الشرق الأوسط: لقد قمنا بالفعل بدراسة السوق في قطر، مدعيا أن هناك طلبا على المنتجات الإيرانية. وسهلت الحكومة القطرية رحلات رجال الأعمال الإيرانيين بإصدار تأشيرات لمدة ستة أشهر، وأدت هذه الخطوة إلى ارتفاع الطلب على رحلات العمل إلى قطر في الأسابيع الأخيرة.
وحسب وسائل إعلام إيرانية، بدأ الإيرانيون استغلال السوق القطري منذ بدء المقاطعة العربية، بتصدير المنتجات الفاقدة لمعايير الجودة، والبضائع ذات التغليف غير الصحي، والمواد الغذائية التالفة والسامة.
وفي تقرير نشرته صحيفة “فايننشيال تريبيون” الإيرانية، على موقعها الإلكتروني في وقت سابق ، قالت إن طهران صدرت سلعاً غير نفطية بقيمة 139 مليون دولار إلى قطر، خلال الأشهر السبعة الماضية حتى 22 أكتوبر الماضي، مسجلة زيادة ملحوظة بلغت 117.5%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات إدارة الجمارك الإيرانية إيريكا.
كما صدرت إيران منتجات غير نفطية بقيمة 50 مليون دولار إلى قطر خلال شهر واحد، وهو ما يدل على زيادة بلغت خمسة أضعاف على أساس سنوي.
يشار هنا إلى أن “تورانج داريا للشحن” أكبر شركة شحن خاصة في إيران، تعتزم توسيع أعمالها في قطر، وتتوقع الشركة أن تتزايد التجارة بين قطر وإيران في الأيام المقبلة، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة وتيرة شحناتها من قطر.
وفى السياق يستضيف مقر البرلمان البلجيكي، الأربعاء المقبل، مؤتمرا لبحث آليات التصدي لتمويل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان، كما يناقش دور دول إقليمية أبرزها قطر في دعم تلك التنظيمات.
ويشارك في المؤتمر الذي تنظمه جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي في باريس، والمركز الأوروبي لسياسات المعلومات والأمن، عدد من السياسيين وخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا، في أحدث خطوة على طريق مواجهة جادة للإرهاب وجماعاته والدول الداعمة له.
ويأتي المؤتمر، الذي تستضيفه عاصمة الاتحاد الأوروبي، في ظل الإدراك المتزايد من الدول الأوروبية للتحدّيات الأمنية الكبيرة التي تواجهها مؤخراً، وأهمية بذل المزيد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب، بالتوازي مع اعتماد آليات لوقف الدعم المالي للجماعات الإرهابية التي يتصدرها تنظيم الإخوان المسلمين، خصوصاً أن مصادر الدعم المالي لهم أصبحت مكشوفة.
ويشارك في الندوة عدد من السياسيين وخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا، أبرزهم النائب في البرلمان البلجيكي نادیا سمینیت، عمدة مدينة لوندرزیل، وروبرتا بونازي، رئيسة الجمعية الأوروبية للديمقراطية، وجاك میارد عضو الشرف في البرلمان الفرنسي وعضو سابق في لجنة الشؤون الخارجية، وریكاردو بارتزكي رئیس المركز الأوروبي لسیاسات المعلومات والأمن، كوین متسو رئیس لجنة مكافحة الارهاب في البرلمان البلجیكي، ستیفین میرلي محقق وخبیر أمريكي استخباراتي، وكریم إفراك عضو مؤسس لفیدیرالیة المسلمین الجمهوریین في فرنسا. ويُقدم المؤتمر نضال شقیر رئیس جمعیة الصحافة الأوروبیة للعالم العربي. وحول أهمية عقد المؤتمر، شدد ريكاردو بارتزكي، رئيس المركز الأوروبي لسياسات المعلومات والأمن، على “أهمية تجفيف منابع الإرهاب الدولي ومراقبة عملياته المالية، والتي تشهد توسعاً نتيجة الفساد والجشع لدى بعض الأفراد من منظور مصالحهم الضيقة”.
وقال: “نسعى إلى القضاء على الفساد ودعم الإرهاب والعنف الدولي، لنتمكن جميعاً من جعل عالمنا أكثر أماناً ونحافظ على ثقافات وحضارات الشعوب كافة”.
ويشارك المُحقق الأمريكي والخبير الاستراتيجي ستیفین میرلي في فعاليات المؤتمر بورقة بحثية حول دور بعض الدول في دعم الإرهاب العالمي، وفي مُقدّمتها قطر، حيث وثّق لما توصّل إليه بالعديد من الإحصاءات والوثائق الداعمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *