مكة المكرمة – احمد الاحمدي
احتفى نادي مكة الثقافي الأدبي باليوم العالمي للقصة القصيرة بمشاركة عدد من كتاب القصة والنقاد من أنحاء مختلفة من المملكة.
وتضمنت الاحتفالية ، الأربعاء الماضي، أمسية قصصية شارك فيها الدكتورة شيمة الشمري ، والأستاذ أحمد إسماعيل زين ، وأدارتها الدكتورة أمل القثامي ، حيث غلبت على مشاركات القاصة شيمة القصص القصيرة جداً ، ومنها قصصها ( أحداث مقهى ، براءة ، فقر ، لجوء ، قاع ، أوهام ، غناء ).. في حين تعددت في قصص القاص زين صور الموروث الشعبي ، ومنها المغناة كما في قصة (شرهبان)..
أما الفعالية الثانية التي قدمها النادي بمناسبة يوم القصة القصيرة فكانت حواراً بعنوان ( القصة القصيرة في المملكة الواقع والتحولات )، أدارها الدكتور عبدالعزيز الطلحي ، الذي عرّف المشاركين في الحوار بأنهم أعلام في القصة القصيرة والنقد التخصص ، وفي مقدمتهم الأستاذ خالد اليوسف ، الذي استعرض مسيرة القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية ، منذ منتصف الأربعينات الميلادية ، حيث كانت أشبه بمقالات اجتماعية ، ولم يكن إدراك هذا الفن واعياً ، ثم كانت أول مجموعة للأديب الرائد أحمد عبدالغفور عطار ، ثم ظهر بعد ذلك أسماء رائدة أغرتهم القصة القصيرة ..وفي منتصف السبعينات الميلادية ظهر جيل جديد وضعوا أيديهم على أدوات القصة القصيرة ، وكتبوها عن عشق .. وتنامى الاهتمام بالقصة القصيرة واتسعت دائرة كتابها ، وأصبح هناك متابعة ونقد لها، وتعددت الرسائل الأكاديمية الجامعية في هذا الفن .. أما المشاركة الثانية في حوار القصة القصيرة فكانت للدكتورة خلود الحارثي التي تحدثت عن ظاهرة القرية والمدينة في القصة القصيرة السعودية ، مع بداية الطفرة الاقتصادية والتحولات الاجتماعية والهجرة من القرى والصحراء إلى المدن .. وبالتطور لم تعد القرية قرية ، إلا في مخلفاتها الزمانية ، وذكرياتها السمعية ..
وتحدثت الأستاذ مستورة العرابي في هذا الحوار عن تقنيات القصة القصيرة وخصائصها ، ومنها التكثيف والاستغناء عن الزوائد الكلامية ، والمفارقة بين المنظومات الموضوعية ، والجرأة في الطرح وبخاصة في نقد السلوكيات الاجتماعية ..
التعقيبات :
وكانت هناك مشاركات ومداخلات وتعقيبات متعددة على الأمسية والحوار حيث أبدى الدكتور عبدالله الحامد إعجابه بالبعد الإنساني في قصص أحمد زين ، وصورة المرأة في قصص شيمة الشمري .. فيما أعجبت الدكتور عفت خوقير بعفوية قصص زين ، ورمزية قصص شيمة .. وأشارت إلى أن الإقبال على القصص القصيرة جداً كان بسبب تلبيتها لإيقاع العصر ..
وذكر الأستاذ محمد علي قدس في تعقيبه بالمؤسس الأول لنادي مكة الثقافي الأدبي الأديب الكبير الأستاذ أحمد السباعي الذي كان رائداً في القصة القصيرة ، وخرج من تحت عباءته الكثيرون من كتاب القصة ..
وفي مشاركتها استعرضت الدكتورة إنصاف بخاري بأسلوب أدبي ما تم تقديمه في الحوار من طروحات ومعلومات ، أما الدكتورة هيفاء الجهني ، فأكدت على شيوع كتابة القصة القصيرة في العقدين الأخيرين من الزمن وبزخم لافت فيما دعا الأستاذ حامد العباسي المحاضرين إلى كتابة قصصهم وما يعايشونه ويتابعونه من أحداث يومية ووقائع حياتية ، فربما يخرج من أقلامهم إبداع يستحق التوثيق .