•• هناك صحفي.. غير مبدع، ولكنه يأتيك بالخبر حافا بل وجافا أو التحقيق الذي لا روح فيه، ولا يستطيع وضع عناوين لها الصفة الجاذبة المبهرة لكونه غير مبدع، ويمكن أن تطلق عليه صفة موظف لا صحفي لا أكثر من ذلك، ولكن هناك صحفي “مبدع” يعمل كما يقول اخوتنا المصريون “يعمل من الفسيخ شربات” فهو يحول تلك المادة الميتة بين يديه الى مادة مبهرة جاذبة للمتلقي لكونه مبدعا في طبعه قادرا على تشكيل العجينة الى شكل حيوي له أبعاده.
أذكر بهذه المناسبة ذلك المبدع صاحب الحرف “الحراق” الزميل عبدالله باهيثم رحمه الله الذي كان بابداعه المبهر يحول ما بين يديه من ركام ميت الى لوحة مشرقة من المعلومات.. لا انسى ذلك التحقيق القصير والمبدع عن أولئك المتسولين حول اشارات المرور عندما قدم لوحة صارخة من الانسانية لهؤلاء الذين يتسللون حول السيارات.. ان فكرة التحقيق بسيطة لكن صياغتها واعطائها من طيوف الابداع جعل من ذلك التحقيق غاية من الروعة والابداع.