الأرشيف المنبر

الأوراق تتساقط

[COLOR=blue]امين عبدالعزيز قاري[/COLOR]

قالت: ما هذا يا أمي.. قالوا الربيع العربي اخضرت أوراقه
قالت الأم: من قال لك هذا؟!
قالت أو هكذا سموه بالربيع.. الربيع الذي تتفتح فيه الأزهار
قالت الأم يا حسرة!! كنا نأمل أن نشم عبق الورود والزهور
قالت: ولماذا سموه هكذا
قالت الأم: لأن العقلاء كانوا يأملون أن تتصافى القلوب وتهجع إلى الاستقرار
قالت: ألا نسميه الخريف؟!
قالت الأم: لا ادري ماذا نسميه
قالت: أعني بالخريف.. الذي تتساقط فيه الأوراق
قالت الأم: تقصدين تتساقط فيه الأرواح وتحصد الغالي والنفيس
قالت: كنت تقولين لي في ذات يوم أن الخريف تتساقط فيه أوراق الشجر وتزدهر في الربيع
قالت الأم: وإن ارتوت تتفتح ازهارها ويفوح عبقها أرجاء المكان
قالت: لقد قلت يا حبيبتي ان الارواح تتساقط.. كيف فسري لي ذلك
قالت الأم: أو لا تشاهدين مسيرات في كل الدول التي ادعت أنها تعيش الربيع العربي..الاستقرار تلاشى الفوضى عمت الشوارع.. الاحزاب تصاعرت على الكراسي..
قالت: الكراسي؟ ماذا تقصدين؟
قالت الأم: الكراسي.. اقصد المناصب القيادية التي تملأ الجيوب الفارغة..
قالت: كيف؟!
قالت الأم: طبعاً اذا اعتلى أحدهم وظيفة قيادية.. ليس الهدف الوظيفة بقدر ما هو طمعان في تكديس جيوبه بالعملات المتنوعة والحسابات في البنوك المحلية والخارجية هم كلهم.. جميعهم في الاطماع يعيشون.. انها الطريق إلى الشهرة.
قالت: وإلى متى تظل هذه الدول تعيش في أطماعها؟
قالت الأم: أوه .. طوال العصر يا ابنتي.. الله يعيننا على قضاء حوائجنا في خضم هذه الصراعات.
قالت: كيف هو الحل..؟
قالت الأم: لا حل .. إلا بالتشاور والحوار بين الأحزاب المتصارعة.. وإلا سنظل ندمر الأوطان ونهلك الأخضر واليابس ونبدد ثروات بلادنا واقتصادياتها ونتراجع سنوات إلى الوراء في حياة التخلف والانصياع لأوامر الدكتاتور أو صاحب الفخامة.
قالت: أليس يا أمي نعيش الآن في خطر التمزق؟
قالت الأم: نعم نعم نعم التمزق والفكاك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *