أرشيف صحيفة البلاد

الأهواز تنتفض في وجه الملالي .. وعناصر الباسيج تفتح النار على المتظاهرين

طهران ــ وكالات

رغم زعم قادة الحرس الثوري الإيراني، بانتهاء الاحتجاجات في البلاد، خرج الآلاف من أبناء الشعب العربي الأهوازي في مظاهرات؛ احتجاجًا على ما يتعرضون له على يد السلطات الإيرانية التي زادت من ممارساتها التعسفية واضطهادها لهم .

فيما فتحت قوات الأمن الإيرانية وعناصر الباسيج النار على المتظاهرين، وألقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق الجموع، وأفادت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية أن الأمن الإيراني قمع المظاهرة السلمية دون وقوع إصابات.

ويظهر مقطع، بثه ناشطون قيام قوات الأمن الإيرانية والشرطة بإطلاق النار في الهواء بشكل مكثف، وكذلك إلقاء قنابل مسيلة للدموع ومطاردة الشبان المتظاهرين نحو جسر نادري وسط مدينة الأهواز.

وكان آلاف المتظاهرين العرب في مدينة الأهواز، مركز إقليم عربستان، جنوب غرب إيران، خرجوا بمظاهرات حاشدة لليوم الثاني على التوالي، ضد برنامج اعتبروه مهينا للعرب، ورفعوا شعارات تندد بالموجة العنصرية المعادية للعرب ومحاولة “تفريس” هوية الإقليم.

وبث ناشطون مقاطع فيديو وصورا تظهر تجمع حوالي 5 آلاف من الشبان العرب تلتف حولهم الجماهير من النساء والرجال، وهم يرددون أهازيج شعبية معروفة في الأهواز، وذلك خلال المظاهرة التي جابت شوارع المدينة، وهم يهتفون بشعار “بالروح بالدم نفديك يا أهواز”.

من جهتها، ذكرت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، أن الآلاف من أبناء الشعب العربي الأهوازي خرجوا أمس الخميس في سوق الإقليم، احتجاجا على برنامج مهين للعرب في التلفزيون الإيراني، وعبروا عن رفضهم لسياسات التفريس العنصرية والاضطهاد القومي، بينما طوقت قوات الأمن والشرطة المتظاهرين وحاولت تفريقهم.

وذكرت المنظمة أن هذه البرامج وغيرها من الممارسات العنصرية، تأتي في إطار سياسات التغيير الديموغرافي التي تتخذها الحكومة الإيرانية ضمن محاولتها تغيير التركيبة السكانية لصالح القوميات المهاجرة وترحيل السكان الأصليين عرب الأهواز من موطنهم وأراضيهم عن طريق سياسات الفقر والتهميش والإقصاء والبطالة والحرمان

وفي ظل تدني الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملة الإيرانية، كشف تقرير عن ارتفاع موجة التظاهرات في إيران ضد سياسة نظام الملالي، وشملت هذه التظاهرات كل فئات المجتمع الإيراني، والتي تعد مؤشرا على درجة الغليان والثورة التي تسقط نظام خامنئي.

وأوضح تقرير للمعارضة الإيرانية أن إيران شهدت نحو 5762 تظاهرة احتجاجية في العام الإيراني المنتهي في 20 مارس الماضي، مما يعني أنه في المتوسط كان هناك 480 حركة احتجاجية في الشهر، و 16 حركة احتجاجية في اليوم.
وأشار التقرير إلى أن انتفاضة 142 مدينة إيرانية في ديسمبر الماضي تعد أبرز التظاهرات الاحتجاجية خلال العام الإيراني الماضي (1396).

وخلال انتفاضة ديسمبر2017، تم تشكيل ما مجموعه 340 من الاحتجاجات والمظاهرات. لم يتم إخماد هذه الانتفاضة ولا تزال حية ويمكن أن نرى استمرارها في كتابة الشعارات في مختلف الأماكن خاصة كتابة الشعارات على جدران في نطاق واسع بشعار “الموت لخامنئي” المركزي في جميع أنحاء إيران.

وأوضح التقرير، أن العام الإيراني الماضي شهد نحو 1948 احتجاجا عماليا، في ما لايقل عن 60 مدينة ومركزا صناعيا.

وجاءت التظاهرات العمالية، احتجاجا على تدني الأوضاع المعيشية وعدم دفع رواتب العمال من عدة أشهر إلى سنتين وعدم دفع علاواتهم النقدية وعدم دفع مستحقات التأمين للعمال وعدم دفع رواتب للعمل الإضافي وانعدام الأمن الوظيفي وتسليم معمل أو شركة إلى القطاع الخاص وتسريحات للعمال بعد خصخصة المصنع أو الشركة وتوظيف عمال غير محليين والفصل عن العمل.

فيما تواصل العملة المحلية تدهورها في ظل فشل سياسات ملالي طهران لاحتوائها.

وهبطت العملة الإيرانية أمام الدولار أمس “الخميس” مجددا ، وبلغت في السوق الحرة أكثر من 5100 تومان، الأمر الذي أدى إلى إغلاق شركات الصرافة أبوابها بعد فشل تلبية الطلب المتزايد على الدولار.

وأشارت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، إلى انتشار جيل جديد من مضاربي الدولار بشكل كبير في ميدان فردوسي بالعاصمة طهران، الذي يشتهر برواج تجارة النقد الأجنبي .

وتتناقض الزيادة المطردة لسعر الدولار مقابل التومان، بحسب موقع راديو فردا المعارض، مع وعود الرئيس الإيراني حسن روحاني وحكومته في الحد من تدهور العملة المحلية، لاسيما بعد تحذير ولى الله سيف رئيس البنك المركزي للمواطنين نهاية السنة الفارسية المنقضية من استثمار مدخراتهم بالعملات الأجنبية، لأن أسعارها ستنخفض حسب تقديره.

وتوقع أحمد علوي، المحلل الاقتصادي الإيراني اتساع أزمة سوق النقد الأجنبي في بلاده، مشير إلى أن اقتصاد إيران لم يشهد أي تحسن، لافتا إلى صعود معدلات التضخم، وهروب رؤوس الأموال الأجنبية.

وأشار علوي، في مقابلة مع راديو فردا، إلى أن السياسات البوليسية للسيطرة على سوق العملات في البلاد فشلت في تحقيق هدفها ،مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات طويلة الأمد، في ظل فشل البنك المركزي.

في السياق ذاته، سخر نشطاء إيرانيون على موقع التدوينات القصيرة تويتر، من تلك الحالة التي يبدو عليها سوق العملات الأجنبية الإيراني، ساخرين من تهديدات نظام الملالي المتكررة بإقصاء الدولار من التعاملات المصرفية