الرياضة

الأهلي الذي “كان” !

عبد الله الشيخي


 

الخسارة التي تعرض لها الأهلي من جاره الاتحاد، وأقصته عن نهائي كأس ولي العهد، هي في نظري نتيجة طبيعية تعكس وضع الفريق الحالي على المستوى الجماعي والفردي، وحتى “الفني” !

بكل صراحة وتجرّد، هذا الفريق المتوّج بـ “ثلاثية” تاريخية في الموسم الأخير، أراه غير مقنع في موسمه الحالي، حتى وإن جاء في أعلى سلّم الترتيب في دوري جميل ـ المرتبة الثانية ـ بعد الهلال !

ولعله لا يغيب عن المتابع الأهلاوي، أن فريقه الذي أكل الأخضر واليابس في الموسم الماضي، هو نفسه الذي تجرّع الخسارة أمام منافسيه الكبار بدءاً من الشباب، ثم النصر، ثم الهلال، وتعادل مع الاتحاد، ليأتي أخيراً ويخسر من الاتحاد، ويودع بطولة كأس ولي العهد !

يكفي هذا الاستشهاد فقط، لكشف الفرق بين الفريقين “الأهلي، والأهلي”!، فالاسم واحد، والقمصان هي القمصان، والألوان هي الألوان، والمدرب هو المدرب، واللاعبون هم لم يتغيّروا ـ غير واحد ـ، فأين المشكلة ؟

أتفق مع من يقول: إن ذهاب المدافع الكبير أسامة هوساوي، سبّب خللاً كبيراً في خط الدفاع، وكشف عن ثقوب وعيوب في المنطقة الخلفية للفريق ـ هذا مؤكّد ـ ولا يحتاج إلى أدلة، ولكن هل يعقل أن يعجز الجهاز الفني عن إيجاد البديل ؟

لن أقول: اخترعوا، أو توسّلوا لتسجّلوا لاعباً قبل بدء فترة الانتقالات الشتوية، فهذا غير منطقي، وإنما لو نظرتم حولكم لوجدتم أن لديكم مدافعا يطلب الفرصة، وقد ينسيكم من رحل، واسمه “الربيعي” سعيد !

كان “الربيعي” قد لعب إلى جوار “معتز” في الفريق الأولمبي، وانتقل معاراً في الموسم الماضي إلى الاتفاق، وقدم نفسه برتبة “جنرال” أمام برشلونة، وتوقع الكثيرون أن تكون تلك المباراة هي بوابة دخوله إلى قائمة جروس الأساسية.

لكن على ما يبدو أن هذا “الأصلع” العجوز لديه قناعات تختلف تماماً عن قناعات المحللين والنقاد، وهي لن تكون بعيدة عن رأيه في عدم الاستعانة بالمهاجم الشاب رائد الغامدي في اللقاء الأخير، في ظل غياب مهنّد بداعي الإصابة، فكانت الإجابة الصادمة في المؤتمر الصحافي بعد المباراة “قليل خبرة” !
وإذا ما استمرت هذه القناعة لدى الكوتش، فهذا يعني أنه غير مهتم بتصعيد لاعبين، أو الزج بهم في خانات أثبت

“ملاكها” الحاليون فشلهم الذريع في تأمين حدودها، وشوط الاتحاد الأول يكفي لتأكيد ذلك !

ولكي يعود الأهلي الذي حضر في الموسم الماضي، وحتى يبقى في دائرة المنافسة على البطولات المحلية، ويكون رقماً صعباً في دوري أبطال آسيا ـ حُلم ـ جمهور الأهلي وعشاقه، فلابدّ من معالجة وضع الدفاع بإحضار مدافع أجنبي، ومحور دفاعي، وإعطاء بعض اللاعبين في هذين المركزين فرصة الالتحاق بفرق أخرى مع بداية الفترة الشتوية بعد أيام، ومنح الربيعي الضوء الأخضر ليكون أساسياً.

كل هذا يتوقف على جروس، الذي عليه أن يغيّر من قناعاته، التي لو استمرّ عليها، فسيكون الخاسر الوحيد هو الأهلي، وتلك مسؤولية الإدارة، فالوقت في رأيي تجاوز مرحلة الدخول في نقاشات، إلى مرحلة تحديد المتطلبات .

صدى :
“لابدّ أن يشرق الضوء في آخر النفق” !
… إلى اللقاء ،،،

@abdullahshaikhi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *