عبد الله الشيخي
بعض من يعمل في إعلامنا الرياضي بوسائله المتعددة، لا همّ لهم إلاّ ملاحقة الأهلي، متى ما شعروا أنه يعيش حالة استقرار، لدرجة أنهم يظهرون انزعاجهم لما يلمسونه من تفاهم وتناغم كبير بين إدارته وكبار مسيريه، وأكثر ما يثير حفيظتهم حضوره الدائم كمنافس قوي على البطولات المحلية.
ومن الواضح أن أكثر من يتبنى هذا التوجه هو إعلام الأندية المنافسة، وهناك فئة من الإعلام الموالي للأهلي ينساق خلفهم دون أن يكون له دور في البحث عن الحقيقة، خصوصاً وأن تحقيق الأهلي لـ “ثلاثية” الموسم الماضي أربكت الحسابات.
لعلّ البعض ما زال يتذكر ما كان يردده هؤلاء بعد استقالة رئيس النادي السابق الأستاذ مساعد الزويهري، وقبل استقالته، وكيف أنهم نسجوا قصصا من خيالهم، حول علاقة الزويهري بالهيئة المالية للنادي، وأنها السبب في رحيله.
واليوم تعود هذه النغمة من جديد، ولكن مع الرئيس الحالي للنادي الأستاذ أحمد المرزوقي، لدرجة تأكيدهم على أن العلاقة بين إدارة النادي برئاسة المرزوقي والهيئة المالية التي يرأسها الأمير فيصل بن خالد، وصلت إلى طريق مسدود.
بل إن الأعجب من ذلك، أنهم صوّروا ما يحدث بأنه خلاف كبير بين رئيس النادي ورئيس الهيئة المالية، وأن استقالة رئيس النادي باتت وشيكة، والسبب في رأيهم هو سيطرة الهيئة المالية، وتهميشها لرئيس النادي.
لقد سمعنا بهذه القصص والروايات في رمضان الماضي، فهناك من حاول إفشال وجود الهيئة المالية للنادي، لا لشيء وإنما لأن تفكيره قصير وقاصر، وما علِم أن إنشاء الهيئة المالية جاء بعد اعتمادها في الجمعية العمومية للنادي، وباركت هيئة أعضاء الشرف إنشاءها، كونها تصبُ في الأول والأخير في مصلحة النادي ومستقبله.
ولعل أكبر دليل على ذلك ما تعانيه العديد من الأندية الكبيرة، فضلاً عن الأندية الأقل دخلاً، من أزمات مالية أوصلت بعضها إلى أبواب الفيفا ومحكمة “كاس” الرياضية الدولية، فيما الأهلي، يدق أبواب محكمة الكاس يستفسر ويسأل : “هل علينا مطالبات مالية، فنقوم بسدادها” ؟
لقد ولدت الهيئة المالية للنادي الأهلي كبيرة منذ يومها الأول، عندما أعلنت أن ميزانية النادي للموسم الحالي تبلغ (165) مليون ريال، هذا بخلاف تكفّل الرمز بتسديد كل المتأخرات المالية، في الوقت الذي قد لا يتوافر في خزينة بعض الأندية الكبيرة ربع هذا المبلغ.
لا أعلم حقيقة ما الذي سيخرج به هؤلاء بعد التصريح الإذاعي لرئيس النادي مع إذاعة “مكس إف إم ” مساء أمس الأول، والذي أكد فيه عدم وجود أي خلاف مع الهيئة المالية، وقال إن وقفة الأمير خالد بن عبد الله والأمير فيصل بن خالد مع النادي ” تاج على رأسي “، نافياً فكرة الاستقالة التي يروج لها البعض.
وحتى يتخلّص النادي الأهلي من مثل هذه الأخبار المعروفة مصادرها وأهدافها، فإن على جمهوره العاشق، و ـ المجانين ـ في حبّ ناديهم، أن يتصدّوا لأمثال هؤلاء، لا سيما بعد أن كشفهم رئيس النادي، وقال بالحرف الواحد، نعمل لإسعاد الجماهير الأهلاوية، وهناك انسجام تام بين الإدارة، والهيئة المالية للنادي.
بقي أن يعرف جمهور الأهلي ومن يهمهم شأن النادي، أن الهيئة المالية برئاسة الأمير فصل بن خالد ليس لها رغبة في لعب أدوار البطولة، أو سحب صلاحيات الإدارة كما يزعم البعض، وكل هدفها هو خدمة النادي، ودعم وتسهيل أعمال الإدارة، فهل بعد كل هذا يستحي هؤلاء ؟
• صدى :
الذي يولد يزحف, لا يستطيع أن يطير !
… إلى اللقاء ،،،
@abdullahshaikhi