الرياضة

الأندية ومغالاة اللاعبين !

حسن عسيري

لم يعد مقنعاً للاعبين التجديد بالمليون، ولا بالمليونين، ولا حتى بالأربعة ملايين في العام الواحد !!

أصبح اللاعب يفكر في حصد الأموال أكثر من التفكير في مصلحة ناديه، الذي كان له الفضل في شهرته وبروزه، ضارباً بعرض الحائط كل المبادئ والقيم، واحترام من كان له الفضل – بعدالله- في احتوائه وصقله، وتعريف الناس به !!
أنا لا أطالب بعدم البحث عن مستقبل اللاعب، وطلب عقد يضمن له مستقبله؛ بما يكون مرضياً ومقنعاً للطرفين، ولكني ضد المبالغة في الطمع ولي ذراع النادي بطلب عقد كبير يصل للسبعة والثمانية ملايين في العام الواحد، وإذا كان العقد يمتد لأربع سنوات فسيكون المبلغ كبيرا جداً يتعدى الثلاثين مليوناً !! ماهذه المبالغة، وماهذا الإسراف، وأي لاعب يستحق هذه المبالغ المرتفعة في ملاعبنا ؟!
والمشكلة الكبرى أن الأندية هي من ساعد اللاعبين على هذا الاستغلال، فاللاعب الذي لايلبي ناديه رغبته، يتجه الى النادي المنافس، ويأخذ مايريده ( من تحت الطاولة ).
وبهذا تكون الأندية قد ساهمت في هذه المغالاة بعدم احترامها لبعض، والدخول في الصفقات ( الكيدية)، ورفع المبلغ إلى الضعف أحياناً، ثم تندم بعد ذلك !!

إن مشكلة مغالاة اللاعبين في تجديد عقودهم ليست جديدة، وتنافس الأندية على اللاعبين ليس بجديد أيضاً، ولايمكن أن يكون هنالك حل، طالما الأندية لاتحترم بعضها، وتستقبل اللاعب من خلف الكواليس، وتضع له المغريات – من فلل وسيارات فارهة ومقدم عقد باهظ- حتى أصبحنا نسمع أرقاماً فلكية في رواتب اللاعبين الشهرية، يصل بعضها إلى أكثر من خمسمائة ألف ريال في الشهر، والعجيب أن أكثرهم يكونوا حبيسي دكة البدلاء. والأمثلة كثيرة !

يجب وضع حد لهذا ( البذخ )، ووضع استراتيجية عند تجديد العقود من قبل الهيئة الرياضية، ونظام يسري على الكل دون محاباة، ومراقبة ذلك جيداً عن طريق حسابات اللاعبين، ومن تكتشف مخالفته يكون عرضة للجزاء الرادع، وأن يكون هناك ميثاق شرف بين الأندية، في عدم اللعب من تحت الطاولة، فتحديد مبلغ ( المليونين والأربعمائة ألف ) لم يعمل به، ولن يتقيد به أي نادِ فهو قرار على الورق فقط !
ولو قسنا الأمر بمنظور فني لمستويات اللاعبين، فلا يستحق أي لاعب سعودي أكثر من مليوني ريال في السنة كحد أقصى، بمعدل 166000 ريال كراتب شهري، وهذا للمتميزين فقط، ويقل هذا المبلغ كلما قل عطاء اللاعب الفني .
فمتى نشاهد هذا على أرض الواقع ..؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *