جدة -عبدالهادي المالكي
أصبح مصير المعقبين المتواجدين أمام مكاتب العمل، والجوازات بمدينة جدة، في مهب الريح، بعد أن لاحقتهم البلدية من رصيف إلى آخر، فلم يعد يقر لهم قرار؛ حيث إنهم ما يلبثوا أن يستقروا في موقع ؛ حتى تأتيهم معدات البلدية، وتقلب مظلاتهم، وذلك بحجة أنهم يشوهون المنظر العام للمدينة، بالرغم من أن هذه المهنة ليست بجديدة، بل لها سنوات طوال، وقد تطورت من الكتابة على الورق إلى استخدام أجهزة الحاسب الآلي، وبتمديدات كهربائية على حسابهم عن طريق مولدات صغيرة.
(البلاد) التقت مجموعة من المعقبين، الذين شرحوا معاناتهم مع البلدية، وهدم وإزالة مواقعهم، وتكسير أجهزتهم؛ حيث قال كل من عادل حدادي، وأحمد العولقي، وفهد الجيزاني وأحمد عطيف، وبندر جملي، وعبدالله المقبول، وإسماعيل، وهم مجموعة من الكتاب المعقبين أمام مبنى مكتب العمل فرع جدة :”بدأنا منذ ثلاث سنوات على الرصيف المقابل للمكتب، وكنا بطريقة عشوائية وعند زيارة أمير المنطقة للمكتب، ورأى المنظر، أمر بتنظيمنا وفعلا تكفل باب رزق جميل بذلك، فقام بإنشاء مظلة بطول 50 مترا،
وقمنا بتجميع مبلغ وكملنا الموقع؛ من حيث الكهرباء والطاولات، واستمررنا على هذا الحال لمدة سنتين، وبعد أن تم بناء موقع هيئة الرقابة والتحقيق أتت البلدية بالتعاون مع الضبط الإداري، وقاموا بإزالة مواقعنا، بدون سابق إنذار، وحطموا مظلاتنا ومكاتبنا، ولم يقوموا بتعويض خسائرنا فانتقلنا إلى الرصيف الآخر، ولكن للأسف لم نسلم؛ حيث إننا نواجه يومياً مشاكل مع البلدية، متمثلة في قسم الاستثمار، بعد أن بدأوا يطاردوننا ويصادرون أجهزتنا، ونحن ليس لدينا دخل، ولا معين بعد الله، إلا هذه المظلة، حيث منّا من يعول أسراً كبيرة، فلا نحن استطعنا الحصول على وظيفة، ولا هم تركونا في حالنا”.
وقال أحد المعقبين، وهو المهندس ثروة الدسوقي:” قمنا بعمل مخطط كروكي لتنظيم عملنا، وبموافقة واعتماد من مكتب العمل، وتم تسليمه للأمانة، ولكن للأسف كأنه شيء لم يكن. وفي نهاية الأمر قالت لنا الأمانة: ادفعوا مبلغ “475” ألف ريال؛ لكي نعمل مظلة لكم بطول 60 مترا، فهل يعقل أن تكلف مظلة نصف مليون ريال ، ونحن لا نملك مبلغا كهذا، فدخلنا بسيط . ليس هذا فقط. بل إنها طلبت أن يكون الدفع مقدماً، كما أن هيئة الرقابة ترفض الفكرة جملة وتفصيلاً ، ولا تريد أن ترانا أمامهم، بالرغم أنه يفصل بيننا وبينهم شارع بعرض 15 مترا، وكذلك يوجد بجوارنا مواقف قديمة، بإمكان الأمانة أن تضعنا فيها.
نحن أملنا في الله – سبحانه وتعالى – ثم في أمير المنطقة، ومحافظة جدة، أن ينظروا إلى وضعنا بعين الشفقة والرحمة، فنحن أبناء هذا البلد، ولا نقوم ببيع ممنوعات، أو أي مواد غذائية تضر بصحة الإنسان. نحن عملنا كله حبر وورق. نقوم بتخليص معاملات مراجعي المكتب، والجوازات فقط، وليس لنا دخل سوى هذه الطاولة والكمبيوتر الذي عليها”.
من جهة أخرى، ذكر المتحدث باسم جوازات منطقة مكة المكرمة العقيد محمد الحسين، أن الجوازات لا تتدخل فيما يخصهم، وليس لها علاقة بتواجدهم من عدمه، وتتمحور مهمتها في إبعادهم من جوار مبنى الجوازات فقط، وذلك لدواع أمنية، أما بخصوص تواجدهم على بقية الأرصفة، فهذا ليس من مهمتها، بل من مهمة جهات أخرى مثل البلدية”.