الأخيرة جدة

الألعاب النارية .. تعكر صفو الأعياد و تحولها لمآتم

جدة : وليد الفهمي

تعتبر الألعاب النارية من أبرز الظواهر السلبية المصاحبة للأعياد والاحتفالات في المناسبات المختلفة ، التي تحولها في أحيان كثيرة إلى مأتم وأوقات حزينة  ، حيث تزخر صفحات الحوادث في الأعياد والمناسبات ، بتفاصيل وقائع خلفت وفيات أو عاهات وإصابات ، إثر اللعب واللهو بالألعاب النارية .

ضعاف النفوس

رغم التحذيرات والتعليمات المقدمة من قبل الجهات النظامية ومؤسسات المجتمع المدني من خطورة هذه الألعاب على الأنسان وبصفة خاصة الأطفال ، إلا أن ضعاف النفوس من راغبي الكسب السريع يتحايلون بوسائل ملتوية ويملؤون الأسواق بمنتجهم الضار ، ويعكرون صفو الأعياد والمناسبات السعيدة على الأسر السعودية ، مقابل فرحة لحظات لأطفال لا يدركون ما يضرهم وما ينفعهم.

مخاطر جمه

مخاطر عديدة تتسبب فيها الألعاب النارية مثل الحروق والتشوهات سيما وأنها تؤدي إلى عاهات مستديمة ، وقد تُخلف حرائق وخسائر في الممتلكات ، كما أن شررها وصوتها ورائحة دخانها ، تسبب أضراراً لعيون وآذان الأطفال والمحيطين بهم ، وقد يصل الأمر إلى ” انفصال في الشبكية ” ، وقد يؤدي إلى فقدان كلي للبصر، فضلاً عن مشاكل صحية أخرى كثيرة ، إضافة لما تسببه من تلوث سمعي وبصري وبيئي ، وتقويضها راحة العائلات وازعاجها للصغار وكبار السن والمرضى والنائمين.

المنطقة التاريخية و دوار البيعة

تعاني المنطقة التاريخية في محافظة جدة من كثرة انتشار بائعي الألعاب النارية ، حيث تشهد نشاطاً مكثفا لوافدين ، يستغلون الأعياد والمناسبات لبيع بضاعتهم المؤذية . ورصدت جولة لـ”البلاد” في المنطقة وجود كثيف لبائعي الألعاب النارية داخل دوار البيعة ؛حيث يتم إيقاف راغبي الشراء والصعود معهم بالسيارة لداخل المنطقة ، بعدها يتم استدعاء شخص للتفاوض مع المشتري ، وعند الاتفاق معه والحصول على الثمن ، يتم الاتصال بطرف آخر ، ويحضر حاملا معه “كيس” يوجد به المطلوب من داخل البيوت المهجورة في المنطقة التاريخية ، و أكثر أنواع الألعاب النارية انتشاراً  بالسوق : الكمثرى و الشمس وثوم و بازوكا وكبريت و صواريخ و نجوم الليل و نحل و نوافير .

كميات متنوعة

ويقول فيصل الحارثي لـ”البلاد” أنه يحضر في كل عام  للمنطقة التاريخية حيث يشتري كمية متنوعة من الألعاب النارية من بائعيها ، من أجل استخدمها ليلة العيد ، وأول ايام العيد عند لقاء الاقارب في إحدى الاستراحات التي يتم استئجارها اول وثاني أيام العيد ، ويضيف الحارثي ” نحرص دائما أن نكون بالقرب من الأطفال عند استخدامها  لحمايتهم من أي أذى”. من جهته يشير مجدي خليل إلى حضوره مع أطفاله  لدوار البيعة لشراء الألعاب النارية ويوضح أن عملية البيع والاستلام تتم بشكل حذر بسبب الخوف من القبض عليهم .

أخصائي عيون : أضرارها بالجملة

يؤكد الدكتور إبراهيم حسن بن إبراهيم ، الحاصل على  الزمالة السويدية في طب وجراحة العيون ومدير مستشفى العيون بجدة سابقا ، أن الألعاب النارية التي تنتشر في عيد الفطر بأنواعها المتنوعة ، لها تأثيرها الضار على العيون ؛ باعتبارها جزء حساس جدا ، وأكثر أعضاء الجسم تعرضاً للعاهات والتشوهات التي تحدث نتيجة ارتطام رذاذ المفرقعات وملامستها للعين ، ناهيك عن ترسبات الرماد والبقايا الناتجة إثر ذلك ، كذلك الحروق نتيجة تناثر المواد الكيماوية في عين المصاب أو اختلال معدل الحموضة والقلوية داخل العين ، نتيجة ارتفاع درجه حرارة الشظايا بعد الانفجار التي قد تصل إلى أعلى من درجة الغليان بكثير ، ويشير الدكتور إبراهيم حسن إلي أن الألعاب النارية قد تؤدي إلى حروق وقطوع عميقة في الجفون وملتحمة العين وتمزقات في الجدار أو دخول أجسام غريبة ، أو حدوث تشوهات في رموش العين والجفون أو كدمات ينتج عنها تجمع دموي داخلي ، أو إصابات بقاع العين ، قد تؤدي إلى الإصابة بعتامة العدسة او ارتفاع ضغط العين ، أو انفصال شبكي قد ينتج عنه فقدان كلي للبصر. وينصح مدير مستشفى العيون بجدة سابقا في ختام حديثه ، بالاستمتاع بمشاهدة الألعاب النارية في الأماكن التي تنظمها الجهات الرسمية  لإطلاقها بشكل احترافي مع تطبيق اجراءات الأمان والسلامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *