بطبيعتنا كبشر نحب النهايات السعيدة ونتحاشى كل ما يمكنه أن يكدر صفو حياتنا ونتحايل على واقع مرير بما يسمى حيل دفاعية نفسيه فنزيف الواقع أو نستنكره وبرأيي إن أكثر ما نخشاه هو ما يهمنا فنحاول المستحيل لتجميل وترميم صورته حتى لو كسرت ما دفعني لكتابة هذا المقال تطوعي حاليا في الجمعية السعودية لمكافحة السرطان .
نعم السرطان
السرطان ,,احد الأمراض المنتشرة والمتفشية في مجتمعنا بكل أنواعه وفئاته وكم فقدنا من أحباب بسبب كتله سرطانية لم تكتشف مبكرا ولكم تعلمنا دروس من أحباب أصيبوا به ومقاومتهم ووصولهم مرحلة التعافي من أجمل معجزات الخالق رغم التقنيات العالية ورغم التكنولوجيا ووصول المجتمعات مرحلة وعي فكري وثقافي عالي المستوى ورغم أننا أصبحنا في عصر نحمل العولمة في جيوبنا للأسف لا تزال هناك بعض الأفكار تحتاج عقليات أصحابها إلى إعادة برمجه ومنها التخوف من المرض وهنا اقصد السرطان
فمجتمعي يخاف وبعيد الشر فلان مات بالمرض ،فلانة عندها المرض الله يشفينا يخاف مجتمعي كثيرا من كلمة السرطان وكأنه بتلفظها يخرج من ملة إبراهيم
خاف الإنسان من المرض فأخترع الدواء ورغم نجاح اختراعه وتطور أساليب الطب في علاج الكثير من حالات السرطان ,, فمجتمعي لازال خائفا
مجتمعي معذور بخوفه فقد يربطه برحلة طويلة من العذاب والألم وقد تكون أسباب نفسيه بسبب فقد عزيز أصيب به ولكن مالا يعيه مجتمعي أن الخوف ليس من السرطان فهو مرض يشبه كل الأمراض باختلاف الأعراض .المرض لا يميت فالموت مقدر ومكتوب من عند الله في لوح محفوظ قبل الولادة
ما يقتلنا هو قلة الوعي والخشية من الحديث عنه ثقافتنا عن المرض معدومة وتكاد تكون اقرب لمنطقه مهجورة أو ملغمة كابوس لا نريد تفسيره وفيلم مرعب لا نحبذ مشاهدته .
ولكن لماذا يا مجتمعي نحصر تفكيرنا في الموت والألم ؟؟
لماذا نفكر في غد بخوف
غدا من الغيب والغيب بيد الله سبحانه وتعالى
هناك الكثيرون ممن منّ الله عليهم بالشفاء…وهناك من لم يشفوا من السرطان أو غيره ولكنهم استطاعوا بفضل الله أن يتعايشوا معه ويعيشوا به …
من فقدناه منهم فذلك أمر الله .
إبتهال العمودي