الأخيرة الأرشيف

الأخلاق الفاضلة غامضة في أذهانهم

غفران إبراهيم
البعض يعود طفله على الكذب دون أن يشعر بذلك..فمثلاً من بعض المواقف التي يتصرف بها بعض الآباء مع الطفل عندما يرن جرس الهاتف بالمنزل يوجهون أحد الأبناء بالرد على الهاتف وإذا كان المتصل يرغب في المحادثة مع الأب أو الأم يقوم بإخباره بأنهم غير موجودين بالمنزل أو نائمين حتى لا يتحدثون مع المتصل.. فإننا بذلك نعود الطفل على الكذب ..لأن الطفل يفعل كما يرى الكبار يفعلون.. وأحياناً الآباء وغالباً ما نسمع عن تلك التصرفات عندما يتأخر الأب عن الحضور للمسجد لصلاة الجماعة يوجه أبناءه إذا أحد سأل عني بعبارة:”بابا مسافر”..وغيرها من العادات السيئة التي نزرعها في أطفالنا دون أن شعر.. لذلك تجد حتى لو كان لديك طفل وعودته على الضرب والعنف ستجده عندما يكبر يعامل الأصغر منه عمراً بنفس الطريقة لأنك أنت من زرعت فيه العنف..وحتى لونهيته عن ذلك لن يستمع إليك ..
وكان هناك قبل أسابيع برنامج على الراديو يستضيف فيه الدكتور علي شراب والذي حاصل على دكتوراه في علم النفس والعلاقات الإنسانية وكان الدكتور يتكلم بكلام جداً جميل ومن بعض الذي قاله..بأن الشخص المسؤول في بيته يجب أن يطبق ما يقوله ويلزم به أبناءه بحيث لا يقول لإبنه “لاتدخن”والإبن يرى الأب يفعل ذلك..أويقول الأب لاتكذب والإبن يرى والده يكذب..فيجب دائماً على الشخص الذي يوجه من هو مسؤول عنه أن يكون هو في الأساس يفعل ما يوجه به غيره بعدم فعله..
وهناك مقولة أعجبتني:
“مهما قرأ الأطفال عن الأخلاق الفاضلة فإنها ستظل غامضة في أذهانهم مالم يروا في سلوكيات الكبار تجسيدا لها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *