عبد المنعم إبراهيم خضر
في إطار سعيها لتهيئة الأجواء للاعبين وحتى يتسنى لهم إقامة معسكر خارجي استعدادا لخوض باقي المباريات في دور المجموعتين للبطولة الإفريقية ,خاطبت لجنة تسيير الهلال الاتحاد العام لكرة القدم رسمياً مطالبين بتقديم مباراتين له في الدوري الممتاز ضد كل من الأهلي الخرطوم والنسور الأمدرماني .
وافق الاتحاد العام مشكوراً لأن الطلب منطقي والناديان المعنيان وافقا كتابيا على التأجيل .. ولأن الهلال يمثل الوطن ككل خارجيا .. فالمهمة مهمة وطنية لا تخص الهلال وحده.
والمؤسف حقاً أن تثور ثائرة المريخ – وهو نادٍ كبير – حيث اعترضوا – وعلى لسان رئيسهم – مهددين بالانسحاب من الدوري والكأس في حال تم تنفيذ طلب الهلال فعلياً .. وشن الإعلام الأحمر هجوما عنيفا على أمين المال بالاتحاد السيد أسامة عطا المنان (المحسوب على المريخ) لأنه مع أعضاء آخرين قدروا ظرف الهلال وأحبوا أن يعينوه على أداء واجبه الوطني.
لا مقارنة بين طلب المريخ تأجيل بعض مبارياته الدورية لإقامة معسكر خارجي استعدادا لكأس السودان (المحلي) , وطلب الهلال بتقديم مباراتين لإقامة معسكر خارجي استعدادا لكبرى البطولات الإفريقية والتي ستكون شرفا للسودان كله إن ظفرنا بها.
ثم أن تقديم المباريات يختلف أثره عن التأجيل .. مالكم كيف تحكمون؟..
المريخ باعتراضه الذي ليس أية مبررات مقنعة , قد جانب الصواب في الخطاب الإداري , وما يليق به كنادٍ قمة وقيادي يفترض فيه أن يكون قدوة لغيره , وأن يكون عونا لشقيقه الهلال بدلا من وضع العراقيل في طريقه.
في السنوات الأخيرة طغت ظاهرة التعصب الأعمى للأندية, وساهمت الصحف الرياضية المتخصصة في تأجيجها وخصوصا الزملاء كتاب الأعمدة , فانعكس ذلك على الجماهير , وإن وصل الأمر إلى الإداريين تكون الكارثة بعينها , ولن ترى رياضتنا عافية , ولن بنصلح الحال إلا بصلاح القائمين على أمر الرياضة.
الرياضة وسيلة للتسامح والمحبة والتنافس الشريف , ومن هذه المبادئ والقيم انبثق المثل المشهور ( خلي روحك رياضية).