أرشيف صحيفة البلاد

الأجهزة الحديثة طورت أساليبها .. تربويون: الشائعات يروجها الضعفاء والمجتمع النسوي أرض خصبة لها!!

جدة -حماد العبدلي

الشائعات عمل مشين تحدث في المجتمع ولها نماذج تستطيع أن تجعل منها حقيقة في ظل حدث وقتي وتكثر في مواسم الإجازات وابتعاد بعض أصحاب القرار عن مواقعهم. وتجد الشائعات أرضاً خصبة في الهرج والمرج .

وقال الدكتور سعيد المالكي أستاذ الأدب الأندلسي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة :” إن ترويج الشائعات والمعلومات الكاذبة هي نوع من السلوكيات المرفوضة والهدامة بين المجتمع وتسعى لإثارة البلبلة وتقوم على العديد من الوسائل في التعبير سواء الشفهية أو المكتوبة وقد ساهمت التقنية الحديثة في اتساع رقعة الشائعات من خلال الرسائل القصيرة عبر الجوال أو النت ، وفي اعتقادي ان الشائعات أصبحت ضعيفة في ظل ارتفاع ثقافة المجتمع ولم تعد تؤثر إلا في نماذج قلة غير مدركة لعدم مصداقية من يسعون خلف الشائعات ومحاولة ايصالها إلى المجتمع بطريقة مثيرة تستهدف البسطاء.”
وفي ذات السياق قال التربوي محمد القرني:” إن هناك نماذجا من البشر ابتلوا للأسف بثقل الشائعات واصبحوا مدونين ولهم أسلوب في نقل المعلومات الخاطئة وقد يؤكد أحدهم ان صاحب قرار قد تم نقله أو على وشك وأن علان قادم وما هي إلا أيام وتتضح الحقيقة الدامغة لمدى أكاذيب هؤلاء الناس وأن ما حدث هو شائعة وليس (صحيحاً) وفي اعتقادي مثل هذه النوعية من البشر لديهم نقص في الوعي الادراكي ويحاولون الظهور ان لديهم معرفة ، وكذلك الرغبة في لفت الأنظار اليهم وهذا مرض أصيبت به المجتمعات أو بدافع الحقد على آخرين لتحطيم معنوياتهم وهذا عمل غير سوي اطلاقاً.”
واعتبر القرني ان قبول الشائعات والاعتراف بها كحقيقة أولية يكون عند نماذج من البشر لا يملكون الثقافة والوعي مقارنة بالمتعلمين والمثقفين الذين يرفضون هراء أصحاب الشائعات مؤكداً أن للإعلام دوراً كبيراً وبارزاً في توعية المجتمع وتسليط الضوء على أضرارها.
أرض خصبة:
ويضيف فايز السلمي في هذا الجانب :”إن أكثر الشائعات تطلق في مجالي الرياضة والفن ووجدت للأسف في هذين المجالين أرضا خصبة وتكاد تكون بشكل يومي حتى أصبح المتابع في الصحف لا يفرق بين الحقيقة والشائعة وكما أن الشائعات ليست وليدة صدفة وهي موجودة بوجود الإنسان ، وستظل الشائعة شائعة لن يصدقها المتعلمون والمثقفون ومهما كان من وراء هذه الأقاويل الكاذبة لن يستطيع أن يصل إلى عقول المتعلمين (البتة).

ويؤكد الحسين العبدلي (تربوي) أن للشائعات نماذج من البشر تختلف أساليبهم في نقل الشائعات البعض منهم يستهدف البسطاء من الناس وقد يجد أرضاً خصبة لاستقبال هذا الهراء منه والتصديق به ونقل ما تحدث به إلى آخرين وبالتالي في هذه الناحية قد تتوسع رقعة الشائعة والبعض الآخر يترقب الوقت المناسب لاطلاق الشائعة معتمداً على نماذج معينة وللأسف هؤلاء الاشخاص غير أسوياء ولديهم نقص كبير في الوازع الديني والخلقي يحاولون أحداث فجوة بين الأسر من خلال نقل أقاويل مغلوطة ، والشائعات مصدرها المجالس النسائية غالباً وهي منتشرة في كافة مجالات الحياة.

 

البحث عن الإثارة:
ويرى المعلم التربوي عضو المجلس البلدي احمد ذاكر الشريف أن تناقل الشائعات يرجع للبحث عن الإثارة وأنها تنتشر بحثا عن شغل أوقات الفراغ وعدم الانشغال بأهداف حقيقية، مضيفا ان انتشار استخدام برامج ومواقع التواصل الاجتماعي سهل تداولها بشكل عشوائي دون معرفة مصدرها، ورغم عدم تصديق البعض لها إلا أنهم يساهمون في ترويجها وما يساهم في ترويج الشائعة واستمرارها، الشعور بالنقص، أو الخوف من شيء ما يرعب الناس ويجعلهم في حيرة وترقب، والرغبة في لفت انظار الاخرين، أو بدافع الحقد على المنافسين أو الأنانية والكره ولذلك يختلق الشائعات لتحطيمهم أو الانتقام منهم.

 

الأجهزة الحديثة ساندتها:
ويوضح د.أحمد جوهر المعالج النفسي “أن الاشاعة هي خبر كاذب لا يلتزم بأي معايير دينية أو أخلاقية وهي الترويج لخبر لا أساس له في الواقع على الإطلاق، وقد تكون نشرا لخبر حقيقي لكن يتم التهويل فيه والمبالغة له وقد تكون خبرا حقيقيا يتم التهوين فيه بدرجات، والهدف من أي أشاعة هو إحداث درجة من درجات التأثير على متلقيها سواء بالسلب أو الإيجاب أو تحييده تجاه موضوع الاشاعة وبالتالي من يسعى الى نقل الاشاعات الى عامة الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو شخص يعاني من اضطرابات نفسية يحتاج الى المعالجة.”