جدة ــ رويترز
سجلت احتياطيات قطر من العملات الاجنبية تراجعا قويا بمقدار 3.4 مليار دولار خلال شهر سبتمبر الماضي، بحسب بيانات نشرتها رويترز، لتكشف هذه البيانات الصادرة عن الجهات المصرفية القطرية، عمق ازمة العزلة التي وضعت الدوحة نفسها بها وتداعياتها على الاقتصاد.
واستهلكت قطر 38.5 مليار دولار من احتياطاتها المالية الضخمة في شهري يونيو ويوليو، وذلك وفقا لتقديرات وكالة موديز.
وباتت العزلة القطرية بسبب تعنتها مع جوارها الخليجي، مصدر قلق على مستوى مختلف الأنشطة المالية الاقتصادية، بما فيها تردد السلطات المالية في قرار إصدار سندات دولارية دولية، ربما خشية من رفع التكلفة في ضوء حالة عدم اليقين التي تعيشها البلاد.
وتشير تقديرات وكالة موديز إلى ان نحو 30 مليار دولار قد خرجت من النظام المصرفي في تلك الأشهر، مع احتمال خروج المزيد من الأموال.
وكانت قطر قد اعتمدت كثيراً في الماضي على السعودية والإمارات في جزء كبير من وارداتها، والتي تتضمن ثلث امداداتها الغذائية. كما انها كانت تستورد معظم مواد البناء من كلا البلدين.
فيما صنفت وكالة ستاندر اند بورز العالمية الاقتصاد القطري ضمن الاقتصادات “الهشة” بعد تدهور متواصل فى مختلف القطاعات.
وأجرت مؤسسة التصنيف الدولية تحديثا لقائمة الاقتصادات الهشة لتضم قطر، فيما خرجت كلنا من البرازيل والهند وإندونيسيا وجنوب إفريقيا، وضمت القائمة الجديدة إلى جانب قطر، الأرجنتين وباكستان
وسجلت قطر في الربع الثاني من العام الجاري أدنى معدلات نمو منذ الأزمة المالية العالمية، ونما الناتج المحلي الإجمالي، المعدل وفقا للتضخم، 0.6% فقط عن العام الماضي في الفترة من إبريل إلى يونيو، مسجلا أبطأ وتيرة نمو منذ الأزمة في 2009-2010. ونما الناتج المحلي الإجمالي 0.5% عن الربع السابق.
وانكمش قطاع التعدين والمحاجر القطري، الذي يتضمن إنتاج النفط والغاز 2.7% عن العام الماضي.
وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لقطر خلال العام الجاري بواقع 0.9% ليسجل 2.5%، مقابل توقعاته السابقة عند 3.4%.كما خفض معهد التمويل الدولي تقديراته لنمو الاقتصاد القطري إلى 1.3% بالعام الجاري بدلا من توقعاته السابقة عند 2.2%.
من جهة أخرى تحاول قطر خلال السنوات الأخيرة، إخفاء دفء علاقتها بإسرائيل، بل والاحتماء بها عندما تشتد الصعاب، فبعد انقلاب الأمير السابق حمد على والده الشيخ خليفة آل ثاني عام 1995، استفادت الدوحة من عملية السلام التي كانت جارية بين الفلسطينيين وإسرائيل، لتعلن افتتاح مكتب تجاري لإسرائيل في العاصمة القطرية، ومنذ ذاك الوقت اخذت العلاقات بين البلدين في التنامي حتى وصلت طور التنسيق المشترك وانطلاقاً من هذا التنسيق بدأ وفد من الحاخامات والقادة اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية زيارة إلى قطر بهدف الضغط على حماس لإخلاء 4 إسرائيليين تحتجزهم الحركة في قطاع غزة منذ الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014.
الزيارة غير المعلنة نظمها الناشط الأمريكي نيك موزين، الذي تعاقدت معه الحكومة القطرية بقيمة 50 ألف دولار شهريا، لمحاولة تحسين صورتها لدى أوساط اليهود في الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة في تقرير إن الوفد اليهودي سيلتقي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
ويرأس الوفد الحاخام مناحيم غيناك، القيادي في “الاتحاد الأرثوذكسي” للمتدينين اليهود في الولايات المتحدة، والذي يتخذ من نيويورك مقرا له.
ولا تظهر أخبار عن هذه الزيارة على الموقع الإلكتروني للاتحاد، ما يشير إلى أنها سرية.
وقال نائب الرئيس التنفيذي للاتحاد الأرثوذكسي إلين فاغين إن “الحاخام غيناك يسافر إلى قطر بصفته الشخصية كمواطن، وزيارته لا تتم برعاية من الاتحاد”.
وكان غيناك، ساند المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ضد دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي جرت العام الماضي.
وحاول تميم اللقاء مع قادة يهود في الولايات المتحدة على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، ولكن مساعيه التي قادها موزين باءت بالفشل.
ورفض موزين الإجابة على أسئلة وجهتها له الصحيفة عبر البريد الإلكتروني عن هذه الزيارة إلى قطر.
أما الحاخام غيناك فاكتفى بالقول للصحيفة: “لا أعلق على أي شيء له علاقة بقطر”.
تأتي هذه المحاولة من قبل قطر للدخول على خط الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، في وقت تقوم فيه مصر بمحاولة إبرام صفقة لتبادل الإسرائيليين بالمئات وربما آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون تل أبيب.
وكانت مصر نجحت في العام 2011 في التوصل لإبرام صفقة بين حماس وتل أبيب، تم بموجبها إخلاء الجندي الإسرئيلي جلعاد شاليط من غزة، مقابل إفراج سلطات الاحتلال عن جميع الأسيرات الفلسطينيات، وما يزيد على 1000 معتقل معظمهم من أصحاب الأحكام العالية.
ونجحت مصر منتصف الشهر الماضي، في إبرام اتفاق بين حركتي فتح وحماس، لإعادة السيطرة على قطاع غزة إلى حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية بعد 10 سنوات من الانقسام.
ومنذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، تحتجز حماس 4 إسرائيليين، بينهم جنديان هما أورين شاؤول وهدار غولدين اللذان لم يتضح حتى الآن ما إذا كانا على قيد الحياة، إضافة إلى اثنين آخرين هما، افراهام منغستو وجمعه أبو أمينة.
وتركز إسرائيل بشكل خاص على الجنديين سيما في ضوء تقديراتها بأنهما قتلا خلال الحرب، ولكن حماس ترفض الإفصاح عن مصيرهما حتى تفرج تل أبيب عن نحو 60 فلسطينيا اعتقلتهم عام 2014 بعد أن تم الإفراج عنهم في صفقة 2011.
وتعتقد أوساط فلسطينية أنه سيكون من شأن إبرام صفقة تبادل جديدة بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية، الإفراج عن المئات من المعتقلين المحكومين بالسجن المؤبد، ومن بينهم القادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، إلى جانب قيادات في حركة حماس مثل عبد الله البرغوثي وحسن سلامه.
ولكن تل أبيب تسعى بكل السبل من أجل استرجاع الإسرائيليين الأربعة دون دفع أي ثمن.
معلوم أن الحاخامات اليهود في العالم يتحركون بتنسيق مسبق مع الحكومة الإسرائيلية، مما يثير التساؤل عما إذا كانت إسرائيل تريد من خلال قطر وتأثيرها على حركة حماس الحصول على الإسرائيليين “كهدية مجانية”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اعلن الاحد الماضي احتجاز جثامين 5 شهداء قضوا في هجوم إسرائيل على نفق على الحدود مع قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، في بيان: ” الحكومة مكلفة بتحقيق مهمتين كبيرتين – الأولى هي الدفاع عن الدولة والأخرى هي بناء الدولة. نحن نقوم بهاتين المهمتين بآن واحد”.