أرشيف صحيفة البلاد

اغسل يديك بهتان من الحلم

اغْسلْ يديكَ بهتَّانٍ منِ الحلْمِ، بوابلٍ منِ الترانيم .
أنْتَ تعْشَقُها، لكنَّكَ ترْنو إلى زوايا الصوتِ المُضْمحلِّ في شرايينِ السؤال.
أنْتَ تعْشَقُها، فهيَ التي تمْتطي فرسًا منِ الضوءِ الكثيف.
أنْتَ تعْشَقُها، وتجعلُها محْرابًا منْ نورٍ، تمارِسُ فيهِ نافلةَ التواري خلْفَ عينيها.
هيَ منْ سكَنَتْ جزيئاتَ الأصيلِ، وبعْثَرَتِ الصوتَ في درجِ الغيمِ، وهيَ منْ نَقَشَتْ على جسدِ التوتِ أغْنيةً للبياضِ. واغْسلْ يديكَ بوابلٍ من الصلواتِ، وتغاريدٍ منِ البياضِ، بقوافلٍ منِ الشموسِ، بأناشيدٍ منِ العطورِ، وأكاليلٍ منِ الزهورِ.
أنْتَ تعْشَقُها، لكنَّ أقْنعةَ الشدْوِ تُحاصِرُ أسْئلةَ المتاهة.
أنْتَ تَتَنَفَّسُها ياسمينًا يهْطِلُ منِ العذوبةِ، وتَقْرؤها في مساحاتِ الوسنِ.
أنْتَ ترْمقُها، وترْعاكما أفئدةُ السماءِ، لكي تغْسِلا وجْدَ الخلودْ.
أنْتَ تورِقُ في ضلوعِها، وتلْوي ذِراعَ الحكايةِ لكي تصفَ أورَدتَها.
عشْقُكَ في أناملِها يغْسِلُ ما بقيَ منْ خطيئاتِكَ.
كنْتَ ترتِّبُ لها التُحَفَ وتعْزِفُ منْ أصواتِ الزجاجِ تقاسيمًا تحاكي فعْلَ خطاها المتوهجَّة.
كنْتَ تسْمعُها القصائدَ، وتَقْرأُ لها الرواياتِ، وتخْبرُها عنِ مشاهدَ مسْرحيَّاتِكَ التي كتبْتَها في صباك، وكنْتَ تغنِّي لها، وهيَ تمْسِكُ بخصلاتِ شعْرِها الملقاةِ على جبينِها، وتضَعُ سيلَ أنْفاسِكَ على صدْرِها.
حينما تمْسِكُ بسبَّابتِها، تلْعنُ الأقْلامَ، وتصْرَخُ في وجْهِ الأقلامِ، وتكْفرُ بالأقلامِ، ويصْبحُ حبْرُكَ شظايا على الأوراقِ.
أما زلْتَ تتوشَّحُ بالمجازَاتِ البعيدةِ منْ أجْلِها.
راشد القثامي