ينغمس القارئ في تأملات تمتد من أطياف الإدهاش وصولاً لأطراف الإحساس الدقيقة جداً فقط متى ماكان مخرج النص يخاطب الآخرين بلغة الحقيقة ؛ هكذا وبوصف عميق جداً من الإبداع تحاول الأنيقة أشواق القبساني أن تستهلك أكبر عددٍ ممكن من الإسقاطات والاستقطابات اللغوية الفريدة لتخرج لنا نصاً شهياً جداً بنكهة المطر …..المزيد من الاسترخاء مطلوب لاقتطاف دهشة هذا النص …
****
لِلْبَعْض حِكَايَات لا تُنْسَى مَع\" الكُل\" الوَطَن السُّمُو بِلاد الحُلُم المَنْفَى الحَيَاة وَاللاحَيَاة .
الْبَعْضُ يَحْتَاج لـــ التِقَاط أَنْفَاس يَسِيْرَة خَالِيَة مِن\"هُو\"لِلْمُضِي قُدُمًا
الْبَعْضٌ لا يَكِل ، لا يَمَل ،لا يّتُوَب ، وَلا يَرْحَم بَعْضَه الْمُتَبَقِّي
حِكَايَات الْوَاو لاتَنْتَهِي
لأنّ الذكرى تُطوقنا بأطواقِ الحنين ، ولأَنَّ الْحَنِيْن الْمُصَاب بِالتُّخَمة ,
يَرْفُض الانْصِيَاع ـ وَهَل يُقَاد الْحَنِيْن؟!!
وَلأَنَّ أَرْضَ الْحُلْمَ الْحَمْقَاء الْجَدْبَاء تَأْخُذ وَتَأْخُذ وَلَكِن لَم تُعْطِ يَوْمًا
وَلأَنَّ الْوُقُوْف مُسْتَمِر وَالانْتِظَار مُسْتَمِر
و
و
و
وَالابْتِسَامَة نَعَم
مَاذَا عَن الابْتِسَامَة نَفْسَهَا تَمَام؟!ا
كَانَت كَفِيْلَة بِإِطْعَامِ الْفَرَح لِلْقَلْب
رُؤْيَتِهَا تَجْعَلْنَا نُعَاوِد الانْصِيَاع لِلْوَطَن ، وَتَجْعَلُنَا نَهِز رُؤُوْسنَا لَه كالأطفال تَمَامًا
وَإِيْمَاءَات بِالْرِّضَا عَن كُل شَيْءٍ وَأَنَّ كُل شَيْءٍ عَلَى مَايُرَام رَغْم أَنَّ مَايُرَام بُعَيْدًا جَدَّا
وبنوايا الاختلاسِ نذهب في حالِ سبيلهم … بينما لم يذكروا ويتركوا لنا حال سبيل …
أَحْيَان ٌكُثُر
يَشْعُر الْبَعْض بِأَنَّه جُنُوْن يَلْبَس الْجُنُوْن
وَكَيْف لِصُدْفَة أَن تُهْلِكْنَا ؟!
كَيْف لَهَا أَن تَسْتَوْطِن الْقَلْبَ وما جاوره وَتُقَسَّم بِأَن لاتَعُمّرُه ؟!
كَيْف لَهَا أَن تَنْفِيْنَا ؟! وَ تَسْرِقُنا؟! تَأْخُذْنَا وَلا تُعِيِّدْنا؟!
مَا السِر الَّذِي تَحْمِلُه ؟! وَمَاهِي تِلْك الْقُوَّة الَّتِي تَمْتَلِكُهَا؟!
أَهِي نَفْس …؟!
لا إِجَابَة أَيَّهَا الْبَعْض .. عدا أسْئِلَة تَتَكَاثَر..
،،
البَعْضُ مُتْعَبٌ الْبَعْض تَوَقُّف عَن الْحُلْم مُؤَقَّتًا
الْبَعْضُ يَحْتَاج إِلَى أَوَكْسُجِيْنٍ خَالٍ تَمَاما مِن هُو الْكَل
علينا استبدال قلوبنا أولا بقلوب لا تعرف طريقًا للوطنِ…
للعيش مع أنفسنا بسلامٍ وبلا تناهيد ألم
وبلا ذكرى
لم تعُد الكلمات تُشفي ما في القلب …
وحتى أحرفنا تُجيد كسرنا في كل مرة…
نحنُ في الحقيقةِ لم نختار الكتابة ولا الحرف …هو القدرُ أن نكتب ونُجيد خطّ بعض التناقضات والمتاهات…..
ليس من السوء أن نُناقض أنفسنا ربّما هو أسلوبٌ جيدٌ للشفاءِ أحيانًا …
وكان لنا نصيبًا جيدًا من ذاكَ الجنونِ حتى إنّنا لازلنا نُفاخر به …..
بمُيُون الغائبين: يموت الكلامُ ، تُزهق ابتسامات الانتظار، تُغتال الأغاني على أطرافِ الشفاه ِ … تُصبح الكتابة هُنا جور لا أكثر…
حكايات الْوَاو لاتَنْتَهِي ….
بقلم / أشواق القبساني