أرشيف صحيفة البلاد

استوصوا بالنساء خيراً

• كثيرا ما يحزنني وضع البائعات السعوديات وهن في بسطات شعبية بسيطة، تحزن على وضعهن الذي لا يليق بهن ولا بمكانتهن.
• فهؤلاء كبار في السن وطاعنات في العمر لهن علينا حق كبير وعظيم، فهن بعد الله سبب وجودنا، وخادم الحرمين الشريفين دائما وأبداً يحض ويحرص ويؤكد على هذه الشريحة الغالية في المجتمع فقال ذات مرة ان المرأة هي أمي وهي أختي وزوجتي وهي ابنتي.
• فلماذا لا نهتم بوصية الملك الصالح العادل، أليست هذه الأم أو المربية أو المدرسة خرج منها أجيال وأبناء تجدهم الآن في الشركات الكبيرة والمؤسسات والأعمال الخاصة، يعملوا على خدمة المجتمع فأين رد المعروف وأين مقابلة الإحسان بالإحسان.
• نحن لدينا وزارة للشؤون الاجتماعية تتولى كل أمر يختص بهن، يقوموا بدور المساعد والمساند لهذه الفئة، خاصة منهم المطلقات والأرامل، وتصرف لهن معاشات شهرية، ولها ضوابط وشروط عند الصرف.
• في محافظة جدة لاحظت عدة مجمعات نسائية، يوجد بها سيدات سعوديات “عجائز” وهذه الكلمة المقصود بها عجزهن عن القيام بشؤونهن وليس كلمة تٌرمى بها وتتهم بقلة الحيلة.
• نحن من عجزنا عن تلبية رغباتهن وحاجتهن، فبعضهن يعشن حياة صعبة، فتجد من مات زوجها فخلف لها عدة أبناء، وتجد من مرض زوجها وهو مقعد الفراش، لا يستطيع القيام بدوره كأب، قاومن الظروف ولم ينتظرن، فبسطن ومارسن البيع في العراء وفي الهواء الطلق، يبعن الثياب والبخور والعطور، ويعملن على الخياطة والتطريز وذلك من صنع أيديهن الكريمة العفيفة.
• البسطات التي نراها ونشاهدها غير لائقة، وبحاجة إلى ترتيب وتنظيم من قبل أمانة مدينة جدة، ثم لماذا لم نقم بتوفير محال تجارية مستأجرة وبمبالغ رمزية ميسرة، أو يقوم أحد التجار السعوديون بإنشاء سوق شعبي مصغًر ومكيف ومجهز يحوي هن ويسترهن من الظروف المناخية المتقلبة من مطر وغبار وأتربة ويريحهن من عيون المارة ومشاغبات أهل الحارة.
• يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا في النساء خيرا.
• وهذه وصاية نبوية من خير الأنبياء والمرسلين، واجب علينا أن نتواصى ونتواصل معهن ونعمل على تذليل المتاعب والمصاعب.
جدة