دولية

استفتاء كردستان العراق.. حوار اللحظات الأخيرة

بغداد ـ فرانس برس

دخلت أزمة استفتاء إقليم كردستان للانفصال عن العراق، مرحلة الترقب والحذر عشية الاستفتاء، وذلك بعد سلسلة من إجراءات التصعيد المتبادلة في ظل مواقف متشددة من قبل طهران وتركيا ووصول بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أربيل. فمن المقرر أن يتوجه أكثر من 5 ملايين مواطن في إقليم كردستان ، اليوم الاثنين، إلى مراكز الاقتراع للتصويت على انفصال الإقليم عن العراق، في استفتاء أثار جدلًا محليًا وإقليميًا ودوليًا.

ومع دخول القوى الإقليمية والعالمية كافة على خط إقناع قيادة الإقليم بتأجيل الاستفتاء، شهدت الأيام الماضية مبادرات دولية لثني رئيس الإقليم مسعود بارزاني عن الاستفتاء لكن دون جدوى. ومن وجهة نظر بارزاني، فإن الاستفتاء “مجازفة”، لكنه اعتبره “أفضل من العيش تحت حكومة دينية طائفية”، في إشارة منه إلى التحالف الشيعي الحاكم في البلاد.

وشهد الإقليم ،امس “الاحد” أجواء ترقب وحذر في العاصمة أربيل ومدن السليمانية ودهوك، وسط أنباء عن إغلاق مطار أربيل الدولي تحسبًا لأي طارئ، خاصة مع صدور التهديدات العسكرية من قبل تركيا وإيران.

في حين قامت حكومة بغداد بنشر مزيد من القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي على حدود كركوك، فيما شوهدت قوات الأمن الكردية تنتشر في المراكز التجارية العامة والشوارع الرئيسة. ومن المتوقع أن تعلن الجهات الرسمية في الإقليم، عطلة رسمية، لإعطاء فرصة للموظفين الحكوميين البالغ عددهم نحو مليون و400 ألف موظف للتصويت، فضلًا عن تخفيف الزحام في الشوارع والطرق العامة.
وأعلنت مفوضية الانتخابات في كردستان، عن أن “عدد المراقبين الدوليين الذين سيراقبون الاقتراع بلغ 136 فريقًا، سجّلوا أسماءهم لمراقبة العملية ،وذلك بعد بدء عملية التصويت في الخارج”.

ويرى مختصون في الشأن الكردي، أن “نتيجة الاستفتاء ستكون بنسبة 75% لصالح الانفصال، خاصة مع استغلال القادة الكرد حلم الدولة القومية للترويج للاستفتاء، ورغم أن هذا الإجراء لا يعني الانفصال النهائي عن العراق، لكنه الخطوة الأولى نحو تأسيس حلم الدولة الكردية”. وبعد الاستفتاء من المقرر أن تبدأ جولة مفوضات بين الإقليم وبغداد، حيث قال بارزاني: “نستطيع التوصل إلى اتفاق مع بغداد بشأن الاستقلال والحدود والمياه والنفط والغاز بإشراف المجتمع الدولي، وأن نصبح جيرانًا متعاونين بدون أي خلافات،

ويمكننا الانتظار حتى عام أو عامين واطلقت السفارة الأميركية في العراق، تحذيرا للرعايا الأميركيين من اضطرابات محتملة أثناء الاستفتاء على استقلال كردستان العراق المقرر، الاثنين وذكر تحذير السفر: “يجب على المواطنين الأميركيين تجنب السفر إلى أو داخل المناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق”.

ويأتي التحذير بعدما أعلنت الخارجية الأميركية، “معارضتها بشدة” للاستفتاء المقرر، وحثت الزعماء الأكراد العراقيين على الدخول في مفاوضات مع الحكومة العراقية بدلا من ذلك. ويعتزم إقليم كردستان إجراء استفتاء على “استقلاله” عن العراق اليوم الـ 25 من سبتمبر على الرغم من تحذير بغداد بأن ذلك مثل “اللعب بالنار”، وإعلان الولايات المتحدة أنه يمكن أن يقوض القتال ضد مقاتلي تنظيم داعش.

وفي السياق، أبدى مجلس الأمن الدولي معارضته للاستفتاء، محذرا من أن هذه الخطوة الأحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار ومجددا تمسكه بـ”سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه”.
وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15 أعرب مجلس الأمن عن “قلقه ازاء التأثيرات المزعزعة للاستقرار التي قد تنجم عن مشروع حكومة إقليم كردستان إجراء استفتاء بصورة أحادية الجانب الأسبوع المقبل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *