عبد المنعم إبراهيم خضر
احترام الناس واجب يقتضيه الشرع الحنيف ,وهو شيء متبادل – احترم الناس ليحترموك – وأوجه ذلك كثيرة أهمها مراعاة مشاعر الآخرين , ونحن في زماننا هذا أحوج ما نكون لذلك.
أفضل خلق الله عليه الصلاة والسلام , يركب طفل على ظهره وهو ساجد فلا يرفع رأسه.. ويقول: (كرهت أن أعجله). مراعاة المشاعر حتى مع الصغار.
جاء في الحديث الشريف :(لا تديموا النظر إلى المجذومين) .. لأن ذلك يؤذي مشاعرهم ..وجاء في الحديث النبوي أيضا : (لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى أحدكم خادمه بطعام فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين) مراعاة لمشاعره.
أخذ بعض الصحابة فرخي طائر فجاء يرفرف جناحيه , فقال النبي عليه السلام: ( من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها) مراعاة لمشاعرها.
قال نبي الله يوسف (إذ أخرجني من السجن) ولم يقل: أخرجني من الجب مراعاة لمشاعر اخوته وهم الذين رموه في البئر.
لما تاب الله عز وجل على كعب بعد تخلفه عن غزوة تبوك .. ودخل المسجد قام إليه طلحة بن عبيد الله مهرولا ومهنئاً واحتضنه تقديرا واحتراما لمشاعره . فقال كعب : لا أنساها لطلحة.
قال عطاء بن أبي رباح عالم أهل الحجاز وفقيههم الأوحد في زمانه : (إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد). مراعاة لمشاعره.
كان لبعض القضاة جليس أعمى وكان إذا أراد أن ينهض يقول: يا غلام اذهب مع أبي محمد – يقصد الرجل الأعمى – ولا يقول: خذ بيده.. مراعاة لمشاعره.
(لا يتناجى اثنان دون الآخر).. فإن ذلك يحزنه. وما أكثر مثل هذا الفعل في زماننا الحاضر.
(عرَّف بعض الشيء وأعرض عن البعض الآخر) مثل هذا الإغضاء أدب يعجز عنه أولئك الذين يسارعون في الكره وخدش القلوب
حتى الذبيحة لا تذبح أمام أختها ولا تحد السكين أمام ناظرها وتذبح بإحسان مراعاة لمشاعرها .