جدة ــ وكالات
شهدت الغوطة الشرقية حالة من العنف “الهستيري” خلال الـ24 ساعة الماضية ما جعلها تسجل أكبر حصيلة قتلى عن يوم واحد خلال قرابة الثلاثة أعوام بأكثر من 250قتيل ومئات المصابين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
بينما فقد نحو 20 طفلًا على الأقل أوراحهم بفعل قصف النظام والغارات الجوية على المدينة السورية، وهو ما قال عنه النشطاء والسكان الوقوع تحت “قصف متواصل”.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع حصيلة القتلى على المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق إلى 250 شخصًا.
وقال المرصد أن هذا أكبر عدد من القتلى يسقط خلال 48 ساعة منذ هجوم كيماوي في 2013 شنه النظام السوري على المنطقة المحاصرة أودى بحياة المئات.
وقال المرصد ، إن قصفاً من قبل طائرات حربية تابعة لقوات النظام السوري استهدف مناطق في الغوطة الشرقية.
وأضاف المرصد أن القصف استهدف مدينة سقبا بالبراميل المتفجرة، ومناطق في بلدة كفربطنا، سبقها قصف بأكثر من 105 صواريخ أطلقتها قوات النظام على بلدات حزرما والنشابية وأوتايا في منطقة المرج، كما قصف مروحيات النظام مناطق في مدينة عربين بـ 4 براميل متفجرة، عقبهما قصف بدفعتين من الصواريخ على المدينة ذاتها.
وأشار المرصد إلى أن “طائرات يعتقد أنها روسية أغارت على مناطق في بلدة حزة ومدينة زملكا، فيما قصفت قوات النظام حزرما وأوتايا والنشابية بنحو 100 صاروخ، وتسبب القصف الجنوني المتجدد، بمقتل 5 مدنيين بينهم طفلان في بلدة كفربطنا، وإصابة نحو 200 آخرين في كل من عربين وعين ترما وكفربطنا وسقبا، ولا تزال أعداد القتلي مرشحة للارتفاع، بسبب وجود مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف ووجود جرحى بحالات خطرة”
بدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، عن “قلقه العميق” من تصاعد العنف في الغوطة الشرقية في سوريا.
وحض غوتيريس جميع الأطراف على التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن “الأمين العام يشعر بقلق عميق من تصعيد الوضع في الغوطة الشرقية والأثر المدمر لذلك على المدنيين”. ولم تسلم مستشفيات المنطقة من القصف الذي طال، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، 6 مستشفيات. وقد خرج 3 منها عن الخدمة، فيما بقي مستشفيان يعملان جزئياً.
وقال دوغاريك إن “نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية”.
وأضاف أن سكان الغوطة الشرقية، الذين تحاصرهم القوات النظامية السورية، “يعيشون في ظروف قاسية، بما في ذلك سوء التغذية”.
وأشار غوتيريس إلى أن الغوطة الشرقية هي إحدى مناطق خفض التوتر مذكراً جميع الأطراف “بالتزاماتهم في هذا الصدد”.
يأتي ذلك فيما تتواصل المفاوضات في مجلس الأمن حول مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً للسماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة وبإجراء عمليات إجلاء طبي.
وتأتي الزيادة في أعداد القتلى وسط تقارير حول توغل وشيك للنظام بالمنطقة الواقعة خارج دمشق التي يسكنها 400 ألف مدني، وقتل أكثر من 700 شخص خلال 3 أشهر، غير متضمنة أعداد الذين فقدوا أرواحهم الأسبوع الماضي.
وكان من المفترض أن تكون الغوطة الشرقية واحدة من مناطق خفض التصعيد التي تضمنها اتفاق العام الماضي. نظريًا، يشار إلى مثل هذه المناطق على أنها مناطق آمنة، وهي المناطق التي يفترض أنه يمكن للمدنيين العيش بها بدون أن يصبحوا هدفًا لأي طرف مشارك بالحرب السورية.