طهران – وكالات
حدد مسؤول إيراني السيناريو في يونيو حزيران ..ايران لن تعطي إجابة بالقبول او الرفض لكنها سترسل \" ردا قابلا للمناقشة \" على عرض للقوى العالمية لإنهاء نزاع بشأن طموحاتها النووية .
وطبق السيناريو بحذافيره مما أثار إحباط الغرب الذي رسم الخط الدرامي الخاص به والذي سيظهر به على المسرح الدبلوماسي وهو فرض عقوبات إضافية من الأمم المتحدة اذا لم توقف ايران أنشطتها النووية التي يخشى أن يكون هدفها إنتاج قنابل نووية .
لكن من الآن فصاعدا قد تتكشف أحداث الدراما بالحركة البطيئة . وقال دبلوماسي غربي إن الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا اتفقت بعد الاجتماع مع رئيس فريق التفاوض الإيراني في جنيف في 19 يوليو تموز على أن أي رد على عرض الحوافز خلافا لموافقة واضحة سيعتبر رفضا .
وكان خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي والذي يمثل القوى الست قد طرح فكرة التجميد مقابل التجميد اي لا عقوبات إضافية من الأمم المتحدة وفي المقابل لا تقوم إيران بتركيب مزيد من أجهزة الطرد المركزي وذلك لإغراء طهران بخوض محادثات رسمية . ولم تعلن إيران قبولها بهذا .
لكن من المستبعد أن تتخذ خطوات بشأن الجولة التالية من عقوبات الأمم المتحدة قبل سبتمبر ايلول وسيتعين عليها تجاوز روسيا والصين اللتين خففتا من حدة التقارير الثلاثة السابقة منذ عام .2006
وحتى اذا واصلت طهران بناء قدرتها على تخصيب اليورانيوم بأقصى سرعة والذي تؤكد أنه مكرس لتوليد الكهرباء يقول دبلوماسيون إن اعتماد قرار جديد بفرض عقوبات قد يستغرق شهورا طويلة . واستغرق الأمر من الاتحاد الأوروبي خمسة أشهر لتطبيق القرار الأخير بموجب قانون الاتحاد .
وتظهر اسرائيل الدولة التي تقول إنها الأكثر خوفا من ايران النووية بوادر على نفاد صبر متزايد .
وقال محلل إيراني إن الزعماء الإيرانيين \" يمارسون تكتيكات معطلة …إنها لعبة خطيرة التي يلعبونها .\"
وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز الجنرال السابق الذي يخوض حملة ليصبح زعيما لحزبه ورئيسا للوزراء ان الحرب مع ايران ربما تكون \" لا مفر منها \".ويعتقد اسرائيليون آخرون أن الضربات خيار مطروح .
وذكر خبراء أن اسرائيل التي يفترض على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة بالشرق الأوسط ربما تكون غير قادرة على ضرب جميع المواقع النووية الإيرانية المتفرقة لكن هذا قد لا يمنعها من المحاولة . وقال دبلوماسي غربي بارز في ايران عن احتمالات
أن تشن اسرائيل ضربات ضد ايران \" أحد الأمور التي أعلمها بشأن العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل هو أن الإسرائيليين لا يطلبون الإذن للقيام بالأمور .\"
وذكر مسؤول بالاتحاد الأوروبي أن الأوروبيين كانوا يأملون أن تقبل إيران التجميد \" لضمان عدم حدوث قصف \" قبل رحيل الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي لم يستبعد القيام بعمل عسكري . وربما كان من شأن ذلك أيضا أن يدخل خليفته في محادثات .
وتفويت هذه الفرصة قد يعكس ثقة ايران في أن المجازفة بشن هجوم أمريكي في عهد بوش ضئيلة . وكثيرا ما يقول قادة ايرانيون إن اسرائيل لن تتجرأ على شن غارات .
وتحذر ايران من أنها ستشن اذا هوجمت أعمالا انتقامية ضد اسرائيل وأهداف امريكية وممرات لشحن النفط بالخليج وهو التصعيد الذي يرجح أن يرفع أسعار النفط لتتجاوز المستويات القياسية التي وصلت اليها الشهر الماضي حيث بلغ سعر البرميل 147 دولارا . لكن الهدف الفوري قد يكون أبسط .
قال علي أنصاري من جامعة سانت اندروز ببريطانيا \" ما يوده الإيرانيون هو الانتظار الى أن يرحل بوش .\"
وربما تكون إيران تأمل في فوز باراك اوباما لينفذ وعوده بمزيد من التقارب . لكن محللين يقولون إن المسؤولين يراقبون الوضع بحذر مع ازدياد نبرة اوباما حدة بمرور الوقت .
وتقول ايران التي تدفقت عليها عائدات النفط الوفيرة إنها تستطيع التعايش مع مزيد من العقوبات وهي وجهة نظر يتفق معها المحللون على المدى القريب وإن كانوا يتوقعون أضرارا على المدى الطويل مع تزاي العزلة .
وقال دبلوماسي اوروبي في ايران \" حين يقول الناس إن العقوبات لا تضر فإن هذا ببساطة غير صحيح . فعلى الرغم من أن النطاق محدود جدا فإننا اذا أضفناها الى العقوبات الأحادية الجانب من الولايات المتحدة والإجراءات التي قرر الاتحاد الأوروبي اتخاذها …فإن هذا لن يكون عديم الأثر .\"
ويشكو مسؤولون إيرانيون من صعوبات في التجارة حيث وقعت عقوبات امريكية وعقوبات من الأمم المتحدة على بنوك تجارية إيرانية . كما أن اتخاذ بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة خطوة جديدة لاستهداف البنك المركزي الإيراني بما لديه من سيولة
ضخمة قد يجعل الحياة اكثر صعوبة .
وتبحث ايران بشكل متزايد عن شركاء في اسيا المتعطشة للطاقة . ومع امتلاكها لثاني اكبر احتياطي للنفط والغاز على مستوى العالم فإنها تدرس صفقات جديدة للطاقة مع الصين وروسيا في ما يعتبره البعض محاولة لفصلهما عن القوى الغربية .