أرشيف صحيفة البلاد

اتهام كابتن انكلترا بسرقة مجوهرات

إعداد- محمود العوضي

مازلنا نبحر ونستعرض أهم الغرائب والطرائف والنوادر التي صادفت وحدثت في كأس العالم الممتد تاريخه منذ 1930 حتى اليوم، مقدمين مجموعة من القصص الطريفة التي صاحبت البطولة على مر السنين.

نهائيات المكسيك “1970”
– أسوأ ما حدث في التصفيات التمهيدية، هو حرب بين السلفادور وهندوراس؛ بسبب أزمة الحدود بين البلدين، تم على إثرها قطعُ العلاقات الدبلوماسية بينهما، وجاءت بطولة كأس العالم، لتزيد الفتنة التي تسببت أخيراً في اندفاع السلفادوريين إلى أعماق أراضي الهندوراسيين منتهكين بذلك جميع الأعراف الدولية. وتمَّ قطعُ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وظنَّت الحكومة السلفادورية أنَّها قادرةٌ على إلحاق هزيمة نكراء بهندوراس، مثلما فعل منتخب الكرة، عندما هزم نظيره منتخب الهندوراس في المباراة الفاصلة والحاسمة.

وذكرت بعض التقارير غير المؤكدة أن عدد القتلى من الجانبين تجاوز العشرة آلاف قتيل والآلاف من الجرحى والمصابين، علماً أن هذه الحرب الدامية لم تستمر سوى 72 ساعة فقط.
– ومن المفارقات الطريفة التي سبقت انطلاق النهائيات، قصة اتهام بوبي مور كابتن منتخب انكلترا بسرقة بعض المجوهرات الثمينة من أحد محلات الصاغة في العاصمة الكولومبية، بوغوتا، وتم حجز مور لأربعة أيام على ذمة التحقيق، وأُخلي سبيلُه لاحقاً لعدم توفر الأدلة الكافية لثبوت التهمة عليه، وركب الطائرة للَّحاق بالمنتخب الإنكليزي الذي سبقه في الرحيل إلى المكسيك للدفاع عن لقبه.

– جمعت قرعة نهائيات 1962 منتخبي المغرب وتونس، ولم يفلح أي من الفريقين في إلحاق الهزيمة بالطرف الآخر؛ مما توجب إجراء مباراة فاصلة.
وفشل الطرفان في حسم نتيجة المباراة التي انتهت بتعادل الفريقين، ولم يكن أسلوب الضربات الترجيحية مستخدماً في ذلك الوقت؛ ما توجب إجراء قرعة بقطعة معدنية لتحديد الفريق المتأهل للدور الثاني من التصفيات، ووقف الحظ إلى جانب المغاربة وأقصيت تونس من التصفيات.

وبعد ثماني سنوات تكرر الموقف مرة ثانية أثناء تصفيات إفريقيا للتأهل لنهائيات المكسيك، وفشل الفريقان في حسم النتيجة وتطلب الأمر الاحتكام مرة أخرى إلى القطعة المعدنية التي عبدت طريق النهائيات للفريق المغربي، الذي استغل الحظ واستطاع تأمين ظهوره لأول مرة للأدوار النهائية.

– قبل ثمانية أشهر من انطلاق البطولة ضرب زلزال مدمر البلاد التي كانت تئن تحت وطأة الديون الاقتصادية، ورغم كل شيء تماسكت البلاد التي أصبحت أول دولة تنظم كأس العالم مرتين في أقل من 20 عاماً؛ بعدما اعتذرت كولمبيا عن استضافة البطولة قبل 3 سنوات من موعد إقامتها.

عندما ضرب زلزال مدمر معظم المدن المكسيكية قبل بدء المنافسات النهائية بأشهر معدودة، واجه سكان العاصمة صعوبة ملحوظة في إخلاء المباني العامة في الوقت المناسب لعدم صلاحية معظم منافذ الخروج الاضطراري.

أما إداريو ملعب الازتيك فقد أكدوا أن بوسعهم تفريغ مدرجات الملعب من الجمهور بأقل من 12 دقيقة علماً أن سعة الملعب تقدر بأكثر من 100 ألف متفرج. ولم تثبت التجربة مدى مصداقية الإداريين، ولحسن حظ الجمهور الرياضي أن الأرض لم تهتز من تحتهم أثناء النهائيات فلم يجربوا منافذ الخروج الاضطراري للملعب التي يزيد عددها عن 100 منفذ.

– بعد 55 ثانية من مباراة اسكتلندا والأوروغواي، طُرِد لاعب المنتخب الثاني خوسيه باتيستا، بعد خطأ على الأسكتلندي غوردون ستراكان، وهذه أسرع حالة طرد في تاريخ كأس العالم.
– حارس إيرلندا الشمالية بات غينينغر، أعلن اعتزاله بعد المباراة التي خسرتها بلاده أمام البرازيل 0-3 وكانت مباراته الـ 119 دولياً، وهو احتفل في ذلك اليوم بعيد ميلاده الـ 41!.

– بعد خسارة البرازيل أمام فرنسا، واعتبرتها إحدى المجلات الإيطالية مباراة تاريخية تحفظ في السجلات توفي ستة برازيليين نتيجة أزمات قلبية، وقتل آخر طعناً على يد معلق تلفزيوني في أحد بارات الريو، كما حاول أحد الأشخاص الانتحار لكنه أنقذ لاحقاً، كما اضطرت فرق الإسعاف للمشاركة في أكثر من 2000 عملية إنقاذ.
– الأرجنتيني مارتشيللو تروبياني هو بطل العالم الذي لعب أقل عدد من الدقائق ليحرز كأس العالم، فهو لعب دقيقتين طوال المونديال، وكانتا هما الدقيقتان الأخيرتان من المباراة النهاية بين الأرجنتين وألمانيا الغربية “3-2”.

نهائيات ألمانيا الغربية “1974”
– وفقاً لأسلوب التصفيات فقد أسفرت المرحلة الأولى من التصفيات عن ترشيح منتخبي الاتحاد السوفيتي وتشيلي إلى المباراة الفاصلة للتنافس على مقعد واحد في النهائيات، في مباراة الذهاب التي جرت في موسكو تعادل الفريقان بلا أهداف، وبات موقف الفريق السوفيتي صعباً للغاية، وبينما كان الجميع يتلهف لموعد المباراة الحاسمة التي كان من المقرر إقامتها على الملعب الدولي في سانتياغو، هدد السوفيات بالانسحاب من المباراة في حالة عدم تغيير الملعب على أساس أن أرضية الملعب جرت عليها عمليات إعدام جماعي ضد بعض المناهضين للنظام. لم يكترث الاتحاد الدولي ونظيره التشيلي لادعاءات السوفيات، وفي موعد المباراة نزل لاعبو المنتخب التشيلي إلى أرض الملعب، وأطلق حكم المباراة صافرة البداية وسجلت تشيلي هدفاً في المرمى السوفيتي الخالي ليعلن الحكم إلغاء المباراة، واعتبار تشيلي الطرف الفائز في المباراة.

– كانت البطولة بداية عصر انفتاح لكرة القدم على عالم الأموال والثروة؛ ولهذا طالب اللاعبون بزيادة مخصصاتهم المالية، ووصل الأمر حده عند الفريق الألماني الذي كاد أن يضرب لاعبوه احتجاجاً على عدم تلبية متطلباتهم المالية، وقد لعب الكابتن فرانس بيكنباور دوراً هاماً في حل المشكلة بعدما قرب وجهات النظر بين الاتحاد واللاعبين.

– كان من المقرر أن تستضيف ألمانيا مونديال 1942، لكن الحرب العالمية الثانية حالت دون ذلك، وتأخرت الاستضافة 32 عاماً، وسبق لألمانيا الغربية أن استضافت الألعاب الأولمبية في ميونخ قبل عامين.

– كان معدل جمهور هولندا في مبارياتها عشرين ألف متفرج في المباراة الواحدة، عدا المباراة النهائية التي لم يجد فيها الهولنديون سوى سبعة آلاف مقعد بين الـ 75 ألف ألماني.
– قبل كأس العالم، أجرت مجلة كيكرز استطلاعاً للرأي شارك فيه 2000 ألماني، حول الدول المرشحة للفوز، ونالت بولونيا حوالي العشرين صوتاً فقط، لكنها طبعاً كانت تستحق أكثر بعد احتلالها المركز الثالث.

– فشلت البرازيل في إحراز الكأس “أحرزت المرتبة الرابعة” ما جعل الصحافة البرازيلية تنعت لاعبي المنتخب بـالخونة والغشاشين والضائعين!.

– المنتخب الأسكتلندي، كان الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة في المونديال، ولكن الأسكتلنديين خرجوا من الدور الأول، بعد حلولهم في المرتبة الثالثة بفارق الإصابات عن البرازيل ويوغوسلافيا “حصلوا جميعا على 4 نقاط” في المجموعة الثانية!.

– منتخب التشيلي حظي بحماية أمنية قصوى، خوفاً من تعرضه لاعتداءات من قبل مناهضين لنظام الديكتاتور بينوشيه في التشيلي، كما تعرض المسؤول التقني في الفريق لويس ألامُس لنوبة سكري قوية، أدت إلى عودته إلى البلاد.