عبد الله الشيخي
أكثر ما كنا نختلف فيه مع رئيس اتحاد كرة القدم السابق، الخلوق والوقور أحمد عيد، ابتعاده تماماً عن قضايا الأندية مع لجان الاتحاد المختلفة ـ وكأنّ الأمر لا يعنيه ، ما ساهم في خلق فجوة كبيرة بين الأندية ورئيس الاتحاد.
خلال أربع سنوات، هي عُمر الاتحاد السابق، لم نشعر بالاتحاد ورئيسه إلاّ في آخر أيامه، وبالتحديد مع منتخبنا الأول، والمنتخبات السنيّة، فيما كان الدوري والمسابقات وقضايا الأندية، هي من صلاحيات اللجان المتعددة .
إن المنظور التنظيمي يعرّف الإدارة على أنها إنجاز أهداف تنظيمية من خلال الأفراد وموارد أخرى، وبتعريف أكثر تفصيلا للإدارة يتضح أنها أيضا إنجاز الأهداف من خلال القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية وهي “التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة”.
وهنا يتضح أن الإدارة علم كبير وواسع، فهناك “فن الإدارة”، و “علم الإدارة”، ولكن أفضلها بلا شك هو “مهارة الإدارة”، والتي تمنح الصلاحيات، ولكنها تراقب عن بّعد، وقد تتدخّل في بعض الحالات، وقد يصل الأمر إلى نزع تلك الصلاحيات الممنوحة لمن ثبت إخلاله بالعمل !
ولا يعني ذلك بكل تأكيد، أن الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم، يفتقد للإدارة، بل على العكس من ذلك، فهو أستاذ في الإدارة، ولديه خبرات عملية تراكمية، غير أنه أراد أن يطبق مفهوم الإدارة التي يفضّلها، فخذلته، وخذله من كان يعمل معه في تلك اللجان !
غادر الاتحاد السابق، وجاء اتحاد جديد برئاسة عادل عزت الفائز بالانتخابات الأخيرة، كثاني رئيس منتخب، ليجد الكثير من الملفات التي تنتظر اطلاعه عليها، هذا عدا الكثير من القضايا السابقة والحالية والآتية، ومن خلف ذلك وسط رياضي يراقب خطوات “الرئيس” وقراراته !
ولعلّ أول هذه القضايا، قضية الفتح والقادسية المتنازعان على اللاعب البرازيلي “إيلتون”، فبين رافض لعودته للدوري السعودي، وآخر يرى أن النظام يقف في صفه، وأن تسجيله هو مسألة وقت، وبين هذا وذاك جاءت لجنة الاحتراف لتفتي في الموضوع !
كنت أخشى أن تكتب لجنة الاحتراف بداية النهاية لاتحاد “عزت”، وتلحقه باتحاد “عيد”، لولا أن رئيس الاتحاد الحالي تدخّل ووجّه بتشكيل فريق عمل مكوّن من أمين عام اتحاد الكرة، ورئيس لجنة الاحتراف لدراسة هذه القضية، وبحث كافة تفاصيلها، والرفع له في مدة أقصاها أسبوع.
إنها في نظري بداية جيدة للاتحاد الجديد، قد تعيد الثقة بين الأندية واتحاد كرة القدم، والتي كانت قد وصلت إلى أدنى مستوياتها مع لاتحاد السابق، وهذا ما لا نريده، ولا يريده رئيس اتحاد كرة القدم، لا سيما وأنه يعلم أن الأندية هي محور نجاح الاتحاد .
لقد جاءت الفقرة الأخيرة في بيان الاتحاد السعودي لكرة القدم الأخير الخاص بقضية اللاعب إيلتون، لتؤكد على ما يجب أن يكون عليه اتحاد كرة القدم، والتي أعتبرها “وثيقة عمل”، متى ما نجح الاتحاد ورئيسه في تطبيق ما احتوت عليه من رؤية وتنظيم.
وتابع البيان: ” يؤكد الاتحاد السعودي لكرة القدم حرصه على حقوق جميع الأندية واللاعبين بما تكفله أنظمة وقوانين رياضة كرة القدم، مشدداً على اهتمامه وعنايته بقضايا الأندية الرياضية الداخلية والخارجية ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع لما فيه مصلحة الكرة السعودية”.
•صدى :
لا يغرنك ارتقاء السهل، إذا كان المنحدر وعراً.
@abdullahshaikhi