جدة ــ البلاد
هل شاهدت يوما مبنى مغطى بالقصدير؟ .. هذا ما حدث فعلا في “رباط الخنجي” المبنى التاريخي الشهير في جدة، الذي تم لفه كاملا بالقصدير على يد الفنان السعودي عبد الله العثمان، كوسيلة فنية فريدة لاسترجاع الذاكرة الجماعية للمكان والتاريخ في محاولة رمزية لتوصيف حالة البيت التاريخي التي تجمدت عبر الوقت، بعد أن كان مسرحاً لأكثر من 200 سنة لحركة إنسانية واجتماعية عظيمة، لكنها تلاشت مع مرور الزمن.
وقال العثمان لـ “العربية” أنه تم اختيار مادة القصدير، لأنها مادة مقاومة للتغير وحافظة، مبينا أن هذا العمل إشارة للانتباه لهذا الموروث، ولهذا التاريخ الذي بدأ يتلاشى مع مرور الوقت، مبينا أن عملية التغليف بمثابة عملية “قسطرة القلب” التي تنعش هذا المكان وهذا الموروث، من خلال إثارة شغف الناس وفضولهم.
وعن سبب اختيار “رباط الخنجي” للقيام بالقصدرة، قال العثمان إن هذا المكان شهد منذ مئات السنين حركة إنسانية واجتماعية عظيمة، حيث تعتبر الأربطة أحد أهم الأعمال الإنسانية بالمنطقة، وكان لها دور تاريخي بارز في المجتمع، إذ كانت مأوى للحجاج والمعتمرين وعابري السبيل وسكن للفقيرات، وبالتالي اختيار هذا المكان، نابع من أهمية العودة لهذا الإرث العظيم والطراز المعماري، والحاجة للبحث عن تاريخنا.