..للشاعرة – إيناس عبدالله
إن رحلت ايها التراب
فاطوِ صفحة الحكايا
عن أثر خطواتي في مواكب العابرين
وأعلن قيامة الغياب
إن رحلت يا شجرة الإجاص
فلا تسقطي ثمارك المعسولة
الإ في الأفواه المرة
فهم تركتي الحزينة لك
ان رحلت يا مقبرتنا
فليسطع برود رخامك تحت الشمس المذهبة
مخبئا همسات الموتى
لسيقان البنفسج
فقد عبأتها بالأسرار
ان رحلت يا امي
فدعي سريري على حاله
فلن تجد شفاهك جبيني
لكن هناك ينام ظلي
فلا توقظيه الأ للحب
فقد يطرق نافذتي
في غيابي ليقول
لا فرسان في العالم
بل قراصنة اجسادهم من خشب
وأرواحهم من أشرعة
فلا تنتظر عودة المستحيل
ان رحلت يا اختي
فاحم جديلتك الشقراء
من أكف الصبيان
فلن أكون هناك لأبكي
اتركوها !
ان رحلت يا أخي
فاحم قلاع رملنا من ولع الموجات
وتشبث بمعطفنا المشترك
فهو محظوظ في الثلج
ان رحت يا بيتنا
فلا تتأرجح عند هاوية الوادي
عش بثبات
ومت بثبات
ولو أرقتك الجهات
وشرور الزوبعة
ان رحلت
فخذ قلبي قبل أن اذهب
فهو لم يهبني لغير الصيادين
واشباه طرائد عاشقة
ان رحلت يا بوينغ
فترفقي بروحي التي ستقطع مسارك
حانقة مجنونة بين الغيم والهلع
ولا تتحججي
مطبات هوائية
انها ارواحنا تسحبك للوراء
لكنك عنقاء قوية
ونحن قطاع طرق الرحيل
نحو الأساطير الجديدة
ان رحلت أيها الرحيل
فعد بي
لدمعة امي
اريد ان امسحها
قبل أن اذهب الى دموعي أنا !