جدة

إنه زمان الفسيفساء

م/ شاهر محمد رقام

ليس غريباً أن يتبنى أحد المنتجين فتاة لا تملك سوى مسحة من جمال وغنجاً تتلوى به أمام المشاهدين لتصبح نجمة القنوات ويرتفع أجرها فتغدو من الأثرياء المشاهير في عدة أعوام ويصبح أجرها في حفلة واحدة أكثر من أجر مهندس أو طبيب في عام كامل، أرزاق.
ليس غريباً أن يصبح فتى لا يملك من المؤهلات سوى صوت جميل أن يصبح في غضون أعوام قليلة بلبل الفضائيات وهدهد قنوات إف إم. أرزاق.
ليس غريباً أن يرزق الله إمرأة لو نظر إليها أمير الشعراء وسمعها لوصفها قائلاً:
الصوتُ رُزِقْتِ بمُنْكَرِهِ
والقُبحُ حَوَيْتِ أكْثَرَهُ
قَسَماً لو كنتِ مُعاشِرةً
أحداً، فالموتُ سَيُسْعِدُهُ
فتصبح هذه المرأة كروانة الفضائيات. نعم كل هذا ليس غريباً فسبحان العاطي الوهاب.
ولكن الغريب أن يقوم بعض الإعلاميين بتبني هؤلاء وتقديمهم للواجهة على أنهم أصحاب فكر وحكمة. غريب أن نرى هؤلاء في المقدمة والعلماء والمهندسون والأطباء يقبعون في المؤخرة.
غريب أن يخرج علينا هؤلاء ليقنعونا أنهم يتعبون وأن مهنتهم صعبة ومرهقة وكأنهم يعانون أكثر من العمال الذين يكدحون من الفجر إلى العصر تحت أشعة الشمس المحرقة وفي ظروف قاسية. إنه حقاً زمن ال فسي فساء.
يا أُهيلَ البثِ من أهلِ الفضا
ما الهزالُ الذي أنتم به
ضقتُ ذرعاً على رحب الفضا
لا أبالي هزلهُ من جدهِ
فأعيدوا عهد فنٍ قد مضى
تعتقوا قلبيَ من سُقْمِِهِ
م/ شاهر محمد رقام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *