الأرشيف شذرات

إنها طيبة الطيّبة …!!

ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، خرج من مكة ، إلى أين يتجه ، اين الملجأ بل أين الملتجأ ، قلبه يحترق ألماً ممن خذلوه ، ولنصرة حق آذوه .
وجاء القرار الحاسم
إلى المدينة يتجه أبا القاسم .
وتنقضي الأيام تلو الأيام ، إلى ان ابصر أنوار طيبة ، داعياً المولى أن ينصروه وهوَ لا يعلم انهم بشغفٍ ينتظروه .
يترقبون الساعات تلو الساعات .
يصعدون إلى الجبال يترقبون إطلال رسول الرحمات .
سمعاً أحبوه دون أن يروه فكيف إذا رأوه ؟
وأخيراً هلت البشرات بمقدمِه ، خرجت المدينة بصغيرها وكبيرها ليستقبلوا من أرسل رحمةً للعالمين .
البشير النذير والسراج المنير ، وصدحوا مرحبيين :
طلع البدر علينا ، من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ، مادعا لله داع
أيها المبعوث فينا ، جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة ، مرحباً ياخير داع
أضافت هذه الكلمات ، ورونق تلك البسمات ، برداً وسلاماً على قلبه .
ولو نطقت طيبة لقالت : ابشر بدارٍ خير من دارك ، وبقوم خير من قومك ، وبالنصر والعزة والتمكين .
ولردد النبي تصديقاً : والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .
من المدينة » آخى بين المسلمين وزالت كل ضغينة .
في طيبة » نصروا الرسول وأووه بعد خيبة .
من يثرب » ظلام الكفر والجهل يمحَى ويذهَب .
في دار الهجرة » ابطالاٌ لقنوا الكفار عبرة .
من دار الأيمان » قوم لازموا عزة الأسلام ، وأبوا الكفر والهوان .
في دار الأنصار» قام الإسلام واستقام للتوحيد المسار .
وبدأ في هذه البقاع بدر الحبيب ، للورى خير رسولٍ وطبيب ، رحمةً وبشرى وسلاماً لا يغيب ، في ظل طيبة الحياة تطيب ، رسول الله خطاها ، قدمهُ عطرت ثراها ، ومنةً وفضلاً آتاها ، ومن بين بقاع الأرض اصطفاها .
لفظ آخر انفاسه فيها المفتدى ، واضافَ لها عبق الندى ، الله من بين البقاع اجتبى ، المدينة لتزهو بقبر المصطفى .
كل ضاحيةً من ضواحيهآ ، وكل حفنةً من تراب ، وكل جذع من نخل ، يصدح ويفوح بعطر الرسالة ، عبق الماضي والأصالة .
هنا محمدٌ سجد على هذه التلال ، وتضرع لله ذو العزة والجلال ، هنا هوت للجحيم صروح الضلال ، حينما حسم أمر القتال ، فذاق الكفار شر النكال .
هذه المدينة رفعت اللواء ، ولبت النداء ، لقوماً كانوا للإسلام فداء ، بآثارهم شعشع نور الهدى في كل الأرجاء .
من أصلاب طيبة خرج أؤلئك الرجال . مسطريين بالتاريخ عظيم الأعمال .
مدينة رسول الله صنعتهم منذ الأزل
ان يجدوا للآخرة بخير العمل
في سماء المدينة بأعمالهم روعة نصعوا
ونحنُ من بعدهم هل صنعنا ما صنعوا ؟؟
لك الحمد ربي ماتعاقب الليل والنهار ، ان جعلتنا من سكان طيبة الأخيار ، ومجاورين لمسجد النبي المختار ، فيا حبذا لو كنا أهلاً لهذه الأفضال ، وسمونا بالمدينة مرتقى الكمال .. *
إلى هنا تتوقف الكلمات تحية إجلال وفخر ، لطيبة الطيبة ، ولِسكانها ولكل من خطى عليهآآ ..
بقلم / ثريا السلطان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *