جدة ـ وليد الفهمي
أكد عدد من المختصين، والمهتمين بالشأن البيئي، أن القرار المنتظر صدوره قريباً، بإنشاء شرطة خاصة لحماية البيئة، يعد من التطورات المهمة في هذا المجال، الكفيلة بوقف التدهور وحماية مقدرات الوطن من المعتدين، مطالبين بمنح هذا الجهاز الجديد الاستقلال المالي والإداري اللازمين، لكي يؤدي مهامه بكفاءة واقتدار.
وأشاروا إلى أن الحفاظ على البيئة لم يعد من الأمور الترفيهية، التي تختص بها الدول الكبرى فقط، وإنما صار عنصراً مهماً جداً لحماية صحة الإنسان، وبالتالي تقليل الإنفاق على علاج عدد كبير من الأمراض المزمنة، التي تجلبها البيئة غير النظيفة.
حماية لمقدرات الوطن
“البلاد” استطلعت آراء المهتمين بالشأن البيئي، ومنهم الباحث والخبير النباتي إبراهيم دخيل الدخيل، الذي أكد أن قرار إنشاء الشرطة البيئية، يعد من الأخبار السارة للمجتمع، ويؤكد تفاعل القيادة الرشيدة، مع جميع متطلبات التنمية.
وأوضح أن تعزيز الثقافة البيئية، بات أمرا ضروريا، وأساسيا، للمجتمعات، التي تفتقر إلى الطرق السليمة، والصحية في ممارسة أنشطتها ذات التأثير على البيئة.
ولفت إلى أن شرطة البيئة، ستسهم بشكل جاد في ضبط الأوضاع الراهنة، عبر مواجهة الأنشطة المخالفة، مثل: الرعي والصيد الجائرين، وقطع الأشجار المعمرة، والتعديات على الثروات الطبيعية، كما ستهتم بحماية وصون الموارد الطبيعية، والحفاظ على ما تبقى من الغطاء النباتي.
ودعا الدخيل، إلى إدراج مادة التربية البيئية بمناهج الصفوف الأولية في الدراسة، لإكساب الأطفال المفاهيم الأساسية حول هذا الموضوع بالغ الأهمية.
توحيد جهود الحماية
بدوره أكد المهتم بالنشاط البيئي عبد السلام السلمان، أن المشكلة تكمن أساسا في أن موضوع البيئة، وحمايتها من الاعتداء، مشتتة بين عدة جهات حكومية، تتقاذف المسؤولية فيما بينها، مشيرا إلى أن الشرطة الجديدة، ستعمل على توحيد جهود الحماية، مما يعود بالنفع على حال البيئة في المملكة، ويضمن تعاون الجميع في هذا المجال.
وقال: “على سبيل المثال وزارة الزراعة بين فترة وأخرى تواكب موجة الغضب العارمة بين أنصار البيئة، وتغرّد على تويتر بمعلومات حول ضرر الاعتداء على الغطاء النباتي وإحصاءات وأرقام لدى التدهور والانحسار في المناطق الرعوية والغابات، وكذلك بين فترة وأخرى ترتب لعقد ورش عمل في بعض الفنادق، وتدعو المهتمين للحضور، وفي النهاية تكون المخرجات قليلة الفائدة”.
وأضاف: “استحداث شرطة للبيئية، سيغير هذه السلوكيات، ويعززها على أرض الواقع”، مشيرا إلى ضرورة منح الجهاز الجديد، الاستقلال المالي والإداري، ليؤدي دوره بشكل احترافي، وبجودة عالية.
وأيد طارق الحسين، الناشط البيئي، رئيس رابطة “السعودية الخضراء”، الآراء السابقة، التي تؤكد أن إنشاء شرطة البيئة، بات أمرا مهما، وسيعود بالنفع على مقدرات وموارد الوطن الطبيعية، لكنه دعا في الوقت ذاته لتعزيز ثقافة المجتمع في هذا المجال، حتى يؤتي عمل الشرطة الجديدة ثماره.
وأوضح ضرورة أن تتضمن لوائح وأهداف الشرطة الجديدة، الحفاظ على التنوع الحيوي وسلامة المحيط البيئي، وخلوه من التلوث بمختلف أشكاله، مع ضرورة الأخذ بشدة على أيدي أصحاب الشركات، والمصانع الملوثة للبيئة.