أرشيف صحيفة البلاد

إلى متى هذا الحال .. (ارحموا) عمال المونديال

جدة – محمد صالح

“إلى متى يستمر هذا الحال”، هل ماتت الرحمة في قلوب المسؤولين القطريين، تجاه عمال إنشاء ملاعب كأس العالم، التي من المقرر إقامتها في قطر 2022، ألا يخجل “نظام الحمدين” وهم يرى المساكين من “العمال” يكدون ويتعبون تحت أشعة الشمس لساعات طويلة من اليوم، أليس من الأولى منحهم الراحة والاطمئنان، وتوفير لهم متطلبات الحياة الآدمية على أقل تقدير، حالهم حال بقية البشر.

تتزايد درجات الحرارة، ويتواجد العاملون تحت أشعة الشمس الحارقة، آملين- لعل وعسى – أن يكون هناك قرار ينصفهم، أو رقيب يتابع حالاتهم، أو.. أو.. أو .. فإلى متى هذا الحال.. ارحموا عمال المونديال.

سبق وأن نشرت صحيفة “لوس أنجلوس سنتينل” تقريراً مطولاً، تناشد فيه العالم أجمع بأن يلتفت الكل حول “الجرائم” التي يرتكبها النظام القطري، ضد العمال الأجانب في بلاده، حينما ينشغل العالم بمشاهدة منافسات المونديال هذه الأيام، لافتة إلى أنه في الوقت الذي يقام فيه كأس العالم لكرة القدم في روسيا، هناك كأس آخر من “العبودية” يتعرض له العمال الأجانب العاملون في تشييد منشآت كأس العالم 2022 في قطر.

وأكدت الصحيفة ذاتها، أن المعاناة ليست وليدة اللحظة، فمنذ أن تم إعلان منح حقوق مونديال 2022 لقطر، وبدء إنشاء الملاعب، بدأت عملية “تعذيب العمال” من قبل “تنظيم الحمدين” الذي لا يعرف الرحمة، ولا الشفقة على هؤلاء المساكين.

(البلاد) بدورها أعدت تقريراً موسعاً حول ما يحدث للعمال “الغلابة”، الذين يكدون نهاراً وليلاً على مدار الساعة، وسط استطلاعات من أكبر وأشهر الصحف حول العالم، التي طالبت بتدخل منظمات حقوق الإنسان الدولية.. فإليكم التفاصيل:

لا زال الإيذاء مستمرا
قبل شهر من الآن تقريباً، تحدثت منظمة العفو الدولية من أن العمال الأجانب في مواقع بناء المنشآت الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022 ، لا يزالون يعانون من الإيذاء والاستغلال؛ حيث تعرض العمال لانتهاكات منظَّمة لحقوق العمل على أيدي الشركات العاملة في تجديد “استاد خليفة الدولي”، وهي انتهاكات عرضتها منظمة العفو الدولية في تقرير موسع.

قمع كفالة قطر
في هذا الصدد، تحدث نائب مدير قسم القضايا الدولية في منظمة العفو الدولية جيمس لينش قائلا: رغم عرض منظمة العفو الدولية أشكال استغلال العمال الأجانب الذين ساعدوا في بناء استاد خليفة، فلا تزال الانتهاكات مستمرة في مواقع بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022 في قطر،

وأضاف: وضعت الهيئة المنظمة لبطولة كأس العالم في قطر متطلبات خاصة للشركات المتعاقدة، التي يُفترض أن تعمل على وقف الانتهاكات، ولكن الواقع أن العمال في مواقع هذه الشركات لا يزالون يعيشون في ظل نظام الكفالة القمعي المتبع في قطر،

والذي يمنح أصحاب الأعمال صلاحيات قوية لانتهاك حقوق العمال، وزاد: هناك مخاطر جدية تتهدد المزيد من العمال الأجانب على مدى السنوات الخمس القادمة، مع توظيف مئات الألوف الجدد من الأشخاص في أعمال البناء والخدمات المتعلقة بسبعة ملاعب أخرى على الأقل لبطولة كأس العالم، بالإضافة إلى أعمال المرافق الأساسية المتصلة بالبطولة.

العمال مثقلون بالديون
كشف كثيرون ممن أُجريت معهم مقابلات في إطار إعداد هذا التقرير، أنهم أصبحوا مثقلين بديون باهظة بعد أن دفعوا رسوماً طائلة لشركات التوظيف، بينما تعرض بعض العمال لمصادرة جوازات سفرهم، وتعرض البعض الآخر للعمل بالسخرة، وأظهرت النتائج التي نشرتها شركة المراجعة المستقلة “إمباكت ليمتد” أن الانتهاكات لا تزال مستمرة بالرغم من محاولات “الاتحاد الدولي لكرة القدم” (فيفا) تجميل صورة البطولة.

تقاعس نظام الحمدين
كما عانى العمال الأجانب العاملون في استاد خليفة الدولي من العواقب المترتبة على تقاعس السلطات القطرية والاتحاد الدولي لكرة القدم عن معالجة المخاطر التي ينطوي عليها نظام الكفالة القطري، وهناك ضرورة لإعادة النظر؛ حتى لا تصبح الانتهاكات هي ميراث بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022″.

السكن معسكر ضيق
كما أن هؤلاء العمال يعيشون جميعاً في معسكرات عمالة ضيقة جداً، بعيدا عن عائلاتهم، بالإضافة لتعرضهم للإهانة والعمل دون إجازات 7 أيام في الأسبوع، وهو أمر غير قانوني؛ حتى أنهم أصبحوا يتحدثون عن حقوقهم كما لو كانت حلماً بعيد المنال، مشيرة إلى أن هؤلاء الرجال أصبحوا جزءا من أسوأ أشكال العبودية في العصر الحديث.

أمر محزن جداً
فيما امتعض موقع “بلس موندو” الإسباني من موت الآلاف من العمال خلال بناء ملاعب مونديال كأس العالم في قطر 2022، ووصف ذلك الأمر بـ(المحزن)، وأضاف الموقع: منذ عدة سنوات حتى الآن، وكافة وسائل الإعلام تتحدث عن الوفيات بين عمال البناء، ممن يأتون من بلدانهم بحثاً عن فرص العمل؛ إذ سبق واستشهدت صحيفة “الغارديان” بتقرير صادر عن النظام القطري يكشف عن وفاة 520 عاملاً خلال العام 2012، أغلبهم من بنغلادش والهند والنيبال،

إلى أن وصل الرقم إلى 1200 في العام ذاته. كما ذكرت صحيفة “الغارديان” أنه منذ سبتمبر الماضي، يموت مئات العمال كل عام من الظروف الجوية القاسية في بيئة العمل، جراء الحرارة والرطوبة القاتلة، وعثر عمال الإنقاذ في يناير 2018، على عامل متوفٍ بعد سقوطه من ارتفاع 40 متراً؛ بسبب ظروف العمل غير المؤمنة، ما يدلّل على استمرار الخسائر في الأرواح.
4 آلاف قتيل
ورجح نشطاء أن يصل عدد الضحايا إلى4 آلاف قتيل بحلول موعد انطلاق كأس العالم في 2022، وفق ما ذكرت صحيفة “الإندبندنت”، ووصفت الصحيفة سلوك النظام القطري تجاه العمال بالاستعباد، باعتبار أنهم مضطرون إلى العمل ساعات طويلة، مع تحمل الحرارة الشديدة والنوم في كابينة غير مريحة، فضلاً عن أنهم نادراً ما يتلقون أجورهم في وقتها.

احتجت لأطعم عائلتي
وروى أحد العمال السابقين، الذي كان يعمل في قطر، ويدعى بهوبندرا: كان لدي عائلة لأطعمها؛ لذا احتجت إلى المال، وخلال عامين ونصف العام قاومت وكنت أشعر أنني سأموت وأتعفن هناك، وقال يوبراج نيبال: ظروف العمل التي يتعين على العمال تجاوزها تتعدى الأنظمة المعمول بها، مضيفاً: يجب أن يعملوا بين 18 إلى 19 ساعة في اليوم، ولا يعطونهم طعاماً أو مأوى مناسباً، وفي الواقع لا يكون لديهم في بعض الأحيان مكانا للإقامة، على الرغم من أنه متضمن في العقد وصحتهم تزداد سوءاً.