لقي الفيلم اللبناني المثير للجدل \" دخان بلا نار \" للمخرج سمير حبشي اقبالا كبيرا لدى عرضه الاحد والاثنين في العاصمة التونسية في اطار مهرجان قرطاج السينمائي .
فقد تدافع المشاهدون على قاعة المونديال وسط العاصمة لرؤية الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة التي انطلقت فعالياتها السبت الماضي وتستمر لغاية الاول من نوفمبر . وعبر حبشي عن سعادته بالتفاعل الايجابي الذي لمسه لدى الجمهور في تونس اثر انتهاء العرض وارجع حماسة الجمهور الى \" ان الفيلم يخاطب عقل الانسان لا غير \".
من جهته وصف الممثل المصري خالد النبوي الذي يقوم بدور البطولة في الفيلم ردة فعل الجمهور \" بالرائعة \".
وتدور أحداث الفيلم الذي تشارك في بطولته المغنية اللبنانية سيرين عبد النور ورودني الحداد حول مخرج مصري شاب يريد تصوير فيلم حول الممارسات القمعية في العالم العربي ويختار بيروت كمكان للتصوير لانها في اعتقاده تتمتع بهامش كبير من حرية التعبير لكن ملامسته للواقع اليومي تثبت له عكس ما كان يتصور .
ويتطرق الفيلم وهو من انتاج شركة افلام مصر الدولية للتدخل السوري والأميركي في لبنان ولممارسات اجهزة الاستخبارات من ظلم وتعسف كما يقدم شهادات لأناس تعرضوا للتعذيب في السجون وللصراعات المذهبية .
واشادت الناقدة عليا بن حلية بالفيلم اللبناني الذي \" نجح من خلاله المخرج في تقديم الاختلافات والنعرات المذهبية والانقسام الوطني والتناقض السياسي والاختلاف الطائفي والتعصب المذهبي والتمييز العرقي \". وقالت \" لقد ادخلنا حبشي بيروت المفتوحة واعتقدنا انه سيحكي لنا لبنان حرية التعبير والتفكير والحركة الثقافية المزدهرة والانفتاح والتعايش لكنه صدمنا حين اكتشفنا مدينة مستباحة لكل من هب ودب \".
واضافت الناقدة التونسية \" لقد اعتمد حبشي النقد والتشريح المفصل كما يحدث في بلده من مآس واستطاع ان يعكس صورة واضحة ناصعة عن واقع اسود مر مرارة العلقم مؤذ للضحية وللراوي وللمتلقي بنفس المقدار \". وكان هذا الفيلم اللبناني الذي يحمل بالاجنبية عنوان \" بيروت مدينة مفتوحة \" قد اثار جدلا سياسيا خلال عرضه في مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي في ابو ظبي مطلع اكتوبر الحالي .
ودافع حبشي انذاك عن فيلمه قائلا \" في لبنان يوجد نوع ثالث من البشر ممن ليسوا مع سوريا وليسوا مع اميركا \" ، مضيفا \" أنا ضد كل من يتدخل في لبنان، وإنه من حق المبدع أن يطرح أسئلة وأن يعبر عن التاريخ والقضايا المطروحة وفق ما يراه \".
وحبشي اول مخرج لبناني ينجز فيلما روائيا بعد تاريخ اعلان انتهاء الحرب في 1992 بعنوان \" الاعصار \". وفي رصيده ايضا فيلم \" مشوار \" و \" سيدة القصر \" واعمال تلفزيونية اخرى .
ويشارك لبنان بستة افلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة اخرى في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي يستمر حتى الاول من نوفمبر المقبل ويعرض خلاله اكثر من 150 فيلما من نحو 40 دولة .
ويتنافس في المسابقة الرسمية 54 فيلما طويلا وقصيرا من النوع الروائي والتسجيلي من 18 دولة عربية وافريقية للفوز بجائزة \" التانيت \" الذهبية وهو اسم الهة قرطاجية .
ولبنان حاضر ايضا من خلال \" جائزة رندا الشهال \" التي تم استحداثها خلال الدورة الحالية للمهرجان .
ويمنح المنتج العالمي طارق بن عمار الجائزة لافضل فيلم طويل مشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي يحتفي هذا العام \" بالسينما الشعبية والمناضلة \".